أسماء مندور
أفادت دراسة حديثة نُشرت في موقع phys.org، أن تقييم تأثير أبحاث الجامعات البريطانية أصبح “مقترنًا” بمنصات السوشيال ميديا، حيث تتنافس الجامعات للحصول على التمويل من خلال إظهار تأثيرها خارج الأوساط الأكاديمية.
ركزت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة كامبريدج، على كيفية استخدام الجامعات لمواقع التواصل الاجتماعي في دراسات حالة “التأثير”، والتي تعد من متطلبات إطار عمل التميز البحثي، الذي يقصد به التقييم الدوري للبحوث الجامعية، وتُديره هيئات تمويل التعليم العالي في المملكة المتحدة.
فحص الباحثون 1675 نموذجًا، ووجدوا أن الجامعات تستخدم باستمرار مقاييس المنصات، مثل أعداد المتابعين، والإعجابات، والمشاركات، للادعاء بأن أبحاثهم لها تأثير.
بيئة التمويل التنافسية
يصف القائمون على الدراسة هذا على أنه فهم “ساذج وإشكالي” لما تعنيه البيانات و”التأثير” في الواقع، لكنهم يوضحون أنه في بيئة التمويل التنافسية التي يكون فيها هذا المعنى غير واضح على أي حال، تسعى الجامعات إلى استخدام تأثيرها على مواقع التواصل الاجتماعي كمقاييس للنجاح يسهل الوصول إليها وتأمل في جذب التمويل.
تربط هذه العملية أنظمة القيم المبهمة القائمة على الخوارزمية لمنصات مثل فيسبوك وتويتر بالبنية التحتية التقييمية للجامعات، وتضيف الدراسة أن هذا مجرد مثال واحد على كيفية تغيير المنصات الرقمية للتعليم العالي، غالبًا دون أن يلاحظها أحد، ومع عواقب غير مؤكدة.
أجرى الدراسة الدكتور مارك كاريجان والدكتورة كاتي جوردان في كلية التربية بجامعة كامبريدج، وأصبح الدكتور كاريجان منذ ذلك الحين محاضرًا في معهد مانشستر للتعليم.
قال كاريجان: “يبدو أن منصات السوشيال ميديا تكتسب دورًا في كيفية إدارة الأرقام للتعليم العالي، حيث بدأنا نرى الأكاديميين يبحثون عن المزيد من المتابعين، والمزيد من المشاركات ليس لدعم أبحاثهم، ولكن لأنه قد يكون مفيدًا لحياتهم المهنية”، موضحًا أن هذه المقاييس ناتجة عن شركات مواقع التواصل الاجتماعي التي تتلاعب بالمحتوى وسلوك المستخدم لزيادة التفاعل مع منصاتها، وهي أولوية تبدأ بعد ذلك في أن تصبح مرتبطة بشكل فضفاض بأحكام الجامعات التقييمية الخاصة بالبحث.
ونظرًا لأن التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي لا يتوافق مع احتياجات الأشخاص المتأثرين بالبحث نفسه، ولكن مع متطلبات الشركات التي تدير المنصات، يشير القائمون على الدراسة إلى أن هذا “الاقتران” قد يؤدي إلى مشاكل كثيرة إذا لم تتم معالجته.