الفيديو الرقمي
أسماء مندور
كشف موقع فوربس كيفية تحول البث المباشر عبر الإنترنت ومحتوى الفيديو، من وسيلة ترفيه عادية ليصبح فيما بعد العمود الفقري للعديد من الصناعات الكبرى.
بحسب التقرير الذي نشره الموقع، فإن فيروس كورونا كان عاملاً مساعدًا في انتشار بث الفيديو، ولم يكن مجرد جسر مؤقت للعودة إلى الحياة الطبيعية، لكنه كشف للجماهير عن إمكانيات جديدة. كما تناول التقرير أيضًا بعض الصناعات التي يتم إعادة تشكيلها بواسطة تقنية بث الفيديو، وكيف تستفيد المؤسسات من هذه الميزة.
تبلغ قيمة صناعة اللياقة البدنية العالمية أكثر من 96 مليار دولار، ومع ذلك، قد يصل سوق اللياقة الرقمية، وهو مجموعة فرعية من تلك الصناعة، إلى 27.4 مليار دولار بحلول عام 2022، وهو ما يمثل أكثر من ربع حجم السوق الإجمالي.
بالطبع، كانت تداعيات الإغلاق لفيروس كورونا عاملاً رئيسياً في هذا، حيث اضطرت معظم صالات الألعاب الرياضية إلى الإغلاق، واكتشاف طرق جديدة للحفاظ على العضوية والإيرادات، لكنهم تعلموا أيضًا شيئًا في هذه العملية، وهو أن بث الفيديو سمح لشركات اللياقة البدنية بالتفاعل مع العملاء بسهولة أكبر.
وبالتالي، ظهر نموذج لياقة هجين يجمع بين التدريبات عند الطلب والبث المباشر مع الخدمات في الموقع، وهو ما سمح لصالات الألعاب الرياضية المحلية بمنح العملاء عضوية الاشتراك والمزايا الأخرى للصالة الرياضية، ولكن مع الراحة والمرونة في القدرة على ممارسة التمارين في المنزل.
ربما كانت القرارات التي اتخذتها الحكومات فيما يتعلق بخطط المدرسة واستراتيجيات التعليم، هي أكثر السياسات المتعلقة بـ فيروس كورونا إثارة للانقسام والمناقشات الساخنة، وبغض النظر عما تم اتخاذه من قرارات، فقد منح هذا الموقف الجميع فرصة هائلة لإعادة التفكير في كيفية تقديم التعليم لما يقرب من 1.2 مليار طفل حول العالم سجلوا دخولهم إلى المدرسة عبر الإنترنت العام الماضي.
لذا، ليس من المستغرب أن تشهد بعض منصات التعلم عبر الإنترنت زيادة في التسجيل بمقدار ثمانية أضعاف، لكن المثير أيضًا أن ذلك التحول الرقمي فتح أيضًا الأبواب للابتكار، فبالإضافة إلى الأجهزة الذكية التي تسمح للطلاب بالتعلم في أي وقت وفي أي مكان، اكتشفت المدارس والشركات التعليمية والمؤسسات التعليمية الأخرى أيضًا ما يلي:
– يمكن أن يخلق التعلم الرقمي تجارب حقيقية وجذابة، وأن الكتب المدرسية يمكن أن يصاحبها الفيديو، مما يساعد أيضًا في إضفاء الطابع الشخصي على تجربة التعلم.
– يمكن تكثيف التعلم: بمعنى أن متوسط مدى انتباه الطالب حوالي 10-15 دقيقة، لذلك يمكن باستخدام الفيديو تقليل الدروس إلى أطر زمنية أقصر تتساوى مع فترات انتباه الأطفال.
في خطوة غير مسبوقة، تم إغلاق الفعاليات والترفيه والتجمعات الشخصية خلال فيروس كورونا، مما أجبر المؤسسات والمنظمات على البحث عن طرق أخرى للتواصل مع مجتمعهم وأعضائهم، وأدى هذا إلى استخدام الكثيرين للتكنولوجيا الرقمية لأول مرة، حيث أصبح البث المباشر أداة فعالة بشكل خاص، مما يسمح للأشخاص بالبقاء على اتصال.
والآن، مع عودة الأشخاص إلى الحفلات الموسيقية والمسارح وأماكن العبادة، أصبح البث وسيلة لتكوين شبكة أوسع، والتفاعل مع المزيد من الأشخاص وتعزيز الخدمات والممارسات الأخرى. علاوة على ذلك، يمكن أن تساعد تحليلات الفيديو هذه المنظمات على فهم أفضل لما يستجيب له الأشخاص، وما يتردد صداها معهم حقًا، بحيث يمكن تصميم العروض والخدمات بشكل أفضل للجمهور.
في العديد من الصناعات، يبدو أن العامل الوحيد للإقبال على البث عبر الإنترنت هو قدرة المنصات على تقديم تجربة عالية الجودة. ووجدت الشركات، التي ربما لم تضع في السابق الكثير من التركيز على بث الفيديو، نفسها مطالبة فجأة بتقديم فيديو سلس وواضح ومتسق على قدم المساواة مع شركات وسائط البث العالمية من أي جهاز.
كما أصبحت القدرة على تقديم تجربة فيديو سريعة وجيدة ميزة تجارية استراتيجية أثناء الإغلاق، وسيزداد هذا الاتجاه فقط مع استمرار المؤسسات في تقديم تجارب محسّنة ومبتكرة من خلال البث.
ونظرًا لأن القادة في هذه القطاعات يفكرون في تحولهم التدريجي نحو البث عبر الإنترنت، يجب عليهم إعداد استراتيجية الدخول الخاصة بهم. لذا يجب على المديرين الإجابة على الأسئلة التالية قبل إصدار الفيديو، أو قد يخاطرون بفقدان جمهورهم على الفور بسبب الجودة المنخفضة أو السرعات البطيئة أو عدم جودة المحتوى.
– ما هي الأجهزة التي يجب البث عليها؟ أين يستهلك الجمهور معظم محتوياته؟
– ما هي أهمية الجودة مقابل الوقت في السوق؟ غالبًا ما يعطي مذيعو الأخبار والرياضة الأولوية للوقت.
– ما نوع حماية المحتوى الضروري للمنصة أو الخدمة؟
– كيف أرغب في تحقيق الدخل من الخدمة (الإعلان، الاشتراك، الدفع مقابل المشاهدة، وما إلى ذلك)؟
– هل أحتاج إلى تجربة مشاهدة قابلة للتخصيص أم جذابة؟ كم الثمن؟
وأخيرًا، بمجرد أن تجيب القطاعات الجديدة على هذه الأسئلة الأساسية، يمكنهم البدء في اتخاذ القرارات الحاسمة لإطلاق خدماتهم ومنصاتهم.