منة حسام الدين
خلال العام 2013، تخلى جون ستيوارت لبعض الوقت عن مهمته كإعلامي ساخر، والسبب لا يتعلق بمشكلات خاصة ببرنامجه “ذا دايلي شو” أو بخلافات إنتاجية أو حتى متعلقة بسياسة الولايات المتحدة الأميركية, بل السبب هو انشغاله بتصوير فيلمه الأول الذي كتبه وأخرجه “Rosewater”.
فيلم “ستيورات” الجديد مستوحى من مذكرات المراسل الصحفي الإيراني –الكندي، مازيار بهاري، والتي تحمل عنوان “ثم أتوا إليّ” والتي يسرد من خلالها تفاصيل الـ118 يوم التي أمضاها في السجون الإيرانية، بعد إلقاء القبض عليه عام 2009 إبان الاحتجاجات التي اندلعت في إيران عقب الانتخابات.
“جون ستيورات” لم يكتف بإخراج الفيلم والإشراف على كل تفاصيله، بل قام أيًضا بالتعليق صوتي على بعض الاحداث، علمًا بـأن تولي”ستيوارت” مسؤولية إخراج ذلك لعمل السينمائي تطلب منه الانتقال إلى الأردن حيث تم تصوير أغلب المشاهد.
وعن عمله في فيلم “Rosewater” يقول جون ستيورات لصحيفة “وال ستريت جورنال” إنه من خلال الفيلم تعرف جيدًا على الفرق بين صحفيّ المنوعات والسياسة.
وقال:” من يعملون كصحفي سياسة أو مراسلون لتليفزيونات مهتمة بصناعة الأخبار يكونون في حالة استعداد للقتال، في حين أن صحفيّ المنوعات لا يهتمون كثيرًا لاقتناص الهدف فهم يولون أهمية كبرى لمدى إعجابهم واهتمامهم بالموضوع الذي يعملون عليه”.
“يدعو فيلمي إلى التفاؤل، وإلى التأكيد على أن الدول التي تحجب المعلومات عن شعبها تتسبب في ضرر أكبر لأجهزتها، وأنه في الوقت الذي تقرر فيه تلك الدول بذل الكثير من الجهد والمال من أجل قمع شعوبها، فهذا يعني أنها في بداية مرحلة الإنهيار”، هكذا أجاب جون ستيورات على سؤال صحيفة “وال ستريت جرنال” حول الرسالة التي يريد إيصالها عبر فيلمه “Rosewater”.
وبالعودة إلى الحديث عن عمله كمذيع لبرنامج “ذا شو”, يؤكد جون ستيورات لضحيفة “وال ستريت جورنال” أن سلاحه الوحيد هو الصوت للتعبير عن المعتقدات والأفكار:” نحن محظوظون لدرجة كبيرة لأننا نعيش في بلد يحترم قانونها حرية التعبير، لذا لا يعتبر صوتنا سلاحًا بما يحمله اللفظ من معنى.”
ويفسر “ستيورات” فكرته عن كون الكلمة سلاح قائلًا:” تعلمت أن دور الصوت والكلمة هما سلاح الإعلامي عندما تعرفت على باسم يوسف الذي يقدم برنامج يشبه في طبيعته برنامج “ذا دايلي شو” لكن في دولة تؤدي حرية التعبير فيها إلى زعزعة الكثير من الأسس والتأثير في كيانات قائمة، بطريقة لا يمكن أن تحدث في بلدنا”.