أسماء مندور
حادث هروب الأسرى الفلسطينيين
في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين، تلقى جيش الاحتلال الإسرائيلي خبرًا مفاجئًا لم يتوقعه في سجن جلبوع، أحد أشد السجون حراسة في إسرائيل، بعد هروب 6 أسرى فلسطينيين، عن طريق حفر نفق من داخل السجن إلى خارجه في منطقة بيسان، شمال إسرائيل.
من جانبها، تداولت الصحف العالمية نبأ الهروب على نطاق واسع، بل وصفت بعضها الحادثة بأنها أقرب في تفاصيلها لأفلام السينما، أو ما يُعرف بـ”الهروب الهوليوودي”، بسبب دقة واستحالة الأمر بالنسبة للجميع، لكن يبدو أنه لم يكن كذلك بالنسبة للسجناء الستة، إذ لم يستسلموا حتى تمكنوا من الفرار في النهاية.
وصفت صحيفة دايلي ميل عملية الهروب بأنها أشبه بأفلام هوليوود، وكتبت أن المسؤولين الإسرائيليين اعترفوا بـ”فشل” تصميم السجن بعد هروب ستة فلسطينيين، في عملية هروب على غرار الفيلم الشهير “الخلاص من شاوشانك” Shawshank Redemption، من خلال الزحف عبر نفق وجدوه تحت أحد الأحواض، موضحة أنه في الساعات التي أعقبت الهروب، أصدرت مصلحة السجون لقطات تذكر بفيلم الهروب الشهير عام 1994، والتي تُظهر عملاء يتفقدون نفقًا ضيقًا تم حفره تحت حوض في سجن جلبوع، ويؤدي إلى ممر في أعماق الأرض.
أما صحيفة الجارديان، فتناولت الخبر بعنوان “ستة فلسطينيين يفرون من سجن إسرائيلي شديد الحراسة”، وأفادت أن قوات الأمن الإسرائيلية أطلقت عملية بحث واسعة النطاق في شمال إسرائيل والضفة الغربية المحتلة بعد أن فر ستة سجناء فلسطينيين من أحد أكثر السجون تأمينًا في البلاد، باستخدام ملعقة، في عملية هروب غير مسبوقة، على حد وصفها. ونقلت الصحيفة أيضًا عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن السجناء أمضوا عدة أشهر في العمل في حفر نفق الهروب باستخدام الملعقة التي قاموا بإخفائها خلف أحد الملصقات في زنزانتهم.
من جانبها، وصفت الإندبندنت، أشهر الصحف البريطانية في العالم، عملية الهروب بأنها أسوأ هروب من السجن في تاريخ إسرائيل. وتحت عنوان “مطاردة مكثفة بعد هروب ستة فلسطينيين من سجن إسرائيلي شديد الحراسة”، كتبت في متن الخبر، أن السجناء الفلسطينيين الستة فروا من سجن إسرائيلي شديد الحراسة يوم الاثنين، باستخدام نفق تم حفره بملعقة على مدى أشهر، لتنطلق بعدها عملية مطاردة واسعة النطاق، وحشدت السلطات عمليات البحث بمساعدة الطائرات بدون طيار والمروحيات، بينما أقيمت حواجز على الأرض لإعاقة سير الهاربين.
بدورها، تناولت وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتيد برس الخبر، ووصفته بأنه أكبر عملية هروب من السجن من نوعها منذ عقود، وذكرت في الخبر الذي تناولته بعنوان “إسرائيل تبحث عن 6 فلسطينيين بعد هروب نادر من السجن”، أن الهروب يمثل “خرقًا أمنيًا محرجًا” للقيادة الإسرائيلية، قبيل رأس السنة اليهودية الجديدة، عندما ذهب الإسرائيليون إلى الشمال للاستمتاع بالشواطئ والمعسكرات وبحيرة طبريا، في حين يبدو أن السجناء قد اختبأوا، ولم يكن هناك ما يشير إلى أن السلطات الإسرائيلية تعتبرهم تهديدًا مباشرًا.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة واشنطن بوست أن سجن جلبوع، الذي يقع على بعد حوالي ميلين من الضفة الغربية، هو واحد من أكثر السجون حراسة مشددة في البلاد، وكتبت أن هروب السجناء “الفريد من نوعه”، على حد وصفها، أدى إلى القيام بحملة بحث واسعة النطاق في شمال إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، وأفادت أيضًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وصف الهروب بأنه “حادث خطير”، وذكرت على لسان أريك ياكوف، القائد الشمالي لمصلحة السجون الإسرائيلية، أنه جاري التحقيق في الحادث، ويبدو أن الرجال الستة وجدوا خللاً في المنشأة، ولم يتضح على الفور ما إذا كانوا قد تلقوا مساعدة من الخارج لتنظيم عملية الهروب أم لا.