هالة أبو شامة
ياسمين صبري والتمثيل
عام و3 أشهر، هي المدة الأطول التي قضتها الفنانة ياسمين صبري، بعيدة عن شاشات السينما والتلفزيون طوال مشوارها، الذي بدأ منذ عام 2013، فخلال سنوات نشاطها الفني لم تفوت الفنانة الشابة عام واحدا دون أن تطل على جمهورها بعمل أو أكثر.
لكن غيابها عن الشاشات والذي تزامن مع زواجها من رجل الأعمال الشهير أحمد أبو هشيمة، والانتقادات التي وجهت لها عقب عرض مسلسلها الأخير “فرصة تانية“، كان كافيا لإثارة العديد من الجدل التساؤلات حولها.. هل تأثرت حقا بما وجه لها من انتقادات وفضلت أن تنأى بنفسها بعيدا عن المجال لفترة حتى تعود بعمل يستحق؟، هل قررت الاعتزال والتفرغ لحياتها الجديدة؟، أو غيرها من الأسئلة التي لم يجب عليها أحد حتى الآن.
في الغالب حينما ينقطع الفنان عن الجمهور لفترة فإن أخباره أيضا تنقطع بالتدريج.. إلا أن هذا لم يحدث مع ياسمين صبري، إذ تتناقل المواقع الإخبارية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي أخبارها بشكل شبه يومي.
وهذا ما خلق عدة تساؤلات أخرى حول ماهية هذه الأنباء.. هل تخص أمرا مثيرا للجدل؟ كما هو الحال مع العديد من الفنانين مثل شيرين عبد الوهاب، التي أشعلت أزمتها الأخيرة بشأن تصريحات والد زوجها الفنان حسام حبيب المواقع الإخبارية، أو محمد رمضان، الذي اعتاد على استفزاز زملائه والجمهور بالتعالي والتباهي، أو أصالة، التي كانت محور حديث رواد هذه المواقع بفضل خصومتها مع أنغام أو انفصالها عن زوجها المخرج طارق العريان، أو غيرهم من المشاهير، أم تدور حول صور لأعمال سابقة تنعش من خلالها ذاكرة الجمهور؟ مثل فنانين كُثر لم يجدوا أمامهم وسيلة للتواصل مع الجمهور سوى بإحياء أدوارهم التي مر عليها سنوات عديدة مثل الفنانتين نادية الجندي ونبيلة عبيد، لكن لا هذا ولا ذاك.
الحقيقة أن أغلب الأخبار المتداولة عن ياسمين صبري، لا يمكن أن نسميها خبرا في الأساس، إذ أنه لا يوجد محتوى فعلي، إلا أن نجوميتها هي ما صنعت ذلك المحتوى، إذ أن أغلب هذه الأنباء لا تتضمن سوى سطور تصف أحدث إطلالتها، أو تدور حول التقاطها صورة جديدة ظهرت فيها وهي تحتسي قهوتها الصباحية على متن قارب أو طائرة.
وللوهلة الأولى.. فإن ذلك النمط الذي اختارته ياسمين صبري، مؤخرا، لإدارة حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تم الاطلاع عليه دون معرفة هويتها فمن المؤكد أن الانطباع الذي سيؤخذ عنها هو أنها “لايف ستايل بلوجر”، ولمن لا يعرف ذلك المسمى، فهو يطلق على هؤلاء المؤثرين الذين يستعرضون نمط حياتهم المُترف على السوشيال ميديا.
لكن يبقى السؤال هنا.. هل تخلت ياسمين صبري عن فنها لتصبح “لايف ستايل بلوجر”؟
الإجابة على هذا السؤال كُشفت من قِبل أحد المصادر المقربة من الفنانة وزوجها رجل الأعمال الشهير، الذي أبرم معها اتفاقا عقب زواجهما وهو أن تتوقف عن التمثيل في الأعمال الفنية غير المناسبة حتى لا تثير جدلا سلبيا حولها، وهذا يعيدنا للانتقادات التي ذكرناها في السطور السابقة بشأن مسلسل “فرصة تانية”، الذي أعرب الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم منه ذلك بخلاف رأي النقاد بالطبع الذي لم يختلف كثيرا عن رأي الجمهور.
لذلك قررت “صبري” أن تتأنى في اختياراتها وهذا ما يفسر غيابها الفني وتفرغها للدعاية، إذ شاركت خلال الأشهر الأخيرة، في عدة حملات ترويجية من بينها إعلان صابون “لوكس”، وإعلان شركة “اتصالات“ الذي ظهرت فيه خلال الموسم الرمضاني الماضي بجانب الفنان أحمد أمين، بالإضافة إلى الحملة التي شاركت فيها لصالح ماركة المجوهرات العالمية “كارتير“، مما يكشف الستار عن سبب ظهور صورها بلقطات احترافية وبجودة عالية بخلاف ما كانت عليه في وقت سابق.
وبلا شك فإن هذا الاتفاق كان مثمرا للغاية إذ أن الحملات الترويجية ونشر الصور بطريقة “اللايف ستايل بلوجر” يُدر على الفنانة أموال طائلة كما هو الحال مع أغلب المؤثرين ممن يقدمون نفس المحتوى، ومن ناحية أخرى، يمنحها الفرصة الكافية للتركيز على اختيارات تثري مسيرتها وأرشيفها الفني، لذا لا يمكن وصف غياب الفنانة بأنه اعتزال.
وهذا يقودنا إلى اتفاق آخر ربما لاحظه الجميع، هو أن أغلب الصور التي نشرت عبر حسابات ياسمين صبري وأحمد أبو هشيمة، لا تتضمن ظهورهما مع أي أصدقاء أو في أي تجمعات، مما يؤكد صحة ما قيل حول أن الفنانة قررت أن لا تندمج مع الوسط الفني.
وحتى يعثر الزوجان عن العمل الفني المناسب، فإنه يمكن اعتبار ياسمين صبري، “لايف ستايل بلوجر” بشكل مؤقت.