كشف تقرير نُشر مؤخرًا في موقع the conversation أن المسلمون الأمريكيون كانوا أكثر تبرعًا للأعمال الخيرية أكثر من غير المسلمين، وأظهرت الدراسة أيضًا أنهم أكثر ميلًا للتطوع.
بحسب الأرقام الواردة في التقرير، تبلغ نسبة المسلمين الأمريكيين 1.1٪، ومتوسط دخلهم أقل من دخل غير المسلمين، لكن شملت تبرعاتهم ما يقرب من 1.4٪ من إجمالي التبرعات المقدمة من الأفراد، كما ساهموا بما يقدر بنحو 4.3 مليار دولار من إجمالي التبرعات لقضايا غير دينية في الغالب على مدار العام.
وأفاد الباحثون في مجال العمل الخيري أن النتائج التي تم التوصل إليها مهمة، ليس فقط لأن هذه هي المرة الأولى التي يمكن فيها رؤية حجم ونطاق العطاء من قبل هذا المجتمع الصغير والمتنوع للغاية في أمريكا، ولكن أيضًا لأن المسلمين الأمريكيين يواجهون قدرًا كبيرًا من التمييز.
في نفس السياق، كشف الباحثون عن شراكة مع منظمة الإغاثة الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي منظمة إنسانية ودعوية غير ربحية، لإجراء هذه الدراسة، وجاءت النتائج التي تم توصل إليها من استطلاع تم إجراؤه على أكثر من 2000 أمريكي، نصفهم من المسلمين، أجرته شركة أبحاث SSRS في الفترة من 17 مارس إلى 7 أبريل 2021.
وجد الاستطلاع أن المسلمين الأمريكيين كانوا أكثر تبرعًا للأعمال الخيرية، حيث تبرعوا بمتوسط 3.200 دولار، مقابل 1.905 دولارًا للمستجيبين الآخرين، كما اختلفوا عن غير المسلمين في نواح كثيرة. على سبيل المثال، دعم ما يقرب من 8.5٪ من مساهماتهم في قضايا الحقوق المدنية، مقارنة بـ 5.3٪ من عامة الناس.
على صعيد متصل، يعتقد الباحثون أن هذا المستوى المرتفع من العطاء يعكس جهود محاربة الإسلاموفوبيا، وهو مصطلح يعني الخوف من الإسلام النابع من التعصب والكراهية ضد المسلمين. وبالمثل، أعطى المسلمون المزيد لتعزيز فهم الجمهور لدينهم، فقد كان حوالي 6.4٪ من تبرعاتهم موجهة للبحث الديني، مقارنة بـ 4٪ من مصادر أخرى.
في نفس السياق، تحدى المسلمون الأمريكيون أيضًا الاستعارات المعادية للإسلام من خلال الأسباب التي يدعمونها. على سبيل المثال، يدعم حوالي 84٪ من تبرعات المسلمين الأمريكيين القضايا الخيرية الأمريكية، ويذهب 16٪ فقط من هذه الأموال إلى الخارج، ويتعارض هذا مع الاعتقاد الخاطئ بأن المسلمين الأمريكيين يدعمون بشكل أساسي القضايا الخارجية.
شكلت التبرعات للقضايا التي سعت للتخفيف من حصيلة فيروس كورونا على الصحة والتوظيف والأمن الغذائي في الولايات المتحدة 8.8٪ من العطاء القائم على العقيدة الإسلامية في أمريكا، مقابل 5.3٪ لغير المسلمين، وتستند تلك الأرقام إلى حقيقة أن المسلمين الأمريكيين ممثلون بشكل كبير بين المهنيين الطبيين والعاملين في الخطوط الأمامية. على سبيل المثال، 15٪ من الأطباء و11٪ من الصيادلة في ميشيغان هم من المسلمين الأمريكيين، وفي مدينة نيويورك، يشكل المسلمون الأمريكيون 10٪ من أطباء المدينة، و13٪ من الصيادلة، و40٪ من سائقي سيارات الأجرة.
توصل التقرير أن سبب ذلك العطاء الكبير من جانب الفئات المسلمة نابع من المعتقد الديني نفسه، أحدهما، المعروف باسم الزكاة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة التي لابد أن يلتزم بها المسلمون، والآخر، هي الصدقة، تحدث طواعية.
وبمعرفة هذه الحقيقة عن الإسلام، تطرق الباحثون لمعرفة ما إذا كان التدين قد لعب دورًا في الأنماط الخيرية لمسلمي الولايات المتحدة، واتضح أن المسلمين الذين أظهروا مستويات أعلى من التدين، مثل الصلاة في كثير من الأحيان، كانوا أيضًا أكثر ميلًا للتصدق من أولئك الذين يصلون بشكل أقل.
جدير بالذكر أنه تم التخطيط لإجراء هذه الدراسة سنويًا على مدى السنوات الأربع القادمة، لمراقبة كيف تتغير أنماط العطاء الإسلامي بمرور الوقت. علاوة على ذلك، من المقرر طرح أسئلة إضافية لإلقاء الضوء بشكل أكبر على كيفية تشكيل الدوافع الدينية والعلمانية للعطاء من جانب المواطن الأمريكي المسلم.