بخطوات ثابتة في مشوارها الإعلامي، الصحفية والمذيعة الشابة أسماء مصطفى تعد من الوجوه الرئيسية لبرنامج “صباح الورد” الذي يُذاع على قناة “Ten”، في تجربة جديدة لها خلال مسيرة إعلامية قدمت فيها برامج متنوعة من بينها “لقاء خاص” و”للنساء فقط” و”صباح التحرير ويك إند”، بجانب توليها لملف الرئاسة بجريدة “اليوم السابع”.
“إعلام.أورج” إلتقى أسماء مصطفى للحديث عن تجربة البرنامج وتطلعاتها في الفترة القادمة، وطبيعة تواجدها وتغطيتها لملف رئاسة الجمهورية ومتابعة الرئيس السيسي عن قرب في الزيارات المختلفة.
تجربة “صباح الورد” كيف جاءت مختلفة عن ما سبق؟ وهل وجود أكثر من مذيعة للبرنامج ساهم في تشتيت الجمهور وأفقد لكل مذيعة فرصة ترك بصمتها خلال البرنامج؟
الهدف من “صباح الورد” تقديم برنامج حواري اجتماعي يتناسب مع جمهور الفترة الصباحية والذي يكون أغلبه من الأمهات والسيدات، وبالنسبة للجمهور فالمُشاهد ذكي جدًا ويستطيع التمييز بسهولة، والإعلامي أيضًا يستطيع تقديم بصمته الخاصة به، وطبيعة البرنامج المشترك تختلف في تقييمها عن البرامج الأخرى، ومجال المنافسة أيضًا يختلف حيث لا تكون المقارنة بين أداء مذيعة وأخرى، أو تنافس بشكل عام بين مذيعات البرنامج، فالجميع يسعى أن يساهم بدوره في نجاح البرنامج ككل لأن نجاح البرنامج هو نجاح لكل المشاركين فيه.
كما يجب الإشادة بدور مروة عاطف رئيسة تحرير البرنامج والتي كان لها دورًا كبيرًا في التنسيق بين مذيعات البرنامج وخلق حالة من التجانس والتفاهم بينهم.
على الرغم من الطبيعة غير السياسية للبرنامج كنتِ تقومين بالتعليق على كثير من الأحداث الجارية بشكل عام.. هل ذلك متعمدًا؟
بالفعل البرنامج لا يهتم بالأحداث السياسية بشكل أساسي ولكنه أيضًا لا يغفل عنها، وهذه حقيقة أنني كنت أعلق على كثير من الأحداث السياسية لأنني أرى أن تقديم برنامج خفيف لا يعني أن ينفصل أو يتجاهل الأحداث الجارية، وصحيح أن المُشاهد أصيب بحالة من الملل من متابعة السياسة ولم يعد لديه طاقة لاحتمال ساعات من مشاهدة التوك شو، ولكنه أيضًا يريد معرفة ما يجري من أخبار وأن يكون على علم بما يدور حوله، بجانب طبيعة عملي كصحفية بالملف السياسي في “اليوم السابع” والتي لا شك أنها تطغى على شخصيتي، وأحاول أن أقدم معلومات دقيقة وذلك من خلال تواجدي في كثير من الأحداث الهامة ويكون لي رؤية أو زاوية معينة أريد أن أعرضها.
كيف كانت تجربتك مع تقديم البرامج التلفزيونية؟ وهل كانت خطوة تتطلعين لها من البداية؟
بداية ظهوري أمام الكاميرا كانت من خلال تجربة “فيديو 7″، بعدها برنامج “لقاء خاص” على قناة “التحرير” والذي يعد أول تجربة لي كمقدمة برامج، وكان لدي حلم أن أول حوار أقوم به يكون مع السيدة جيهان السادات، وبالفعل تحقق هذه الحلم، وأجريت الحوار، وكانت متعاونة للغاية ولم تهتم بأن هذه أول تجربة لي، بل تحمست للفكرة وتحمست لاهتمامي وإصراري على الحوار معها، وكنت أريد أن أقدم زاوية جديدة تُركز على الجانب النسائي الخدمي والدور القوي الذي كانت تقوم به سيدة مصر الأولى، وذلك على العكس من الحوارات السابقة لها والتي ركزت بشكل أكبر على الرئيس السادات وحرب أكتوبر وحادث المنصة، ولكن أردت أن أظهر جانبًا مختلفًا من هذه السيدة العظيمة، وكنت أحلم أيضًا بإجراء حوار مع الملكة رانيا وتشرفت بلقائها والحصول على أول تصريحات منها لصحيفة مصرية وذلك على هامش المؤتمر الاقتصادي العالمي “دافوس”.
هل هناك شخصية أخرى تحلمين بإجراء حوار معها وتجدي أن الحوار يمكنه أن يضيف الكثير؟
بالتأكيد أحلم بإجراء حوار مع السيدة إنتصار السيسي زوجة الرئيس السيسي، وأحترم جدًا رغبتها الشخصية في عدم الظهور الإعلامي، ولكن في نفس الوقت أرى أن الحوار معها سيكون من الحوارات الرائعة، وأنا ضد فكرة أن لا يكون لزوجة الرئيس دور في الحياة العامة، وأطالب بتدخلها في عدد كبير من المشروعات الإنسانية والخدمية، وذلك مثل الدور الذي تقوم به الملكة رانيا والتي حققت نجاح منقطع النظير عربيًا وعالميًا، وفي كل دول العالم يكون لزوجة الرئيس مجموعة من المهام الاختيارية والإنسانية بعيدًا عن أن يكون لها أي تدخل في السلطة أو في صناعة القرار.
كيف أضافت لكِ تجربة “صباح الورد”؟ وهل تفكرين في تقديم برنامج مستقل في الفترة القادمة؟
البرنامج أضاف لي تجربة العمل المشترك والتي لم أخضها في السابق، حتى في نطاق العمل الصحفي كان العمل يدور غالبًا بشكل فردي، وفي تجربة “صباح الورد” كانت فرصة جيدة للتعاون مع أكثر من مذيعة والعمل على احترام الجمهور واحترام البرنامج والمساهمة في نجاحه، وبالتأكيد أتمنى أن أقدم برنامج مستقل بما يتيحه من حرية ومساحة أكبر، ولكن أرغب بتقديم برنامج مختلف عن برامج التوك شو، والاهتمام أكثر بالفترة الصباحية التي لا أعلم لماذا يتجاهلها كثير من العاملين بالإعلام رغم وجود جمهور أكبر ومساحات مختلفة من الموضوعات التي يمكن تقديمها من خلال هذه الفترة، واختلاف نوعية جمهورها الذي لا تتيح ظروفه متابعة برامج التوك شو، وأنا مع النسق السريع في البرامج الذي يتوافق مع سرعة أسلوب الحياة بشكل عام.
من خلال تغطيتك لملف الرئاسة هل تغير موقف مؤسسة الرئاسة في التعامل مع الإعلاميين؟
الأمر اختلف تمامًا في مؤسسة الرئاسة، وبالتأكيد لم يكن موجودًا هذا القرب والتواصل المباشر بين الرئيس والإعلاميين، وأنا قبل اجتماعي بالرئيس السيسي في لقاء شباب الإعلاميين، كنت أسعى وأكافح للتواصل مع مؤسسة الرئاسة لأن الجميع يعلم أن الرئيس السيسي بدون شك رئيس مختلف، ومن خلال حديثي مع بعض المسؤولين السابقين بالرئاسة تجد أن التعامل مع الإعلام تغير 180 درجة، فالخبر قبل ذلك كان هناك صعوبة كبيرة في الحصول عليه، ولكن حاليًا تجد إيميلات المتحدث الرسمي مُرسلة لأغلب الصحفيين وتتضمن ما سيقوم به الرئيس خلال اليوم، ولم نعهد قبل ذلك وجود متحدث رسمي لرئاسة الجمهورية متواجد دائمًا وحريص على التجاوب مع أغلب الإعلاميين بل ويبادر أحيانًا بعرض المساعدة والتوضيحات الخاصة بنشاط الرئاسة، والأهم هو الوقوف على مساحة واحدة من كل الإعلاميين، بجانب وجود مكتب إعلامي لرئاسة الجمهورية يتعامل مع الإعلاميين والجمهور أيضًا، ويوجد حسابات للرئيس على مواقع التواصل الإجتماعي ويتم الرد عليها، وهذا يختلف تمامًا عن السابق حيث كانت فكرة التواصل مع رئيس الجمهورية مجرد فكرة نراها في الأفلام، وأيضًا خلال المراسم التي يقوم بها الرئيس فلم يقتصر الحضور كما كان يحدث في السابق على نوعية معينة من الإعلاميين.
كيف رأيتِ الرئيس السيسي عن قرب خلال تواجدك معه في عدد من الزيارات الرسمية ولقائك السابق معه في لقاء شباب الإعلاميين؟
أثناء الزيارات أكون سعيدة جدًا لكوني مواطنة مصرية فخورة بتواجدي مع الرئيس أكثر من كونها طبيعة عملي، وذلك من خلال مشاهدة الاستقبال الرائع للرئيس، وكان من الواضح جدًا أن الرئيس السيسي “قلبه جامد” فهو لا يخشى النزول إلى الشارع وسط مؤيديه، والتعامل مع الرئيس السيسي بشكل عام يجعلك تدرك مدى التغير الكبير في الرئاسة، وأثناء لقائي معه في لقاء شباب الإعلاميين لم يكن حوار مع رئيس جمهورية، كان حوار بدون وجود أي رقابة أو تعليمات وأنا وزملائي تحدثنا عن كل ما نريده، والرئيس أكد لنا في بداية الاجتماع على أهمية أن يكون الإعلامي على قدر الدور الذي يقوم به مع المُشاهد من تحري الدقة في الأخبار، وعن نفسي فأنا ضد الصراخ على الفضائيات وضد السبق الصحفي الذي لا يهتم بالمصلحة الوطنية ولا يُراعي مسؤولية الخبر أمام الجمهور مثلما نشاهد من سلبيات كثيرة وقع فيها الإعلام.