د.إبراهيم الدكروري يكتب: زيارات الفرص الضائعة

تتميز جمهورية مصر العربية بوجود مكتب إعلامي ومستشار إعلامي في كثير من البلاد في سفاراتها حول العالم وأعتقد كما يعتقد الآخرون بأن وظيفة وهدف هذا المكتب من اهم الوظائف التي تنقل من وإلي مصر الأخبار الحقيقية وتقدم لهذة الدول صورة مشرفة عن مايحدث هنا وهناك ولقد تعودنا علي مقالات وأعمدة تُكتب في الصحافة المصرية عن بعض مايدور في الخارج من أحداث وغالبا تكون منقولة بالحرف من الصحافة ووسائل الاعلام الدولية ونادرا مانلاحظ او نقرأ مقال او تعليق في المجلات او الصحف او تقرير في وسائل الاعلام من السيد المستشار الإعلامي مدفوع الأجر باليورو، هذا المفهوم اصبح مع مرور الوقت حقيقة راسخة يتمسك بها المكتب الإعلامي.

المأساة الكبري ياسادة هي بأن هذا المنطق العجيب يضيع علي مصر المليارات من الأموال وتسبب في تراجع مكانة مصر وعلماء مصر إلى مكانة لا تستحقها ولا تعبر عن حقيقة ما بها من إمكانيات ….. فرص بالالاف سنويا تهدر !!! وعلماء اجلاء يشاركون في مؤتمرات دولية هنا من اساتذة جامعيين في الطب والهندسة والكيمياء والرياضيات والعلوم والفيزياء والأدب والفنون وكل المجالات … ولا يجدون من يقدمهم بالشكل اللائق للالمان كما تفعل جميع الدول هنا … ولا يسمعون الا صدي صوتهم يأتي بخيبة أمل من السفارات والمكاتب الإعلامية وغيرها !!

أتذكر زيارة الأستاذ الدكتور الشافعي رئيس أقسام الجراحة بجامعة الاسكندرية إلى دوسلدورف ١٩٨٠ ومقابلة المستشار الثقافي والاعلامي له بناء علي الإصرار مني بشكل خاص علي ذلك وإقامة حفل استقبال لة في جامعة دوسلدورف نتج عنة التصديق لة علي منحة لأربع دراسات للدكتوراة في الجراحة العامة علي نفقة الجامعة هنا.

وبالفعل حضروا وأنهوا الدراسة وعادوا رافعين رأس مصر عالية، هناك منح معروفة تعطي لمصر من اكثر من جهة، لكن منحة وزيارة الأستاذ الشافعي كان لها رونقا ومكانة وتقديرا اخر ،هذا العام تشرفنا بزيارة الاستاذ الدكتور عماد درويش رئيس أقسام النساء والولادة أيضا بجامعة الاسكندرية علي سبيل المقارنة للأحداث وليس الحصر وهو عالم جليل وله من المكانة مالا يقل بل قد يزيد عن علمائنا هنا في تخصصه.

ماذا لو تحرك السادة لأداء فريضة العمل والولاء لمصر، بالتأكيد ولا جدال لرجع الاستاذ الدكتور عماد درويش ومعه علي الأقل ٥ منح مدفوعة الأجر الي مصر، انتابني هذا الشعور المؤلم خلال ترحيبي بأخي وزميلي الاستاذ الدكتور عماد درويش مرارا، ولم أظهر له مدي ألمي وحزني علي الإطلاق، فليس من المعقول ان يحدث مثل هذا الهراء وتستمر هذة المسرحية الهذلية من مكاتبنا بالخارج !!! ليس من المعقول ان نهدر فرصا بالالاف سنويا والسادة مدفوعي الأجر يتسوقون في شوارع ألمانيا ويتصرفون بعقلية موظف حكومي مصري لا يعنية سوي انتظار نهاية العمل وشراء العيش الطازة والعودة الي المنزل قبل الاكل مايبرد !!!! مأساة من كل الجوانب وصورة مشوهه عن بلد حضارتة اكثر من سبعة آلاف سنة ويتحدث عنها الآخرين .

إن شباب مصر الواعد يحق له ان ينال فرصته علي الوجه الأكمل وتمد له يد العون والمساعدة بشرف وكبرياء وان يقدم من خلال هذه المكاتب والسادة المستشارين في كل بلاد العالم المتقدم بكل فخر وعزة وشموخ، انهم شباب لا يعرفون الفشل والاحباط، انهم شباب بناه الاهرامات ومجد مصر ورفعتها.

ظهر جليا الدليل الدامغ والواضح لفشل هذة المكاتب الإعلامية بالخارج بعد وصول شباب حملة التنقيب عن العلماء المصريين بقيادة المنقب الإعلامي الغير مكلف أحمد فائق وطاقمه من الأثريين المتخصصين في التنقيب عن اثار علماء مصر بالخارج، وفجأة سمعت مصر عن علمائها بالخارج، هاني عازر وإبراهيم سمك وسويلم وهشام والنقراشي وسمعت مصر بإنجازاتهم، في برنامج مصر تستطيع على قناة النهار تقديم أحمد فايق، ولم يكن السادة المسئولين بهذة المكاتب علي علم بهم او بالأدق هم يعرفون ولكن الامر لا يعنيهم من قريب او بعيد !!! حتي وصول بعثة التنقيب عن الاثار المصرية!

إن حملة التنقيب عن آثار العلماء المهملين بالخارج أعادت لمصر رونقها ومكانتها وقامت بعمل لم يقم المكلفون به بعمله طيله سنوات مضت، وضخت الأمل واعادت الحياة لآلاف من شباب مصر الصاعدين للحلم بمستقبل مشرق بإذن الله، وكرمت علماء مصر وقلدت علمائها ومنحتهم أفخر النياشين، تكريم من شباب مصر، لا يقارن بأي تكريم ، تكريم لم ينتظرهولم يسعي له احد من علماء مصر المخلصين فشكرا لكم أيها الشباب المصري الكريم، وأمل مصر ومستقبلها المضئ.

إن مستقبل شبابنا وصورة مصر المشرفة يجب ان تكون هي الهدف المنشود للوصول إلىاعلي المراتب، ويجب ان تكون هناك مراجعات وكشف حساب حقيقي لما يدور في هذة المكاتب التي حتي الان لا تستيقظ من سباتها الا في زيارة الرئيس ( ولم يفعلوا علي الوجة الأمثل) كما سبق وفعلوا في كل زيارات الرؤساء السابقين .

لقد طلب وكرر الرئيس السيسي مرارا من السادة المسئولين بأن عليهم بالعمل الجاد والانجاز السريع لكي تنهض مصر واعتقد بأنه يقصد ويعني المصريين جمعاء داخل مصر و خارجها !!

اقـرأ أيضـاً:

المشهد الذي تمنى نور الشريف عرضه يوم وفاته

انسحاب صاحب محلات “الحسن والحسين” بعد مشادة مع الإبراشي

فاتن الوكيل تكتب: نور الشريف كل هؤلاء وأكثر

23 معلومة عن نور الشريف

مشوار نور الشريف في 30 صورة  

إياد صالح : نور الذي يسبق “نوره” دايما نور الشمس

وصية نور الشريف للفضائيات المصرية

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا