أسماء مندور
مواقع التواصل الاجتماعي هي مجموعة من الخدمات عبر الإنترنت، تُتيح للمستخدمين إنشاء المحتوى ومشاركته. ويتم استخدام البيانات التي تم إنشاؤها بواسطة تلك المواقع، من قبل الشركات، لخدمة الإعلانات المستهدفة، التي تجلب عائد مادي للمعلنين.
وفي هذا الشأن ذكر موقع verdict بعض اتجاهات التكنولوجيا الرئيسية التي تؤثر على مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي.
تتمثل إحدى أكبر معضلات مواقع التواصل الاجتماعي في جعل مراقبة المحتوى أكثر آلية، وذلك في محاولة منها لتخفيف العبء على المراقبين البشريين، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الدقة، حيث يستخدم فيسبوك نظام “المراقبة الآلي”، الذي يتم تمكينه عن طريق مسح الصور بالذكاء الاصطناعي (AI)، لاكتشاف العناصر التي تخالف نظامه الأساسي.
وعليه، أزال فيسبوك 39.5 مليون منشور مخالف لسياسات المحتوى الخاصة به بين يناير ومارس 2020، وتمت إزالة 99.2٪ من المحتوى تلقائيًا، دون إبلاغ المستخدمين. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بخطاب الكراهية والمعلومات المضللة، فإن الذكاء الاصطناعي أقل دقة بكثير.
لذلك، أعلن يوتيوب في سبتمبر 2020 أنه سيعيد المراقبين البشريين للسيطرة على انتشار المعلومات المضللة عن فيروس كورونا، بعد أن فشلت خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة في مطابقة دقتها. وبالفعل، تمت إزالة ما يقرب من 11 مليون مقطع فيديو من يوتيوب بين أبريل ويونيو 2020، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز.
نموذج تطبيق WeChat الفائق موضع حسد شركات مواقع التواصل الاجتماعي الغربية، لأنه بوابة يمكن للمستخدمين من خلالها الوصول إلى عدد لا يحصى من خدمات الإنترنت، بدءًا من الشبكات الاجتماعية والتجارة الإلكترونية إلى الخدمات المالية.
وبالفعل، نجح العديد من أصحاب المنصات الآسيوية في تكرار هذا النموذج، بما في ذلك Alipay، وGrab، وGojek. أما خارج آسيا، يعد فيسبوك، مع 2.9 مليار مستخدم نشط شهريًا، أفضل مرشح ليصبح أول تطبيق فائق في الغرب. وهو ما يسعى إليه فيسبوك بالفعل، حيث حاول تكرار نموذج التطبيق الفائق، من خلال خطط لإنشاء عملة مشفرة، كانت تسمى في الأصل Libra، وتُعرف الآن باسم Diem.
أطلق فيسبوك أيضًا خدمة Pay، وهي خدمة دفع مدمجة في نظامه الأساسي، وخدمة Shops، وهي منصة تتيح للمستخدمين إنشاء متجر عبر الإنترنت على فيسبوك، وإنستجرام. كما أطلقت الشركة أيضًا خدمة مدفوعات واتس أب في الهند، واشترت حصة 10 ٪ في مجموعة الاتصالات الهندية Reliance Jio، لتطوير شراكة مع منصة التجارة الإلكترونية الخاصة بها JioMart.
تتداخل مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الألعاب بشكل متزايد، حيث تعتبر تلك المواقع قناة مثالية للإعلان عن أحداث الألعاب والرياضات الإلكترونية، وهي تتيح للاعبين المحترفين التواصل مباشرة مع معجبيهم.
لذلك تتعمق شركات مواقع التواصل الاجتماعي أكثر في قطاع الألعاب، لا سيما في قطاعات مثل الألعاب الجماعية أو ألعاب المباريات، وألعاب الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والرياضات الإلكترونية، والألعاب السحابية.
وفي مايو 2021 أعلن سناب شات أن أكثر من 200 مليون مستخدم قد وصلوا إلى منصة الألعاب الخاصة به منذ إطلاقها في أبريل 2019، بينما أطلق فيسبوك خدمة الألعاب في عام 2020، وتركز على البث المباشر للألعاب في محاولة لتحدي خدمة الألعاب Twitch من أمازون. في حين دخلت مايكروسوفت في شراكة مع فيسبوك لنقل مشاهدي أجهزة البث المباشر إلى خدمة Gaming التابعة لفيسبوك، كما ارتفعت شعبية منصة الألعاب الاجتماعية Roblox في عام 2020، وتم طرح الشركة للاكتتاب العام في مارس 2021.
حاولت شركات مواقع التواصل الاجتماعي جاهدة دخول سوق التلفزيون عبر الإنترنت، وكانت النتائج متباينة. مثلًا خدمة Watch من فيسبوك هي خدمة فيديو عند الطلب (VoD) يديرها فيسبوك، وهي تسمح لمنشئي المحتوى والناشرين بتحقيق الدخل من المحتوى الخاص بهم، على غرار يوتيوب.
الخدمة متاحة عالميًا منذ عام 2020، مما يعني أنه يمكن للشركاء الوصول إلى مليارات المستخدمين، لكنها محدودة للغاية مقارنة بخدمات الفيديو عند الطلب الأخرى القائمة على الاشتراك مثل نتفليكس أو أمازون برايم فيديو.