منة حسام الدين
في محاولة للحفاظ على استمرار صناعة الإعلام المطبوع، نجحت الحكومة الأسبانية في فرض قانونًا جديدًا للملكية الفكرية يلزم محركات البحث ومواقع تجميع المحتوى على الإنترنت مثل “جوجل نيوز”، بدفع مبالغ مالية كالضرائب شهريًا مقابل نشر أخبار الصحف المحلية على صفحاتها الإلكترونية.
قانون الملكية الفكرية الجديد، والمعروف باسم “ضريبة جوجل”، يفرض دفع مبالغ من المال للمؤسسة التي تمثل الصحف الإسبانية وهي “رابطة محرري الصحف اليومية الإسبانية”، علمًا بأن حجم الضريبة على الأخبار المنشورة والتي تنتهك حقوق الطبع والنشر قد يصل إلى 751ألف دولار أمريكي.
يعد ذلك القانون هو أحدث صراع بين الصحف الأوروبية و”جوجل”، إذ أن الناشرين يتهمون شركة “جوجل” باستخدام موادها وحقوق الطبع والنشر المفروضة على محتوياتها لبناء خدمة إخبارية دون السعي لاعداد تقارير خاصة بالشركة.
أما من جنبها، فتدافع شركة “جوجل” عن نفسها بالزعم أن نشر الأخبار عبر خدماتها يحقق مشهادات للصحف تصل إلى 10 مليارات مشاهدة شهريًا، وهو عدد مشاهدي خدمات “جوجل”.
يقول ممثلو شركة “جوجل” إن ذلك القانون الأسباني أصابهم بـ”خيبة الأمل”، مشيرين إلى أنهم “يؤمنون بأن الخدمات مثل جوجل نيوز تساعد على جلب المزيد من الزيارات لمواقع الناشرين .”
وعن خطة العمل مستقبًلا، أكد ممثلو “جوجل” أنهم سيواصلون في العمل مع الناشرين الإسبان للمساعدة في زيادة إيراداتهم، وذلك في الوقت الذي سيقومون فيه بتقييم خيارتهم المتاحة في إطار القانون الجديد.
“ضريبة جوجل” ليس المكون الوحيد لقانون الملكية الفكرية الجديد في أسبانيا، فالقانون المقرر العمل به بدءا من العام 2015، يلزم جميع المواقع الإلكترونية بحذف رابط الموضوعات التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية و الطبع والنشر، حتى وإن كانت تلك المواقع لا تحقق ربحًا من نشر تلك الموضوعات.
ذلك القانون تم تمريره بموافقة من نواب الحزب الحاكم وفي ظل مقاومة شرسة من نواب الأحزاب المعارضة الذين وصفوه بالـ”كارثة”.
ويساعد قانون “ضريبة جوجل” صاحب الملكية الفكرية على ألا يتكبد عناء الذهاب إلى القاضي لحذف الرابط الذي ينتهك حقوقه، حيث أن هناك غرامة فورية تقدر بـ751 ألف دولار، تفرض على كل موقع لا يطبق القانون الجديد.
يذكر أن قانونًا مماثلًا تم فرضه في وقت سابق في ألمانيا، إذ تم بموجبه حذف روابط الصحف الألمانية المتضررة من انتهاك حقوق ملكيتها الفكرية من خلال خدمات “جوجل”.
لكن بعدما لاحظ القائمون على تلك الصحف انخفاض عدد الزيارات لمواقعهم، طالبوا باعادة ادراج روابط موضوعاتهم في خدمات “جوجل”، معللين السبب بـ”القوة الساحقة التي تتمتع بها شركة جوجل في السوق”.