هالة أبو شامة
أحمد عامر مهرجان الجونة
أعلن مهرجان الجونة السينمائي مؤخرا، عن مشاركة فيلم “ريش” ضمن فعاليات دورته الخامسة،وذلك بعد أن حصل مؤخرا على الجائزة الكبرىبمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان “كان” السينمائي. أحمد عامر مهرجان الجونة
الفيلم يدخل لعالم الواقعية من خلال الفانتازيا والخيال المتمثل في القصة غير المسبوقة لعائل أسرة فقيرة يقرر إقامة حفل عيد ميلاد نجله ويحضر ساحرًا ليقدم بعض الألعاب السحرية، وفي إحداها يدخل الأب في صندوق خشبي ليخرج منه دجاجة، وفي المشهد المعكوس حيث يعيد الساحر الدجاجة للصندوق من أجل إخراج الأب تحدث المفاجأة ولا يخرج الأب أبدا من الصندوق.
ريش” هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست أحمد عامر.
تواصل “إعلام دوت كوم” مع السيناريست أحمد عامر، الذي تحدث عن كواليس كتابة الفيلم وعن أعماله المتتظرة وغيرها من التفاصيل الأخرى.
واقعية سحرية
قال “عامر” إن أحداث الفيلم تتضمن واقعية سحرية‘ إذ أنها تدفع المشاهد للتساؤل حول ما إذا كان الأب تحول إلى دجاجة بالفعل أم أنه هرب للتخلي عن مسئوليته تاركا إياها لزوجته التي لم تعتاد على إعالة أحد من قبل.
وأوضح أن الأب تحول إلى دجاجة للدلالة على أنه أصبح أضعف ما يكون عكس ما كان يمثله من سلطة ومسئولية وغيرها.
أما عن كواليس صناعة الفيلم، فقال إن فكرته ترجع للمخرج عمر الزهيري، الذي حاول في البداية كتابة المعالجة وعرضها على أحد برامج الدعم الهامة بمهرجان كان السينمائي، إلا أنهم لم يقبلوا بل ونصحوه بأن يلجأ لأحد الكتاب للمشاركة في كتابة السيناريو، معلقا: “الكتابة بتحتاج خبرة ومجهود ومهارة”.
أضاف أن “الزهيري” الذي لم يتعاون معه من قبل رغم معرفتهما المسبقة ببعضهما البعض، طلب منه المشاركة في كتابة السيناريو وبالفعل تم كتابة المعالجة الأولى خلال 5 أيام فقط وتم تقديمها للبرنامج، ومن ثم بدأت رحلة تطوير الفيلم التي استغرقت حوالي عام ونصف تم فيها كتابة حوالي 9 نسخ لمعالجة السيناريو، لافتا إلى أن هذه المرحلة انتهت بحصولهم على الدعم المناسب للبدء في التصوير.
وفي مرحلة التصوير، كشف أن “الزهيري” أكمل العمل بمفرده بعد أن أدخل عدة تعديلات بسيطة على السيناريو حتى يتوافق مع الشخصيات ومواقع التصوير وغيرها من الفنيات الأخرى، لافتا إلى أن أبطال العمل ليسوا ممثلين محترفين، إذ أن المخرج عادة ما يميل إلا التركيز على المشاهد والكاريزما بغض النظر عن الجمل الحوارية التي قلما يعتمد عليها، لذا فإنه لم يكن في حاجة إلى ممثلين محترفين، رغم أنه استعان ببطلة اعتادت التمثيل في أحد مسارح الهواة بالصعيد.
وأكد على أن ذلك الفيلم كان بمثابة تحدي كبير بالنسبة له، نظرا لأنه تعامل مع مخرج يخرج للمرة الأولى في مشواره المهني، معلقا: “دوري كان إني أقدم للمخرج سيناريو قوي يكون أرضية صلبة يقف عليها في الفيلم”.
المنح السينمائية والدعم
وعن سبب استغراق هذه النوعية وقتا كبير للخروج إلى النور، مثلما حدث مع فيلمه السابق “بلاش تبوسني” على سبيل المثال، أكد أن القصة والسيناريو ليسا السبب وراء ذلك وإنما الظروف الإنتاجية، لذا يتم اللجوء إلى المنح السينمائية التي تقدم الدعم للتطوير السيناريو والعثور على منتجين.
ولفت إلى أن هذه الورش فائدتها ليس فقط في تقديم الدعم المادي، وإنما فهي تساعد بشكل كبير على تطوير الشخصيات بطريقة تسمح للجمهور من مختلف الجنسيات على فهمها واستيعابها، موضحا: “بيديلك وجهة نظر حد شايف الفيلم إزاي من برا مش من مصر بس”.
كوميديا سوداء
تطرق “عامر” للحديث عن نوعية الأعمال التي يميل لكتابتها، مؤكدا أنه يحب الكوميديا السوداء، حيث قال: “أنا بتذوق الكوميدي وبحس إن النوعية دي مظلومة مش في مصر بس لكن في العالم كله، لكن بالنسبة لي بحب الكوميديا متكونش إيفيه، وإنما أخلي الجمهور يضحك بس يتوجع.. الكوميديا السوداء بالنسبة لي شيء عظيم”.
ولفت إلى أن الكتابة الكوميدية هي من أصعب الأنواع التي يمكن تنفيذها، مشيرا إلى أن ضحكات فريق العمل أو الأصدقاء ليست هي مقياس نجاح العمل الكوميدي، وإنما ضحكات الجمهور، معلقا: “بتدي أحسن إحساس في العالم”.
هاملت من عزبة الصفيح
بالحديث عن أعماله المنتظرة، كشف أنه يعمل حاليا على تطوير فيلم “هاملت من عزبة الصفيح”، الذي ينتجه ويشارك في كتابة أحمد فوزي صالح، معلقا: “المشروع ده كان في برنامج التطوير لمهرجان الجونة عام 2020، والحمد لله أخدنا 6 جوايز ومكملين، لكن لسه مفيش تصوير.. احنا شغالين على التمويل”.
أحمد فوزي صالح
أكد “عامر” أن العمل مع كاتب ومخرج مثل أحمد فوزي صالح، هو أمر مختلف تماما، إذا أنه يمتاز بأسلوبه الخاص في صناعة أعماله، معلقا: “بحس أنه بياخد بإيدي ويدخلني العالم ده”، مضيفا: “عنده رؤية خاصة وصادق، بيطلع الشخصيات من لحم ودم، وبيحب الناس اللي تشتغل معاهع تبقى جزء من العمل”.
ونظرا لأن أحمد فوزي صالح، تتسم أعماله بطابعها الخاص، فقد كشف “عامر” عن رؤيته أيضًا في كتابة الأعمال، حيث قال إنه لا يميل إلى توضيح حل المشكلة في الأعمال التي يصنعها، حتى يشغل ذهن الجمهور بالتفكير حتى بعد انتهاء العرض.
غدوة
في نفس السياق، أشار إلى أن كتاباته غالبا ما تميل لاستعراض القضايا والجوانب الإنسانية، خاصة بين الأب وأسرته كما هو الحال في فيلم “ريش”، و”غدوة” الذي يعمل على كتابته حاليا بصحبة الفنان ضافر العابدين، لافتا إلى أن الفيلم يدور حول علاقة أب وابنه، حيث يمر الأب بأزمة تدفع نجله للاهتمام به لمدة يومين، معلقا: “هو فيلم زكي، وكان تحدي أشتغل فيلم تونسي”.
تابع، أن فيلم “غدوة” تطلب منه أن يستعين ببعض أصدقائه من تونس لمعرفة تقاليدهم عن قرب، معلقا: “لأن وارد يكون في اختلافات كتير بين مصر وتونس، لكن الاختلاف كان في تفاصيل بسيطة، غفي النهاية هما عرب مش بعاد أوي عننا”.
الاتجاه للإنتاج
كشف أنه قبل أن يشارك في فيلم “غدوة”، عمل بنصية المخرج أحمد فوزي صالح، حينما بدأ العمل على فيلم “هاملت من عزبة الصفيح”، حيث أقنعه بالاتجاه للإنتاج، معلقا: “حقيقي ترددت شوية لأنها مسئولية كبيرة، وبعدها سمعت نصيحته وفتحت شركة إنتاج السنة اللي فاتت، وأول عمل هو هاملت، وتاني عمل هو فيلم تسجيلي طويل للمخرجة يمنى خطاب، اسمه 50 متر وهو في مهرجان الجونة السنادي”.
الأعمال التلفزيونية
على صعيد آخر، كشف موقفه من الكتابة للدراما التلفزيونية، مؤكدا على أنه لا يمانع على الإطلاق إلا أن مشكلته تكمن في الضغط وضيق الوقت، موضحا: “الكُتاب اللي بيقدروا يخلصوا حلقة أو حلقتين كل أسبوع برفع لهم القبعة وبحييهم.. بس أنا معرفش أعمل ده بحب أخد وقتي، وبفضل لو أنا بكتب مسلسل أو بشارك فيه أبقى شايفه من أوله لأهره على الأقل أبقى عارف الحدوتة رايحة فين”.
ولفت إلى أنه يعمل حاليا على مشروع درامي غنائي بصحبة كُتاب أخرين.
موظف بنك
تحدث أحمد عامر، عن بداياته الفنية، حيث قال إنه درس الهندسة مثل والده رغم حبه للسينما، وبعد التخرج حصل على ماجيستير في التمويل وعمل لفترة كموظف في أحد البنوك، إلا أنه قرر الاستقالة بعد 6 سنوات من العمل، حينما كان بعمر 26 عاما، وذلك ليتخذ خطوة جدية في مشواره الفني، الذي انطلق من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استطاع هناك أن يلتحق بعدة ورش وأن يشارك في الكثير من الأعمال المتنوعة في هذا المجال كالمونتاج والإضاءة والصوت، والدعاية وغيرها.
وأوضح أنه أصر على أن يبدأ هذه الخطوة من أمريكا ليستطيع أن يكتسب خبرات جديدة من ثقافة مختلفة بعيدة عن ثقافتنا، هذا بجانب أنه لم يكن يستطيع حينها أن يلتحق بمعهد السينما نظرا لكبر سنه.
تابع أنه عاد للعمل في مصر بحلوم عام 2009، إذ لم يستطع أن يظل في بلاد المهجر وكل الأفكار التي تتوارد إلى ذهنه تدور عن الثقافة المصرية، لافتا إلى أن الوضع كان صعبا للغاية في البداية، إذ حاول أن يعرض أعماله على العديد من شركات الإنتاج إلا أن الرد دائما كان التجاهل، معلقا: “مش بلومهم لأن المكتب جايله مثلا 500 سيناريو هيقرى ايه ولا ايه!”.
إبراهيم البطوط
أكد أنه استمر لفترة دون أن يجد من يؤمن بكتاباته، إلا أن المخرج إبراهيم البطوط هو أول من تحمس له، وساعده للعمل ضمن فريق مسلسل “الجامعة” معلقا: “هو اللي اكتشفني واداني فرصة وقت ما مكنتش لاقيها، كنت محتاج حد يدخلني من الباب”.
مخرج مسرحي
قال “عامر” إنه خاض تجربة الإخراج المسرحي قبل أإن يعود لمصر، إذ أخرج مسرحيتين قصيرتين ضمن المهرجان العربي للكوميديا في أمريكا، موضحا: “كانت المسرحية الأولى لكاتبة أمريكية من أصل عربي، والتانية شاركت في كتابتها بصحبة صديقة وكانت عن إزاي أمريكا بتستقبل العرب بعدأحداث 11 سبتمبر”.
وعن إمكانية عودته للكتابة للمسرح، قال: “بحب المسرح جدا بس السينما خدتني.. انغمست فيها”.
هذا ما قاده للحديث عن الفرق بين الكتابة والإخراج، حيث قال: “الإخراج بيتطلب مجهود جبار، لكن الكتابة ببقى قاعد على مكتب”، لافتا إلى أنه سيعود للإخراج حينما يجد الفكرة المناسبة التي تحمسه على ذلك.
شخص ملول
واختتم حديثه مؤكدا على أنه شخص ملول، لذا فإنه لن يقتصر على الكتابة أو الإخراج أو الإنتاج وإنما سيحاول تجربة كل شئ، إذ أن الثلاث مجالات سيساعدونه على اكتساب المزيد من الخبرات.