أحمد العياد دور العرض السعودية
منذ عودة افتتاح الصالات السينمائية من جديد، في السعودية في ابريل 2018 عرض العديد من الأفلام المصرية وحققت نجاح متفاوت مابين نجاح كبير كفيلم الفيل الأزرق أو نجاح محدود كفيلم الكنز الجزء الثاني، حتى تم عرض فيلم وقفة رجالة في نهاية يناير 2021، الفيلم الذي تصدى لبطولته ماجد الكدواني وبيومي فؤاد وسيد رجب، وشريف دسوقي من كتابة هيثم دبور وإخراج أحمد الجندي.
الفيلم حقق نجاحا كبيرا في مصر لكن ما حدث في السعودية هو أكبر من مجرد نجاح عادي، الفيلم كان حديث المجالس بسبب صعوبة الحصول على مكان في صالات السينما لمشاهدته حتى قرار رفعه من الصالات قبل أيام أيام قليلة ليكون أكثر الأفلام المصرية بقاءاً في الصالات السعودية.
استمر عرض الفيلم من نهاية يناير 2021 حتى بداية أغسطس 2021 مع ملاحظة أن الفيلم بدأ عرضه في منصة شاهد في 20 يوليو بمناسبة عيد الأضحى ومع ذلك استمرت العروض السينمائية لهذا الفيلم، وهو أمر له دلالات هامة مرتبطة برغبة الجمهور السعودي في مشاهدة الفيلم بدار العرض وليس عبر شاشة التليفزيون، ولا أعرف إن كان هذا النجاح الكبير خصوصا في السعودية أغرى صناع الفيلم على عمل جزء ثاني.
حاليا ً يوجد في السعودية 400 شاشة صالة سينما وفي ختام سنة 2022 سيتضاعف عدد الصالات السينمائية إلى 800 شاشة وبحلول عام 2030 سيكون في السعودية 2500 شاشة ـ المعلومات نقلا عن تقرير جودة الحياة السنوي ـ واذا كان سعر التذكرة لأي فيلم 60 ريال على الأقل، كل ذلك يجعل السوق السعودية مستهدفة بشكل كبير بالنسبة لصناعة السينما المصرية لتكون بمثابة مصدر دخل إضافي يزيد من ايرادات الافلام المصرية بدرجة تصل إلى أكثر من الضعف.
ستستفيد السينما المصرية التي يجب أن تقدم أعمال تنافس الأفلام الأجنبية التي تعرض بالصالات السعودية من دون تقيد بعدد النسخ لتضمن لها حصة من إيرادات دور العرض السينمائية مستفيدة من عدة أمور باعتبار أن المملكة أصبحت سوق إضافي مهم للإيرادات بمقدمتها فارق العملة الذي سيتيح عائد جيد في ظل فارق أسعار التذاكر إذ ما جرت المقارنة بين دور العرض في مصر والسعودية والذي يصل إلى 4 أضعاف تقريباً.
عدد الشاشات الكبير الموجود في القاعات السعودية خلال الفترة الحالية والتوسع المستقبلي سيكون أحد الأسباب الرئيسية في الاهتمام المصري بالسوق السعودي، بل وقد يكون داعم لشراكة متبادلة يكتسب فيها السينمائيون السعوديين الخبرات المصرية في هذا المجال عبر تعاون كمشترك، مثل فيلم “مش أنا” لتامر حسني والذي صور جزءا ًمنه في السعودية أو الفيلم الذي يتم تصويره حاليا وهو فيلم “مهمة مش مهمة” والذي يتم تصويره مابين مصر والسعودية، بما يضمن تواجد إعلامي سعودي قوي على مستويات عدة بصناعة السينما المصرية، مع التنبه لأن يكون هذا التعاون مبرر دراميا لا لأجل التعاون فقط.
الإقبال الشديد من السعوديين على دور العرض ومشاهدة الأفلام فيها فور طرحها سيحد من تأثير عملية القرصنة ويزيد من إيرادات الافلام بما يسمح لشركات الإنتاج بزيادة ميزانية الأعمال لتقديم صورة جيدة للمشاهد خالية من العيوب.
ولا شك في ذلك رافد كبير جدا وعائد مهم على صناعة السينما في العالم العربي عموما لكن كل الخوف أن تكون موجهة على نوع واحد من السينما بمعنى أن هذا السوق هو من يتحكم في نوعية الأفلام ونوعية المواضيع فيها التي يتم تقديمها وهو أمر يجب أن ينتبه إليه صناع السينما المصرية كي لا تكون محصورة في إطار محدد مشابه لفيلم “وقفة رجالة”.