في سلسلة المقالات دي هيبقى فيه رحلة صغيرة كده مع الفن الشعبي العربي مع واحد أو إتنين من فنانين كل بلد.. جهز نفسك لمزيكا جديدة عليك . مش الهدف من المقالات دي إنك تعرف كل حاجة عن الفن الشعبي للبلد دي .. ماهياش مقالات علمية ولا ثقافية ..هي مجرد محاولة إننا نسمع مزيكا جديدة .. بس لما تسافر معانا هتكتشف إنها مش جديدة ولا حاجة و إنها عدت عليك بصورة أو بأخرى فلو هتقرا المقال بس و مش هتسمع مش هتحس بأي متعة.. جهز نفسك و سماعاتك الرحلة طويلة بس ممتعة.
أرض الراي.. و أرض دحمان الحراشي و الشاب خالد و الشاب فضيل والشاب مامي غيرهم بس مش هنتكلم عنهم..
هنبدأ من غنوة دخلت كل بيت .. عن طريق إعلان صغير في التسعينات ..
فاكر إعلان دريم لاند ؟ كان في غنوة كانت سبب رئيسي في نجاح الإعلان ده اللي هوه ” يارايح روح إسبقني أرض الأحلام و قولي” طارق نور بذكائه المعهود ركب كلام الإعلان على غنوة قديمة شعبية جزائرية لواحد إسمه دحمان الحراشي و غناها بصوته الشهير..
إفتكر الإعلان ..
الراي ” من الرأي” حركة موسيقية بدأت غرب الجزائر و إتطورت في مدينة وهران و بترجع أصولها لشيوخ الأغنية البدوية و بتتغنى بالعامية الجزائرية .. و اساسا كانت بتناقش الظلم اللي حصل للشعب الجزائري وقت الإستعمار و مناقشة آفات إجتماعية كتير من رواده الشيخة الريـميتي و الشيخ بلمو. مش مهم في رحلتنا الإتنين دول و لا اللي فاتوا .. المهم لينا دحمان.
دحمان ده بقى أشهر مغني شعبي في الجزائر- كان موسيقار و مؤلف و ملحن- … بيسموه المعلم هناك ..
فن الراي في الجزائر هوه الفن الشعبي .. فدحمان الحراشي ( أو عبد الرحمن عمراني حسب إسمه الأصلي) ده عندهم زي سيد درويش عندنا كده بس هما فضل تراثه ملهم ليهم شعبيا و إحنا ماحفظناش على تراث سيد درويش و بقى الفن الشعبي حاجة تانية خالص.
نرجع لدحمان اللي إتولد سنة 1926 وكان أبوه مؤذن الجامع الكبير .حياته كانت بسيطة جدا في العاصمة و عاش في حي شعبي في كل طفولته .. كان مهتم بالأغاني اللي بتناقش القضايا الإجتماعية اللي طبعا أشهرهم “يارايح” اللي كتبها بينتقد فيها موضة هجرة شباب بلده الجزائر لفرنسا … و كانت التحفه دي عاملها لصديق عمره اللي قرر يسافر عشان كان شايف إن هناك فرص أحسن..
العجيب إنه شهرته الكبيرة ماجتش غير لما سافر فرنسا و بدأ يغني في المقاهي هناك للمغتربين !… كان صوت الوطن في الغربب..
الغنوة فضلت مسمعه و فضلوا يتوارثوها من جيل لجيل ولكن النسخة الأشهر قدمها رشيد طه وحده و غناها كمان مع الشاب خالد و فضيل في الحفلة اللي جيلي كله فاكرها (1-2-3-سولاي) اللي كانت سنة 1998 اللي غنوا فيها غنوة “عبد القادر” ..
إسمع يا رايح الأصلية بالترجمة..
إسمعها من ثلاثي الراي الأشهر …
ليه غنوة جميله أوي إسمها “خليوني” غناها في فرنسا في سنة 1956 عملتها بعد كده لطيفه بتوزيع جديد و غنتها سنة 2003
الغنوة دي “الشاب خالد و فضيل و رشيد طه” إستخدموا مزيكتها نفس الحفلة (1-2-3-سولاي) كدخلة ليهم…
المزيكا بتوزيع جديد ( بالمناسبة الأوركسترا اللي عمل الحفلة التاريخية دي كان مصري)..
الغنوة من لطيفة …
ليه غنوة كمان عن موضوع السكرو الخمور اللي كان منتشر وقتها –زي ما سيد درويش إتكلم عن الحشيش- .. إسمها “ربي بلاني بالطاسة ” الغنوة دي فيها لمسة عجيبة بالمزيكا بتاعتها.. دحمان عموما مزيكته بتنقلك لجو بلده تماما .. تقدر تستخدم مزيكته مع فيديو لشوارع الجزائر في السفر هناك …
إسمع ربي بلاني بالطاسة…
دحمان قابل وجه كريم سنة 1980 و ساب تراث رائع بيبهر الناس كلهم و مصدر وحي متجدد لكل عشاق الراي في العالم و تذاكر سفر مجانية للجزائر ….
إسمع من هنا تحف دحمان..
باقي سؤال
كانت في بداية الثمانينيات مسابقة -الحان و شباب -للمغنين الشباب في التلفزيون الجزائري -فاز بإحدى جوائزها أول مغني راي يدخل التلفزيون من بابه الواسع وهو الشاب مامي و كان الفائز بيسموه الشاب و من يومها و بقت لقب لمغنيين الراي.
الرحلة لسه فيها محطات كتير… المرة الجاية بلد جديدة و مزيكا جديدة.
يمكنكم التواصل مع الكاتب من هنا