أسماء شكري
سمير غانم ودلال
دائما ما يلعب القدر دورا مؤثرا في حياة الناس، تَجسّد ذلك في آخر مشهد أطلت به دلال عبد العزيز على جمهورها في رمضان الماضي، الذي تضمن وفاتها ضمن أحداث مسلسل ملوك الجدعنة، ليكون بمثابة مشهد وداعها للجمهور الذي أمتعته بفنها على مدار أكثر من 40 عاما، قبل أن تتوفى بعد معاناة مع مضاعفات الإصابة بكورونا لمدة 4 أشهر.
مشهد وفاة دلال عبد العزيز أو “عطية” في ملوك الجدعنة ربما يتوافق كثيرا مع شخصيتها الطيبة الخيّرة الحنونة في الحقيقة، إذ ظهرت خلاله مرتدية جلبابا وحجابا باللون الأبيض، وهي تودع ابنها في تأثر، ثم تنظر إلى السماء بسعادة ودهشة وتردد: الله الله.. ما شاء الله، وكأنها ترى نعيم الجنة أمامها قبل أن تلفظ أنفاسها، هذا المشهد المؤثر لن ينساه محبو دلال عبد العزيز- وأنا واحدة من هؤلاء.
قبل أسبوعين فقط من وفاتها، انتشرت شائعة أنها توفيت بل ونقلها مشاهير كثيرون، قبل أن يكذبها الإعلامي رامي رضوان زوج ابنتها دنيا سمير غانم، وقتها اشتعلت السوشيال ميديا بعاصفة حب لدلال عبد العزيز، وتمنيات حارة بشفائها ودعوات من القلب لها، كل هذا يوضح مدى حب الجمهور لتلك الفنانة التي ينطبق عليها وصف “الطيّبة” بحق، فطوال حياتها الفنية لم نسمع عن خلافات بينها وبين أحد في الوسط الفني، مثلها مثل رفيق حياتها الراحل سمير غانم، فقد كوّنا ثنائيا مثاليا بحق؛ وقدما فنهما للجمهور بدون مشاكل أو أزمات – فقط الفن والضحك والموهبة.
ثنائي سمير غانم ودلال عبد العزيز الفني والإنساني لن ينتهي بوفاتهما، إذ أنهما سيظلان مثالا للفنان الملتزم بفنه فقط غير المهتم بمشاكل الوسط الفني ولا أزماته ولا خلافاته، عشنا سويا سنوات معهما ومع أعمالهما الخالدة في السينما والمسرح والتلفزيون، سواء التي اشتركا فيها أو قدمها كل منهما منفردا، وستظل قصة حب سمير ودلال من أرقى وأعظم قصص حب الوسط الفني، وما أكد هذا المعنى رحيل دلال بعد 78 يوما فقط من وفاة سمير غانم؛ لتلحق بحبيبها ورفيق مشوارها. سمير غانم ودلال
بعيدا عن علاقتها بسمير غانم وأعمالهما المشتركة مثل فيلم يارب ولد ومسرحية أخويا هايص وأنا لايص، إلا أن دلال عبد العزيز تعد ممثلة من العيار الثقيل، فمن ينسى دورها الرائع بشخصية “نعمة” في حديث الصباح والمساء، وأداءها العبقري لشخصية “فطوم” في مسلسل الناس في كفر عسكر، ولا ننسى وقوفها المميز أمام عملاق الكوميديا فؤاد المهندس في مسرحية هالة حبيبتي، أدوار كثيرة على مدار سنوات طويلة أمتعتنا فيها الراحلة دلال، التي ننعيها جميعا اليوم، ولكن عزاؤنا الوحيد هو أنها لحقت بشريك عمرها سمير غانم.