الإعلامى عمرو عبدالحميد من أبرز الوجوه الإعلامية التى لمعت فى مصر خلال الفترة الأخيرة، ليس لأنه يظهر عبر برامج كبرى مثل «البيت بيتك» ومن قبله «الحياة اليوم»، ولكن لأنه يمتلك وعيا حقيقيا بكل ما حوله، ويتمتع بثقافة مميزة بسبب احتكاكه بالعالم الخارجى وعمله بكبرى الفضائيات العالمية مثل الـ«BBC» و«سكاى نيوز».
عن مختلف محطاته الإعلامية وعمله بقناة TeN، ورأيه فى الإعلام المصرى مقارنة بالإعلام الخارجى، أجرينا معه هذا الحوار.
بعد مرور عام وثمانية أشهر على عملك بالإعلام المصرى وتركك الـBBC بعد فترة طويلة وهى الأشهر ضمن قنوات العالم، هل تشعر بندم؟
على الإطلاق، ولكنى كنت أخطط للعودة منذ فترة طويلة، فأنا أتيت بالفعل إلى مصر فى 11 يناير 2014، وكنت أتمنى العودة قبل هذا الموعد، رغم تمسك القائمين على القنوات التى كنت أعمل بها بالخارج بى، وإلى جانب عملى فى الـBBC، فأنا بصحبة زملائى كنت من المؤسسين لـ«سكاى نيوز عربية» إضافة إلى عملى بأبو ظبى، ولكننى رغبت فى العودة بشدة إلى وطنى، بعد ثورة 30 يونيو مباشرة، حيث شعرت بضرورة أن أكون جزءا من الإعلام المصرى خلال هذه الفترة، وهذا ليس معناه أننى قبل ذلك لم أكن مشاركا فيما يدور فى مصر، فمنذ ثورة 25 يناير كنت أقدم تغطيات لـBBC من داخل مصر، ولم أكن بعيدا عن المشهد المصرى، ووقتها وأثناء تولى أسامة هيكل وزارة الإعلام جاء لى عرض من التليفزيون المصرى لتقديم برنامج «مصر النهاردة»، ولكنى لم أتمكن من الموافقة عليه، بسبب عدم إنهاء ارتباطاتى بالخارج.
وكيف تقيم تجربة «البيت بيتك»، عبر شاشة TeN والتى تعد تجربتك الثانية داخل مصر؟
من خلال تجربتى الإعلامية المهنية المتواضعة منذ أن بدأت بهذا المجال، أود دائما أن أخوض تجارب جديدة، فمثلا عندما قررت أن انتقل من مراسل إلى مذيع كانت تجربة جديدة، نفس الحال عندما قررت أن أعود من الخارج إلى مصر وعندما انتقلت من الحياة إلى TeN أيضا التجربة مختلفة، ولا أنكر أن تجربة «البيت بيتك»، تجربة جديدة ومتميزة فارتباط المشاهدين بهذا البرنامج، وحرص القائمين عليه على صناعة برنامج توك شو مختلف، جعلنى أسعد وأتفاعل معه للغاية، فالبرنامج بمثابة مجلة تليفزيونية شاملة، وهذا الأنسب للغالبية العظمى من الجمهور، فهو ليس برنامجا سياسيا بالشكل المنتشر، بل إنه يقدم فقرات اجتماعية وأخرى اقتصادية وفنية وغيرها، بعيدا عن الضجيج والصوت المرتفع، وهذا جعله يناسب كل أفراد الأسرة المصرية، حيث يتم التطرق للموضوعات بشكل به حيوية، فالفقرة فى البرنامج مهما كانت أهميتها لا تزيد عن 30 دقيقة، حتى لا يمل المشاهد بأى شكل، كذلك الفقرة الإخبارية تكون سريعة ومقتضبة هى وباقى الفقرات.
فى «الحياة اليوم» وأيضا قبل مجيئك إلى مصر كنت تقدم برامج بمفردك، وهنا فى «البيت بيتك» يشاركك آخرون، فإلى أيهما تميل؟
بشكل صريح لا يفرق معى هذا الأمر على الإطلاق، فمثلا على قناة «سكاى نيوز عربية» من خلال مكتبها بمصر أقدم برنامج «حوار القاهرة مع عمرو عبدالحميد»، إذن البرنامج لا أقدمه بمفردى فقط، ولكنه يحمل اسمى أيضا، وهنا أرى تجربة التقديم التليفزيونى المشترك جديدة بالنسبة لى مثل باقى البرامج الجديدة التى أميل لتقديمها «وهى مش وحشة»، ولم أفعلها كثيرا فى السابق، وأنا لست من هواة «الأنا»، لكن ما يشغلنى هو الوصول للمشاهد سواء كنت بمفردى أو مع مذيع أو مذيعة أخرى، وفى النهاية الحرية للمشاهدين إما أن يتفاعلوا معك، أو لا يتفاعلون.
وما تعليقك على أن برنامج «البيت بيتك»، ليس بقوة الموسم الأول، والذى بدأ عام 2004 حتى 2010؟
هذه مقارنة ظالمة ولا تجوز، خصوصا أنه خلال الموسم الأول من هذا البرنامج لم يكن متواجدا هذا الكم من الفضائيات الخاصة، وهذا الكم من برامج التوك شو والبرامج الحوارية، فالمنافسة الآن أقوى وأصعب بكثير من الأول، لكن ما أستطيع أن أقوله إننى وباقى زملائى فى البرنامج منذ أن بدأنا أولى حلقاته فى 11 مارس الماضى وحتى الآن قدمنا انفرادات وخبطات أكثر من جيدة، وحققت تلامسا واضحا مع المشاهدين ووصلنا لمركز جيد فى المنافسة ونتمنى المزيد أيضا، على الرغم من أننا توقفنا خلال شهر رمضان وفى العيد.
وكيف تنسق العمل بين «البيتك بيتك» عبر شاشة TeN و«حوار القاهرة» عبر سكاى نيوز عربية؟
لا يؤثر أى منهما على الآخر بأى شكل، ومنذ أن أتى لى عرض «سكاى نيوز عربية» فى أكتوبر الماضى، سعدت لأنهم فكروا فى بعد أن تركت القناة فى أبو ظبى حتى أعود لمصر، وحصلت على موافقة TeN، ومن قبلها قناة الحياة، والقناتان تفهما هذا الأمر، لأنه برنامج يقدم للخارج، كما أنه أسبوعى، وأقدمه يوم إجازتى.
بما أنك عملت فى قنوات عالمية مثل الـBBC، والآن تعمل بالإعلام المصرى، فهل نستطيع المقارنة بينهما؟ وهل نستطيع الصمود أمام الإعلام الخارجى العابر للقارات؟
لا يجوز المقارنة بينهما، فالمقارنة تكون بين حالتين متشابهتين، وهذا لا ينطبق على الإعلام الخارجى مقارنة بإعلامنا المصرى، فصحيح لدينا كفاءات من صحفيين ومعدين ومذيعين، ويكاد يكون الإعلام الدولى وكبرى فضائيات العالم تقوم على نسبة كبيرة منهم، لكن للأسف ليس لدينا رؤية إعلامية فى مصر، فهناك حالة من الفوضى وهى جزء من المشهد العام، فلدينا الإمكانيات المادية والبشرية ولكننا لا نستغلها فى إعلامنا المصرى، فالخطاب الإعلامى يغلب عليه الفوضى وعدم المهنية فى كثير من الأحيان، وهذا نابع من عدم وجود أسس للعلاقة بين المؤسسات الإعلامية والدولة، فالدولة لا تدرك ماذا تريد من الإعلام، والإعلام غير مدرك لمتطلباته من الدولة، وأنا عندما اجتمعت مع باقى الإعلاميين مع المشير عبدالفتاح السيسى خلال فترة ترشحه للرئاسة وقبل توليه مقاليد الحكم فى مصر، وجهت له سؤالا وهذا الأمر للمرة الأولى أتحدث فيه إليه، وقلت: «يا سيادة المشير نحن فى أمس الحاجة إلى قناة مصرية تخاطب الخارج وباقى دول العالم مثل «سكاى نيوز» و«BBC» و«الجزيرة»، فنحن نحتاج لمخاطبة الآخر وليس أنفسنا فقط،.. فأجاب الرئيس السيسى «للأسف إحنا إمكانياتنا المادية لا تسمح»، فالموضوع كان بمثابة سؤال وجواب، وكنت أتمنى مناقشته بشكل أكثر فى هذا الأمر، لأن هذا الأمر فى غاية الأهمية، ولذلك نغضب سريعا عندما تشوهنا قناة مثل الجزيرة أو غيرها من قنوات عابرة القارات، لأننا ليس لدينا القناة المماثلة لها التى تكذبها وتظهر الحقائق فى مصر.
ذهبت للمشاركة فى حفل افتتاح قناة السويس، وكنت من الإعلاميين الذين قدموا فقرات من هناك، فكيف ترى هذا المشروع القومى؟
أنا أستطيع الحكم على هذا المشروع كمواطن مصرى بشكل مهنى، لأننى ذهبت إلى القناة بالفعل وقدمت حلقة من هناك بعد البدء فى حفرها بـ40 يوما فقط، وعندما ذهبت إلى هناك، قلت من المحال أن يتم حفر هذه القناة فى عام، ولكن بعدما ذهبت مرة أخرى يوم الخميس الماضى فى حفل الافتتاح شعرت وكأننى فى حلم، وكنت سعيدا بدرجة لا توصف، وشاركت مع عدد كبير من الإعلاميين فى بث مشترك لـ9 قنوات، وتمنيت أن يخرج البث المشترك بشكل أفضل، وأن نتمكن من استضافة البعض من أجانب الحفل من قادة العالم الذين حضروا، لكن واجهنا بعض الصعوبات، فدائما الأمنيات لا تتحقق بالشكل الكامل.
نقلًا عن جريدة “اليوم السابع”