أسماء مندور
يتم إنشاء القصص الإخبارية بواسطة برامج الكمبيوتر في الصحافة الآلية، والمعروفة أيضًا باسم الصحافة الخوارزمية أو الصحافة الروبوتية، تلقائيًا بدلاً من المراسلين البشريين بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تقوم هذه البرامج بتحليل وتنظيم وتقديم البيانات، حيث تقوم الخوارزمية بفحص كميات ضخمة من البيانات، وتختار من بين مجموعة متنوعة من تنسيقات المقالات “المبرمجة مسبقًا”، وتنظم النقاط المهمة، ثم تقوم بإدراج المعلومات مثل الأسماء والأماكن والمقادير والتصنيفات والإحصاءات والأرقام الأخرى.
يتم تحويل بعض البيانات إلى تقارير إخبارية مكتوبة بلغة الإنسان في الصحافة الروبوتية، ويتم استخدام طرق توليد اللغة الطبيعية في الخوارزمية لتحقيق ذلك. لذا عندما تتوفر البيانات المدرجة مسبقًا ويتكرر نفس الحدث، فإن الصحافة الروبوتية هي الأنسب، حيث إن جمع البيانات، وتحديد الأحداث الجديرة بالملاحظة، وتحديد أولويات الرؤى، وإنتاج السرد، ونشر الأخبار في نهاية المطاف هي الخطوات الخمس للصحافة الآلية.
غالبًا ما يُنظر إلى الصحافة الآلية على أنها وسيلة لتحرير الصحفيين من التقارير الدورية ومنحهم مزيدًا من الوقت للعمل في مشاريع أكثر صعوبة. كما أنها توفر مزيدًا من الوقت والتكاليف، حيث تخفف من بعض الضغوط المالية التي تتعرض لها العديد من الشركات الإخبارية. ومن ناحية أخرى، يُنظر إلى الصحافة الآلية أيضًا على أنها تهديد لمدى جودة الأخبار ودقتها، وكذلك على سبل عيش الصحفيين البشريين.
تتيح الخوارزمية النشر السريع للقصص الإخبارية، بالإضافة إلى توفر بيانات المصدر، حيث يتم إنتاج قصة إخبارية على الفور تقريبًا، لأن تصميم الصحفيين الآليين (الصحافة الروبوتية أو الخوارزمية) تم في الأصل لإنتاج كميات هائلة من البيانات بمعدل أسرع. ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، عززت الأتمتة عدد تقارير الأرباح الواردة من المستهلكين بأكثر من عشرة أضعاف.
نظرًا لأنه يمكن إنشاء المزيد من المواد في وقت أقل، فإن الصحافة الآلية أقل تكلفة، لأنها توفر أموال الشركات الإخبارية التي تنفق على العمالة. وبالتالي، فإن انخفاض العناصر البشرية يعني انخفاض الأجور والإجازات المدفوعة وتكاليف التأمين على العمل. وبالنسبة للمؤسسات الإخبارية ذات الموارد المحدودة ولكنها ترغب في الاحتفاظ بنطاق وجودة تغطيتها، فإن الأتمتة هي الحل الامثل لخفض التكاليف.
يُذكر أن أنظمة الصحافة الآلية أقل عرضة للأخطاء لأنها لا ترتكب أخطاء فادحة مثل الأخطاء الإملائية، أو الأخطاء الحسابية. وبعبارة أخرى، فإن دقتها تفوق دقة الصحفيين البشر، بشرط أن تكون الشفرة نفسها والبرمجة المسبقة خالية من الأخطاء، وأن تكون البيانات الأساسية دقيقة.
يوجد أحيانًا سوء فهم حول من يجب أن يُنسب إليه المقال الآلي، حيث وجدت الأبحاث حول “التأليف الخوارزمي” أن بعض المشاركين خصصوا الفضل للمبرمج الذي قام ببرمجة الخوارزمية في الأساس، بينما رأى آخرون أن المؤسسة الإخبارية هي المؤلف. حتى الآن لا توجد طريقة للقارئ لمعرفة ما إذا كان قد تم كتابة مقال بواسطة روبوت أو شخص ما، مما يثير مخاوف بشأن الدقة والشفافية.
أحد المخاوف الرئيسية حول الصحافة الروبوتية هو فقدان وظائف الصحفيين عندما تستخدم المنشورات الذكاء الاصطناعي، على الأقل في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على البيانات، مثل الرياضة، والاقتصاد، حيث أصبحت صحافة الروبوت هي الأساس.