حققت العروض المسرحية التي عرضت في اليوم الأول من المهرجان القومي للمسرح المصري، إقبالا جماهيريا كبيرا فقد رفعت 6 مسرحيات لافتة كامل العدد مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والطاقة الاستعابية المحددة في كل مسرح، وشاهدت لجنة التحكيم العروض المقرر لها مشاهدتها اليوم وكان آخرها العرض المسرحي “أنا مش مسئول” للمخرج محمد جبر.
بدأت عروض اليوم بمونودراما “فريدة” من إنتاج فرقة مسرح الطليعة بالبيت الفني للمسرح، ومن إخراج أكرم مصطفى، بقاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة، وشهد العرض حضور لجنة التحكيم للعروض المسرحية المشاركة، التي يرأسها الفنان الدكتور أحمد حلاوة، وعضوية كلا من الموسيقار علي سعد، والفنان مفيد عاشور، والفنان وليد عوني، والكاتب السيد محمد علي، ومهندس الديكور أيمن أنور والمخرج محمد عمر ومقرر اللجنة محمد البنان.
مسرحية “فريدة” مأخوذة عن نص “أغنية البجعة” للأديب الروسي أنطوان تشيكوف، من كتابة و إخراج أكرم مصطفى، العرض يدور حول ممثلة تتذكر رحلتها الفنية، وما آلت إليه من نجاح و فشل خلال حياتها، وهو من بطولة عايدة فهمي، تصميم ديكور وإضاءة عمرو عبد الله، موسيقى محمد حمدي رؤوف، تصميم ملابس شيماء عبد العزيز، ماكياج روبي مهاب.
تدور أحداث العرض المسرحي في قالب تشويقي اجتماعي، حيث نعيش خلال مدة العرض مع ممثلة تحاول أن تبرز جوانب حياتها، سواء من محطات نجحت خلالها وأخرى أدت إلى فشلها، ومن هنا تعطي للجمهور دروسًا مستفادة عن حياتها، وسُمي العرض “فريدة” على اسم بطلة المسرحية، خاصة أنها فتاة جميلة يحبها كل من حولها بمجرد أن يشاهدها، ولكنها تدخل في صراعات مستمرة مع من حولها.
ثاني عرض كان “أحدب نوتردام” عن رواية تحمل نفس الاسم للأديب الفرنسي فيكتور هوجو، ترجمها وكتبها للمسرح الكاتب الراحل أسامة نور الدين، ومن إخراج ناصر عبد المنعم، ومن بطولة يحيى محمود، رجوي حامد، مريم الجندي، محمد دياب، عمرو شريف، محمود طلعت، فادي ثروت، مي السباعي، جورج أشرف، هبة قناوي، محمد عبد الوهاب، أحمد مخيمر، شريف فاروق، حسام الشاعر، آية خلف، محمد حسيب، أشعار طارق علي، موسيقى وألحان كريم عرفة، استعراضات كريمة بدير، ديكور حمدي عطية، أزياء نعيمة عجمي.
وتقوم فلسفة المعالجة المسرحية التي يقدمها المخرج ناصر عبد المنعم، على إعادة تقديم الرواية على المسرح بعناصر فنيّة جذابة، من خلال استعراضات حديثة ومبهرة، وإبراز عناصر كالتي أضفت على العرض لتزيد من حيويته، كذلك كثفت المعالجة الجديدة من المعاني المتناثرة في النص الروائي الخالد.
شهد اليوم أيضا عرض “وهنا القاهرة” للمخرجة رشا الجمال، على مسرح الجامعة الأمريكية بالفلكي، ورفع المسرح لافتة “كامل العدد” بعد اكتمال المقاعد عن آخرها، وذلك وسط اتخاذ إجراءات احترازية مشددة والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي بين الجمهور .
العرض المسرحي “وهنا القاهرة” (من عروض المسرح المستقل) والعرض من تأليف وإخراج وملابس رشا الجمال ، بطولة كرم عماد لطفي، جهاد حسام الدين، شهد حازم، عبد الله النحاس، مارسيل ميشيل ميلاد، محمد سعدون، محمد مجدي، محمد صبري، مصطفي حسن منصور، نادين خالد، نديم، وليد كمال، إضاءة السيد: مينا سامي، مساعد مخرج: دينا حمدي السروي.
يناقش العرض المسرحي (هنا القاهرة) عدد من قضايا الشباب المعاصر، خلال فترة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والتي مازالت تشغل شباب حتى اليوم بقوة، وذلك من خلال برنامج من ستة مسرحيات مختلفة وقصيرة تتناول بشكل ساخر المسلمات والأوضاع المقبولة، الأوضاع التي تقف عائق أمام تحقيق الإنسان لأحلامه وطموحاته وتكبت حرياته، من بينها قصة جندي مشاكس يشارك في الحرب، كما يطرح العرض القضايا الشائكة في المجتمع.
كما عرض علي مسرح الهناجر، وهى كلمة فرنسية تعنى “شوهد من قبل”، وتدور أحداث العرض حول فكرة أنك رأيت الأحداث مُسبقًا، ليبدو كل مشهد كما لو كان قد حدث من قبل، ومع توالى المشاهد بتفاصيل متباينة تتضح الحقيقة.
المسرحية مأخوذة عن نص سويسرى معاصر بعنوان “إثبات العكس” للكاتب أوليفيه شاشياري، ويتطرق العرض أيضًا لفكرة تورطنا جميعًا فيما يحدث من حولنا، حتى لو كانت تلك الأحداث بعيدة عنّا، فالمعرفة نفسها أحد أشكال التورط التى تدفعنا للانحياز لجانب دون آخر.
العرض المسرحى “ديجافو” إعداد وإخراج أحمد فؤاد، والموسيقى للفنان محمد عبد الله، والأزياء لمصممة الأزياء د. مروة عودة، ديكور أحمد أمين، وتصميم الإضاءة للفنان أحمد الدبيكى، ومخرج منفذ أحمد رضا، وهو من بطولة الفنان حمزة العيلى والفنان أحمد السلكاوى والفنانة رشا جابر والفنانة رحمة أحمد والفنان أحمد خشبة.
قدمت فرقة “ارتجال” العرض المسرحي “التجربة الدنماركية” على خشبة مسرح الجمهورية بوسط القاهرة. التجربة الدنماركية هو واحد من عروض الفرق المستقلة المشاركة بهذه الدورة من المهرجان صياغة واخراج صلاح إيهاب.
العرض ينتمي لفئة العروض الكوميدية تدور أحداثه حول “كريم” الشاب الجامعي الموهوب الذي يسعى لتطوير موهبته والحصول على فرصة في مجال شغفه إلا أنه يقابل برفض وتهكم كبير من قبل المحيطين به وخاصة عائلته. العرض من بطولة مجموعة من شباب المسرحيين منهم كريم عادل ومحمد الحضري وأيمن سرور ، وقد شهد العرض حضورًا كثيفًا من جمهور المهرجان الذي حرص على التواجد أمام أبواب مسرح الجمهورية قبل بداية العرض.
اختتم اليوم بمسرحية “أنا مش مسؤول ” على مسرح الهوسابير وشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، ورفع شعار كامل العدد، وكان العرض هو الأخير الذي حضرته لجنة تحكيم المهرجان، ويناقش الصراع بين الفن الهابط الذي يقدمه بعض المنتجين الذين يستهدفون الربح فقط وبين الذوق العام للجمهور من جهة وبين رغبة الفنان المثقف الحقيقي في تقديم فن راقي يرتقي بالذوق العام للجمهور، وهو من إنتاج فرقة روانا الهوسابير، وإخراج محمد جبر ، وتاليف محمد عز الدين وبطولة عدد من الممثلين الشباب منهم عاصم رمضان ومحمد خليفة وميلاد برسوم، وحسين الزوربا، وعلي حميده، ومحمد العتابي، ويوسف حسين وخلود عبد العزيز، ومصطفى السحت ومها مجدي، وشريف غانم، وحسين أشرف واسامه مهنا وشذا شيريت وشيري خالد وضحى محمد والاء النادي و احمد كريستا وأشرف رشاد وايمن سرور ووليد الجمال وعمر عدلي، تصميم ديكور حمدي عطية واضاءة حسن محمد وملابس اميرة صابر وتاليف موسيقى وأشعار اميرة فوزي واستعراض اسامه مهنا .
قال مخرج وبطل العرض محمد جبر، أن مسرحية “أنا مش مسؤول” كوميديا غنائية استعراضية تتناول حكاية أحد فرق القطاع الخاص المسرحية لمؤسسها فتحي بركة ويبحث طوال الوقت عن تمويل للفرقة، ويعرض عليه أحد المنتجين أن يمول الفرقة بشرط أن يقدموا عرضا بطولة إحدى فرق المهرجانات، ويضطر لقبول عرض المنتج وسط العديد من الأحداث، ويطرح العرض تساؤلا حول من هو المسؤول عن انتشار ظواهر الفن الهابط دون المستوى وتتناثر المسؤولية بين المنتج والجمهور والفنان.
وأكد جبر، على أهمية مشاركته بعرض ” أنا مش مسؤول ” في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ14، معربا عن سعادته بالحضور الجماهيري الكبير الذي حرص على حضور العرض.