أسماء مندور
حقق المسلسل الكوري “لعبة الحبار”، أكبر نجاح لمنصة نتفليكس حتى الآن، وحصل على لقب العرض الأول له في أكثر من 90 دولة حول العالم، لكنه أثار في الوقت ذاته نقاشًا حادًا حول ما يضيع أثناء الترجمة، وتساؤلات أخرى حول ما إذا كانت نتفليكس تستثمر ما يكفي في إنشاء نسخ دقيقة من المحتوى النصي بلغة أجنبية.
قبل مسلسل “لعبة الحبار”، كانت بعض أكبر نجاحات نتفليكس هي مسلسلات باللغات الأجنبية، من بينها مسلسل “Lupine” باللغة الفرنسية، و”Elite” بالإسبانية، و”Dark” بالألمانية، و”Money Heist” بالإسبانية، ويتعلق هذا جزئيًا بكون المشاهدين العالميين منفتحين بشكل متزايد للبحث عن أفضل تجارب الترفيه.
لكن الجدل حول ترجمات مسلسل “لعبة الحبار” يشير إلى أن هناك فرق كبير بين المسلسل باللغة الكورية الأصلية والترجمات باللغات المختلفة الأخرى، حيث قال أحد المسؤولين في نتفليكس في الولايات المتحدة: “إذا كنت لا تفهم اللغة الكورية، فأنت لم تشاهد نفس العرض حقًا”.
أيضا انتشرت بعض مقاطع على تيك توك تكشف العيوب في ترجمات المسلسل، حتى أن بعضها حصل على أكثر من 12 مليون مشاهدة، وتحولت لحظات “عدم الدقة في الترجمة” إلى اتهامات بالتحيز الثقافي والسياسي في بعض الأحيان.
أدى الجدل حول ترجمات مسلسل “لعبة الحبار” أيضًا إلى الكشف عن الفرق بين الترجمة والشرح والدبلجة، مثلًا تم تصميم “التسميات التوضيحية” في البداية للمشاهدين من ذوي الصمم، وتتضمن وصفًا صوتيًا، وعادةً ما يكون الحوار المستخدم في التسميات التوضيحية نسخة مباشرة من النص مدبلجة، في حين تستخدم الترجمات نصًا آخر تمامًا.
من جانبه، كتب أسطورة الترجمة والناقد السينمائي دارسي باكيت في تغريدة على تويتر: “لم أقم بترجمة مسلسل لعبة الحبار، لكني لاحظت أنه يوجد لهذا العرض مجموعتان من الترجمات الإنجليزية، هناك ترجمات مصاحبة باللغة الإنجليزية (حقيقية)، وهناك ترجمة النسخة المدبلجة”.
ومع ذلك، المشاهدون المصابون بالصمم أو ضعاف السمع لا يمكنهم الاختيار بين نص الترجمة والسيناريو المدبلج، ويشعر العديد من المشاهدين بالغضب لأن نتفليكس يبدو أنها تستثمر بشكل أكبر في الدبلجة أكثر من الترجمة.
بين عامي 2015 و2020، استثمرت نتفليكس ما يقرب من 700 مليون دولار على مدار خمس سنوات في الأفلام والمسلسلات الكورية، وبعد نجاح مسلسل لعبة الحبار، قامت هذا العام فقط بوضع 500 مليون دولار في المحتوى الكوري، لذا يجب أن تكون مسألة الترجمة الدقيقة ذات أولوية بالنسبة لها.
في نفس السياق، دائمًا ما تكون ترجمة نصوص الدبلجة أقل دقة لأنها تواجه تحديين:
– الأول: يجب أن تترجم العبارة بطريقة تستغرق نفس القدر من الوقت لقولها بصوت عالٍ في كلتا اللغتين.
– الثاني: إذا كان هناك أي فرصة لتقليد حركات الفم، على المترجم أن يتبعها.
في الواقع تشكل الاختلافات بين اللغات المختلفة تحديات لتلك المنصات، وهذه الاختلافات لها تداعيات هائلة خاصةً عند محاولة ملاءمة الترجمة في بضع كلمات على الشاشة مع احترام سرعة القراءة لدى المشاهد، لذا يجب على المنصات زيادة الاستثمار في ترجمات هذه العروض الجديرة بالاهتمام، حيث يفقد المشاهدون بالفعل متعة المشاهدة بسبب تلك الفروق الدقيقة في الترجمات باللغات المختلفة.