النقد البناء هو وسيلة مساعدة لأى شخص لكي يتطور، فمن يعمل لابد أن يرتكب أخطاء مهنية في عمله، قد تكون أخطاء بسيطة و غير ملحوظة، و قد تكون تلك الأخطاء في إسلوب إدارة العمل نفسه.
بعض الإعلاميين يعملون علي التواصل مع الجمهور و الإهتمام برد الفعل علي ما يقدموه، و البعض الأخر -سواء إعلاميين أو مسئولين عن شاشات أو ضيوف دائمين- لا يستمع للنقد و يسير في طريق رسمه لنفسه، ربما إداركا أن نسبة كبيرة من المشاهدة تأتي أحيانا من العناد ومن مخالفات التوقعات وعدم التراجع أمام الإنتقادات .
فيما يلي قائمة بخمسة وجوه إعلامية نعتبرها تمتلك anti نقد يمنعها من قبول مختلف النصائح أو القيام بأي المراجعات.
ربما لا يدري البعض من مشاهدى أحمد موسي أنه يشغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، و بعكس الإسلوب المحافظ الكلاسيكي الذي تسير عليه مؤسسة الأهرام، يأتي أداء موسي كمقدم برامج، موسي يمتلك نبرة صوت عالي، يميل إلي المبالغة في مهاجمة الخصوم، كما يميل إلي المبالغة في تكريم من يقدرهم، لا يستمع للنقد ولا يجيب عليه، إندفاعه يقوده أحيانًا إلي ساحات المحاكم،و بالرغم من ذلك يحافظ علي إسلوبه ولا يتغير رغم كل الإنتقادات، خصوصا بعدما نجح في الإفلات من الأحكام المتتالية ضده بشكل يجعل قبوله للانتقادات وتعديل أداءه على الشاشة أمرا غير منطقي، فلماذا أتغير إذا لم أكن مجبرا على ذلك، هكذا يمكن أن يُحدث موسى نفسه.
تري أن جميع منتقديها من حزب أعداء النجاح، مجرد كارهين لإنجازاتها في علاج الحالات الانسانية التي يتبناها البرنامج، لا أحد يدري ما علاقة الحالات الانسانية بإنتقاد حلقات عن الجن و العفاريت و إستجواب المتهمين بإسلوب مسرحى بخلاف عدة مواضيع أخري طرحتها.
إسلوبها قادها إلي المحاكم ، لكنها لا تتغير ولا تقتنع أن هناك من قد ينقدها لأنه لا يعجبه ما تقدمه، ويدعمها في ذلك أن برنامجها هو أكثر البرامج الأسبوعية مشاهدة في مصر وهو أمر لا يحتاج لدليل أو إحصائية.
تقول الأسطورة أنه يوجد أسفل مقعد وائل الإبراشي في الإستوديو مضخة سولار تساعده في إشعال جميع المواضيع دون توقف، وائل الإبراشي واحد من اهدأ مقدمي البرامج، إلا أنه يعشق إستفزاز ضيوفه ليخرج منهم تصريحات ساخنة، أو يدفع ضيفان للتشاجر.
ضيوف وائل الإبراشي هم من يدفعون ثمن إسلوبه في قضايا عدة خرجوا بها من حلقاته، ويعد اعتذاره مؤخرا لوالدة الطفل عمر صلاح بسبب اقتحام كاميرا البرنامج منزله، يعد استثناءا نادرا مرتبط غالبا بأن الطفل وقف في ظل الرئيس على متن المحروسة وهناك تعاطف شعبي جارف معه، أما الإبراشي فلا نتوقع أن يعتذر مرة أخرى أو يتراجع عن مناقشة القضايا المثيرة للإشتعال أيا كان حجم الانتقادات.
هي مذيعة نشرة مخضرمة، لا يشوب ادائها الإعلامى شيء، لكن الإنتقادات جاءتها بسبب ادائها الإدارى، فمنذ توليها منصب رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى، و مشاكل القطاع ظاهرة علي السطح و تحت أضواء وسائل الإعلام، هي أيضًا ضد الإقالة، حاول عصام الأمير رئيس إتحاد الإذاعة و التليفزيون إقالتها و أصدر بالفعل بيان بإبعادها عن منصبها، إلا أنها إستمرت في عملها، و بعد وساطات تم الصلح بين الطرفين.
لكن الخلافات مستمرة بين جدران قطاع الأخبار، و أصبحت أخبار قطاع الأخبار متواجدة بإستمرار في وسائل الإعلام، ربما يجب علي صفاء حجازى الإستماع لبعض من الإنتقادات الموجهة إليها، لأن التاريخ و الخبرة الإعلامية و النجاح أمام الشاشات وحدهم غير كافيين.
الضيف الأكثر إثارة للجدل على الشاشات المصرية، لا يمكن اعتباره ضيفا فقط فهو بمرور الوقت أصبح “صاحب بيت” ولو كان برنامجه استمر على شاشة “الفراعين” لأصبح زميلا لباقي المذكورين في هذه القائمة، رئيس نادي الزمالك لا يتعمد الدخول على الهواء من أجل “سب منافسيه”، الرجل يمكن اعتباره الوحيد الذي لا يفصل بين الحياة العادية والشاشة، كثيرون “يسبون” في المعاملات اليومية حتى أشهر النجوم، لكنهم يتحكمون في أنفسهم جيدا عن الظهور تلفزيونيا، مرتضى منصور يرفض ذلك ويمتنع ولو لمرة واحدة على أن يوجه انتقاداته بدون سباب، سهل جدا استفزازه وجره للوقوع في الأخطاء، صعب جدا استغلال هذه الأخطاء لمنعه من الظهور على الشاشة، مرتضى منصور بات “قدر” الإعلام المصري أيا كانت الإنتقادات.