محمد عبد المنعم
قال الدكتور سعد الدين الهلالي، إن سبب الجدال الذي يحدث حول المنتحر وهل هو كافر أم لا، سببه هو أن خطابنا الديني عالج قضية الانتحار من زاويتين هما الترغيب والترهيب.
تابع “الهلالي” خلال لقائه مساء أمس الاثنين، في برنامج ” الحكاية” المذاع على شاشة قناة “mbc مصر”، ويقدمه الإعلامي عمرو أديب، أن الترهيب متمثل في حديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة: ” مَن تَرَدَّى مِن جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهو في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فيه خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِهَا في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا”.
واصل أن ذلك الترهيب أضاف عليه الفقهاء مسائل أخرى مثل مسألة هل يجوز الصلاة على المنتحر؟ فاختلفوا في ذلك، حيث قال جمهور الفقهاء أنه يجوز الصلاة عليه استدلالا بحديث رواه الدارقطني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: صلوا على كل من قال لا إله إلا الله”، موضحا أننا لا نعرف الأسباب التي دفعت المنتحر لذلك، هل فعله فيه توبة أم لا، فالتوبة انتهت لأنه أصبح ميت فلن يقدر أن يتوب لكن يظل المخرج الوحيد له الدافع له في الانتحار هل له عذر عند الله أم لا.
أضاف أن هناك رأي آخر يقول أنه لا يجوز الصلاة عليه أو تغسيله وإنما يدفن لحماية الناس من أذى الموتى، مشيرا إلى أن صاحب هذا الرأي هو الخليفة عمر بن عبد العزيز، وعبد الرحمن الأوزاعي، وتلميذ الإمام أبو حنيفة أبو يوسف، معتمدين على أن المنتحر فعل كبيرة ولم يكن له فرصة للتوبة لأن حياته انتهت.
أوضح أن هناك جانب آخر وهو جانب الترغيب متمثلا في معرفة الأسباب التي دفعت الشخص للانتحار، وما سبب به خوف ويأس وتشاؤم، مشيرا إلى أن معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم اشفعوا تؤجروا أن لا نترك أحد في يأس.