1- إن شاء الله يبارك الله لمصر فى قناة السويس، سواء كان ما حدث هو مجرد توسعة أو تفريعة أو إنشاء قناة جديدة. إن شاء الله كل خير.
2- يؤسفنى أن الإخوان يعارضون كل ما يفعله النظام. فهل من المعقول أن كل ما يفعله خطأ؟ أم أن الدنيا مزيج من الأسود والأبيض، والخطأ والصواب؟ إن هذا النهج قد يلهب مشاعر أنصارهم ويوحّدهم، ولكنه فى الوقت نفسه يفقدهم الموضوعية والثقة عند العقلاء.
3- وفى الوقت نفسه أرجو أن يتسع صدر الإعلام الموالى للسيسى للمناقشات الموضوعية التى تناقش حسن استثمار الموارد، والجدوى الاقتصادية للكلفة مقابل المنفعة. ولا يعتبرون المعترض خائنا أو ينزعون عنه صفة الوطنية أو يشككون فى نياته. لا نريد أن نعود للعصر الشمولى الذى كان يجرّم أى رأى معارض.. أرجوكم.
4- وعلى أنصار السيسى أيضا أن يفهموا أن المعارضة ليست جريمة، وإنما فى العالم المتحضر جزء من النظام العام للدولة، ونظام حكم بلا معارضة ينزع الشرعية عنه.
5- وقد أزعجنى إلى أقصى حد تدنى أساليب من يدافعون عن النظام ومن يهاجمونه على حد سواء. يا ناس أين ذهبت الشياكة واللباقة واللياقة والرقى والترفع فى الاختلاف؟ لقد صار الكتّاب يستخدمون العين والحاجب فى المكيدة لخصومهم السياسيين! أصبحت والله لا أصدق ما أقرؤه.
6- ولأن الكذب قد شاع فإن مواقع التواصل الاجتماعى تحمل لنا طيلة الوقت أخبارا زائفة عن بعض الشخصيات المشهورة، يصدقها من يريد أن يصدقها لأنها تؤيد نظرته للأمور. لذلك أدعوكم إلى استخدام عقلكم النقدى. وعلامة كذب الخبر أن يكون فجّا ومُبالغا فيه.
7- ومازلت على رأيى أن مصر لا تسير فى الاتجاه الصحيح. وأننا يجب أن نصغى لاعتراضات العالم المتحضر وجمعيات حقوق الإنسان على انتهاك النظام الحالى لحقوق الإنسان وتقييد حرياته واستخدام العنف مع المعارضين. أما استسهال القول بأنها مؤامرة تستهدف مصر، ثم يصدق المؤيدون ذلك، لأنهم يريدون أن يصدقوا، فهذا ما فعلته الأنظمة المتعاقبة، ويعنى أن مشوارنا للحاق بالعالم المتقدم مازال بعيدا للأسف الشديد.
8- والصلح خير. لا أقصد العفو عمن حمل سلاحا فى مواجهة السلطة فهؤلاء بلا شك يستحقون العقوبة. ولكن أقصد أن تنفرج الأمور مع ملايين المصريين المكبوتين الذين يشعرون أن من حقهم أن يعارضوا النظام الحالى دون أن ينزع عنهم أحد صفة الوطنية أو يكونوا محلا للخوف والتهديد.
9- واعلموا أننا لسنا أول أمة فى العالم تصل إلى حالة الانقسام الداخلى. وقد تعلمت كل الأمم من التجارب أنه لا يمكن لفصيل من الشعب أن يفرض إرادته بالكامل على فصيل آخر. ولا بد من ترك مسافة للتلاقى وإلا فالوبال على الجميع.
10- وأخيرا فإن طريق الإصلاح واضح، وهو العدل وتحسين معايش الناس. وهو ما لم يحدث حتى الآن. وأرجو أن يحدث فى أسرع وقت، لأن الانفجار لن يدفع ثمنه النظام الحالى فحسب، وإنما سيدفع ثمنه الجميع.
نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”