أسماء مندور ـ تكتب عن الشرق الأوسط
وصل تمويل الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى مستوى قياسي، بزيادة قدرها 12%، مقارنةً بواحد مليار دولار أمريكي للسنة المالية 2020، حيث تشهد المنطقة نمو غير مسبوق للأنشطة الاستثمارية في قطاع التكنولوجيا المالية، وإبرام عدد كبير من الصفقات بقيمة 222 مليون دولار.
سوق التلفزيون المدفوع
أدى الوباء إلى تسريع تبني محتوى الفيديو المتدفق ( OTT)، والموسيقى في المنطقة، وعزز شعبية الألعاب عبر الإنترنت بشكل أكبر، حيث حصلت شركة بيوند رايتس الإعلامية Beyond Rights على صفقات لأكثر من 270 ساعة من البرمجة النصية وغير المكتوبة مع المذيعين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبين فبراير ومارس، عندما بدأت عمليات الإغلاق، زاد 50٪ من مشتركي فيديو OTT مقدار الوقت الذي يقضونه في المشاهدة.
من جانبها، أضافت خدمات الاشتراك مثل نتفليكس، وشاهد، المملوكة لـ MBC، وستارز بلاي أرابيا، ومقرها دبي، المزيد من المحتوى المحلي مع زيادة عدد المستخدمين المميزين، وساعات المشاهدة بين عامي 2019 و 2020، حيث أدى هذا إلى خلق نمو مستمر، مما أدى إلى توقعات بنمو عائدات فيديو OTT بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 12.3٪، بين عامي 2019 و 2024، مدفوعة باختيار أكبر على منصات فيديو OTT الإقليمية والدولية، وهذا يعني أيضًا أن خدمات فيديو OTT تحصل على حصة من سوق التلفزيون المدفوع، والذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 0.6٪ فقط في نفس الفترة.
بنية تحتية رقمية
من العوامل الأساسية لدعم نمو الوسائط الرقمية والترفيه وجود بنية تحتية رقمية كافية للسماح للمستهلكين بمشاهدة المحتوى عبر الإنترنت وتشغيله والاستماع إليه من أي مكان، مما دفع بعض البلدان في المنطقة بالفعل بالقيام باستثمارات كبيرة في هذا المجال. في المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال؛ أنفقت الحكومة والقطاع الخاص 15 مليار دولار على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ عام 2017، ونتيجة لذلك، تتمتع البلاد بأكملها بتغطية إنترنت، حيث كانت المملكة العربية السعودية أيضًا واحدة من أوائل الدول التي قدمت خدمات 5G التجارية.
على عكس التوقعات العالمية، تعد إيرادات شباك التذاكر السينمائية نقطة مضيئة في المنطقة، من المتوقع أن تنمو الإيرادات بنسبة 4٪ بمعدل نمو سنوي مركب إلى مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين عامي 2019 و 2024، مقارنة بانخفاض 2.4٪ في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك أساسًا إلى قيام المملكة العربية السعودية برفع الحظر عن دور السينما في عام 2018، مما أدى إلى إنشاء سوق جديد كبير.
التحول الجيلي
تم تسريع التحول الجيلي في المشهد الترفيهي والإعلامي لصالح المحتوى الرقمي بسبب جائحة كورونا، وتأثيره على عادات المستهلك. وهذا يتطلب من شركات الإعلام والترفيه، على الصعيدين المحلي والدولي، تحويل نماذج أعمالها لمواكبة توقعات الجمهور الجديدة، والنظر في تطوير مزيج مثالي من الإيرادات التي تمولها الإعلانات، والتي يدفعها المستهلك، كما يتطلب دعمًا حكوميًا وتنظيميًا لتوسيع البنية التحتية الرقمية اللازمة، ولضمان حماية اللوائح للمستهلكين دون خنق الابتكار.