أنا واحد من المدينين بحق للأستاذ مصطفى بكرى، إذ إننى أرى ما يفعله وأحاول أن أفعل عكسه، حفاظًا على سلامى النفسى!
كانت جريدة «الأسبوع» أول صحيفة تدرّبت فيها وأنا فى الجامعة قبل نحو 18 عامًا، وهى الشىء الوحيد الذى يجعلنى أشعر بامتنان حقيقى تجاه الأستاذ مصطفى، إذ إنها -آنذاك- كانت مفتوحة على مصراعيها لطلبة الجامعات يتدربون فيها على يد أستاذة محترمة وقديرة هى الأستاذة نجوى طنطاوى، ويعاونها الأستاذ محمد عبد الله.
وكان بكرى صورة للمناضل ضد نظام مبارك وسدنته، والمدافع عن القضايا العربية، مثل القضية الليبية (أتبع ذلك صفحات تسجيلية مدفوعة فى الجريدة، لكنه ليس موضوعنا)، كما دافع عن صدام حسين والعراق (أتبع ذلك زيارات للعراق وصفحات تسجيلية أخرى لكن هذا ليس موضوعنا)، وكان دائمًا أبدًا ضد «التزوير» فى الانتخابات الذى كان يحدث أيام مبارك، فقد كان يرشّح نفسه ويخسر دائمًا أمام محمد علِى محجوب، وينشر عن الانتهاكات والتزوير فى دائرته فى حلوان (أتبع ذلك أن ترشّح شخصيًّا وفاز فى انتخابات 2005 وطبعًا لم يجدها مزوّرة بعد أن افتتح مقر جريدته الجديد صفوت الشريف شخصيًّا، لكن هذا ليس موضوعنا)، وحين قامت ثورة يناير كان الأستاذ مصطفى ثورجى بالسليقة، وهكذا انضم إليها (أتبع ذلك مطالبته بأن يستمر مبارك بعد خطابه العاطفى لكن هذا ليس موضوعنا)، ولعلك تذكر تحمّسه للإخوان المسلمين والسلفيين والمجلس العسكرى، وهو ما اختصره البعض فى جملة تصلح لكى تبروزها وتضعها على أى حائط خلف الأستاذ مصطفى (تحطه على مبارك ينوّر، على المجلس ينور، على الإخوان ينور)، وأزيدك (على السيسى ينور)!
كتبت عن الأستاذ مصطفى مرة بما أغضبه، فكان ردّه أن اتهم إبراهيم عيسى (رئيس تحرير الجريدة آنذاك) فى أحد البرامج بأنه ذهب يرجوه التوسُّط للعفو عنه بعد قضيته الشهيرة مع مبارك، واستغل الأستاذ مصطفى أن عيسى لا يجرى مداخلات ولا يرد، لكن المفاجأة أن عيسى أجرى مداخلة وقال بوضوح: «هذا كذب بالكامل». وفى الفترة التى توقَّف فيها كاتب هذه السطور عن الكتابة اليومية فى جريدة «الوطن»، لم يكن يمتلك سوى كتابة آرائه على السوشيال ميديا أو فى مقال أسبوعى أشرف بكتابته حتى الآن فى جريدة «الأخبار»، وفى الفترة التى حدثت فيها مذبحة كرم القواديس، اجتمع رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، وتزعّم الأستاذ مصطفى جبهة اصطفاف «صحفى» ضد مجموعة من الكتاب، مطالبًا بوقفها عن الكتابة، وشرفت بأن قال عنى الأستاذ مصطفى: «إزاى الواد ده يكتب؟.. يعنى فلان يمشيه ييجى فلان يكتّبه؟)! ومبعث الشرف أن تحريض الأستاذ مصطفى ضدى باعتبارى طابورًا خامسًا (يامّه) شرف كبير يستحق عناء البحث فى أرشيفه الذى مسحه من موقعه، لأن مقالاته أيام مبارك كانت تزخر بأقوى وصلات التعريض (بنظامه طبعًا).
عزيزى القارئ.. هذا المقال ليس عن الأستاذ مصطفى بكرى بالمرة، بل عن الأستاذة المصورة الصحفية التى أبلغت عن زميلنا المصور أحمد رمضان، وهو معها فى نفس القاعة تتهمه بأنه من الإخوان المسلمين، فما كان من الأمن إلا أن استجاب لها وألقى القبض عليه، وما كان منا إلا أن كتبنا هذه السطور التى نختمها باقتراح منح الأستاذة المصورة جائزة «أفضل مصطفى بكرى».
نقلاً عن “التحرير”