رد الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، على دور دار الإفتاء المصرية فيما يتعلق بأحكام الإعدام، قائلا إن قضايا الإعدام تنطلق من منظور قانوني شرعي فقط.
أضاف “علام” خلال حواره مع الدكتور محمد الباز، في برنامج “آخر النهار” المذاع على قناة “النهار” مساء الثلاثاء، أن المنطق القانوني يمر عبر إجراءات قانونية دقيقة للغاية أمام القضاء المصري، ومن قبله النيابة المصرية ومن قبله الشرطة المصرية.
أضاف: “هذه المراحل الثلاث التي نسميها (الاستدلال والتحليل الابتدائي والتحقيق النهائي) وهم منظومة قانونية يضبطها القانون والخبرة القضائية المصرية وفن التحقيق، وبلا شك عندما نحن كدار إفتاء ننظر إلى قضايا الإعدام، نتناولها بطريقة شرعية، فلا علاقة لنا حتى في كثير من الأوقات إلى أسماء المتهمين ولا ننظر لها”.
استكمل: “بعد إحالة أوراق الشخص إلينا في الإفتاء، ندرس كافة تفاصيل القضية، لأن جميع أوراق القضية تحال إلينا بكل تفاصيلها الشاملة في مرحلة عمل الشرطة والنيابة العامة بما يتستتبعه من إجراءات، ومرحلة التحقيق النهائي العامة بما يتستتبعه أدلة إثبات وخبراء وتقرير طبيب شرعي، ومن جانبنا ننظر في القضية من الناحية الشرعية”.
واصل: “لا يخرج الوضع الشرعي في قضايا الإعدام عن ثلاثة أنحاء في الوضع، أولها أن يكون الجريمة الذي ارتكبها المتهم هو (قتل عمد عدوان) بمصطلح الشريعة، ومن ثم فإنه مرتب للقصاص بشروط وضوابط معينة نلتمسها من خلال الأوراق، فيكون الإعدام بمثابة القصاص من القاتل من أجل أنه قتل”.
استطرد: “وثانيها أن تكون الجريمة (حرابة) وهو مصطلح فقهي يعني (الإفساد في الأرض) وهذا الحد المنصوص عليه في القرآن الكريم في قوله تعالى (إنما جزاء الذي يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض)، والمالكية قالوا في هذه الآية أن الواو للتخيير، فاختار القانون المصري أن تكون عقوبة هؤلاء هي القتل أي (الإعدام) وهو في هذه الحالة هو حكم صحيح موافق لحد الحرابة”.
أوضح: “الثالث من أحكام القصاص هو تعزير المتهم، فهناك جرائم شديدة الخطورة لم ينص الشرع على عقوبتها مثل (الجاسوسية والتخابر) وهي من أخطر الجرائم لأنها لا تمس شخص واحد فقط ويخل بأمن الدولة كلها، لذلك يكون حكم الإعدام في صاحبها واجبا”.