خالد البرماوي يكتب: هكذا رأيت تنظيم حفل قناة السويس الجديدة
في البداية خالص، لست بصدد تقييم المشروع – لهذا حديث أخر- أنا بتكلم عن حدث الافتتاح، من زاوية صحفي شهد الحدث، ولديه بعض الملاحظات والانطباعات.
التنظيم، كان يمكن أن يكون أفضل بكثير، خاصة وأن توقيته كان معروف للجميع. حسنا، ليس كل الجميع.. حسب المعلومات الواردة فالعملية التنظيمية كانت موزعة بين الشئون المعنوية، وهيئة قناة السويس، ومجموعة من الشركات المصرية والعالمية، ولا نستطيع أن نلوم هذه الأخيرة، فكثرة الإجراءات الأمنية جعلت التحرك بحرية ومرونة صعب جدا، وهي أخطاء لم تكن كارثية، ويمكن بسهولة تلافيها.
على سبيل المثال نقل الافواج من وإلى القاهرة، والتي استغرقت 6 ساعات كاملة، والطبيعي أن تكون في حدود 3-4 ساعات، أضف لذلك أن الاتوبيسات التي وفرتها مجانا جامعة MSA والمخصصة للإعلاميين- لا أعلم عن الباقي- كانت تكيفاتها سيئة للغاية، مع الحر وشمس لكم أن تتخيلوا كيف كانت رحلة الذهاب تحديداً، كنا بنسيح حرفياً.
من ناحية التأمين، النتيجة واضحة بدليل أن الحدث مر دون ما يعكر صفوة، وهذا أمر لو تعلمون عظيم، لاحظوا معي أننا بنتكلم عن حوالي 4000 شخص من مصر وخارجها، وفي قلب الصحراء، ومنطقة الاحتفال تبعد 100 كيلومتر تقريبا عن العمليات الإرهابية في شمال سيناء، لكن بجد أروع ما في عملية التامين أنها كان هادئة ومحكمة.
جدول الحدث والأنشطة كانت بسيطة وسريعة مع البدايات، الفقرة الفنية كانت أكثر من رائعة، وهي الفيلم التسجيلي أفضل ما في الافتتاح، الاستعراض بالطائرات الـ F16 كان حماسي للغاية، ما شعرت أنه مبالغ فيه شو البدلة العسكرية وبعدها المدنية، ودخلة السفينة “محروسة”، بشكل عام دخلة الرئيس السيسي ممكن نقول عليها Very Old School، وإن كانت نالت استحسان البعض، أعتقد اللي فوق الخمسين.
خطبة الرئيس جاءت غير موفقة تماماً، رغم أنها جاءت قصيرة -ميزتها الأكبر- لكنها كانت موجهة كالعادة للداخل أكثر منها الخارج، بينما نحن نقول هذا حدث عالمي فكان يلزمه خطبة عالمية تكون موجهة بنسبة 80% للاقتصاد العالمي والقائمين عليه، للمهتمين بصناعة الملاحة والتجارة والنقل.
رسالة تقول أننا رغم كل التحديات نستطيع أن نبني، رسالة تقول أننا يمكن أن نؤمن سفنكم أثناء عبورها القناة القديمة والجديدة، وأن ما تروه مجرد خطوة من ضمن ألف خطوة، وهاكم بعض خططنا للخطوات القادمة، إلخ
أما رسالة الداخل التي تخص الشعب المصري، كانت ممكن أن تحل بالخطاب الشهري -صحيح هو فين؟- أو بحوار تلفزيوني، لتبقى خطبة افتتاح قناة السويس الجديدة، رسالة عالمية قوية تعتمد على الحقائق والأرقام والخطط، لا على العواطف والأناشيد الوطنية، التي لا تهم العالم في شيء!
ع السريع:
• مفيش حد حسب علمي وحسب ما رأيته بعيني، خد جنيه أو ربع جنيه دهب أو صفيح، هو تي شيرت أبيض و”كاب” من بتوع البحارة.. أيوة اللي كانت لابساه لميس الحديدي
• بنك قطر الوطني الأهلي كان ضمن الرعاة –NSGB سابقًا- رغم أن قطر لم توجه لها دعوة، ولم يشارك منها أي وفد اطلاقا.. مش حاجة غريبة ؟!
• تكاليف حفل الافتتاح كانت على نفقة الشركات الكبرى الثلاثة الاجنبية التي شاركت في المشروع، وهي صاحبة الرصيد الأكبر من كاراكات الحفر، طبيعي أن تكلفة الافتتاح بالنسبة لها شوية فكة !
• للأسف لم أرى وجبات خالد حنفي المجانية المجففة اللي فيها عصير فيتراك، فقط رأيت فريق فندق “فورسيزون” هم القائمون على الخدمة وعلى مأدبة الغذاء، وكانت الأمور في إطار المعقول بما يتناسب مع حجم الحدث و أصول الضيافة، في ظل وجود مئات من الوفود الأجنبية المشاركة.
• تكلفة الحملة الإعلانية خارج وداخل مصر كانت من جيوب الرعاة، وتكفلت بجمعهم شركة JWT، ولا أعتقد أنها بذلت جهدا كبيرا، أما شركة Mindshare فتكفلت بإدارة الحملة الإعلانية خارج وداخل مصر.
• تنظيم الحدث الصباحي قامت به شركة فرنسية كبرى”اجينسي بابليسي”، وهي التي قامت بتوظيف فريق التصوير الفرنسي المحترف، الذي أخرج الحدث بهذا التكنيك الرائع، ويقال إن شركة BBW الإنجليزية هي التي قامت بتنظيم الحفل المسائي، لكن هذه معلومة غير مؤكدة.
• تولى عملية دعوة وتنظيم حضور الاعلام المحلي والعالمي شركتي ميماك اوجلفي العالمية، وشركة ميديا وايفس المصرية، وكانوا متعاونين ومتفاهمين للغاية، رغم تأخر بعد الدعوات لظروف أمنية.