رحل عن عالمنا مساء اليوم، المفكر والفيلسوف المصري الكبير الدكتور حسن حنفي، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، عن عمر ناهز 86 عاما، والذي يعد أحد أهم المفكرين العرب المعاصرين.
ولد “حنفي” بالقاهرة في 23 فبراير 1935، ودرس الفلسفة وتخرج في كلية الآداب عام 1959، ثم سافر إلى فرنسا وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون، وعمل أستاذا للفلسفة بالعديد من الجامعات المصرية والعربية والعالمية، ورأس قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، كما عمل مستشارًا علميًا في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو خلال الفترة من (1985-1987)، وكان نائب رئيس الجمعية الفلسفية العربية، والسكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية. واهتم في مشروعه الثقافي بقضية التراث والتجديد.
قدم للمكتبة العربية عشرات المؤلفات الفكرية، وانقسم مشروعُهُ الأكبرُ إلى ثلاثَةِ مُستويات: يُخاطبُ الأولُ منها المُتخصِّصين، وقد حرصَ ألَّا يُغادرَ أروِقةَ الجامعاتِ والمعاهِدِ العِلمية؛ والثاني للفَلاسفةِ والمُثقَّفين، بغرضِ نشرِ الوعْيِ الفَلسفيِّ وبيانِ أثرِ المشروعِ في الثَّقافة؛ والأخيرُ للعامَّة، بغرضِ تَحويلِ المَشروعِ إلى ثقافةٍ شعبيَّةٍ سياسيَّة.
وينتمي د. حسن حنفي إلى تيار اليسار الإسلامي، وذلك بعد أن انتمى في مرحلة من حياته لجماعة الأخوان المسلمين، ثم تركها وتحول فكره كليا في نقد التراث ومحاولة فهم الواقع، وهو صاحب مشروع فلسفي متكامل، وقد قدم العديد من الأعمال الفكرية منها “نماذج من الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط” و”من العقيدة إلى الثورة” و”مقدمة في علم الاسغراب” و”التراث والتجديد” و”من النقل إلى العقل”.
حاز على العديد من الجوائز من أبرزها جائزة الدولة التقديرية في العلومِ الاجتماعية 2009، وجائزة النيل فرعِ العلومِ الاجتماعيةِ 2015، وجائزة المفكر الحر من بولندا.