إسراء عدلي
شاركت المخرجة الألمانية ليز بيرافرت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الحالية، بفيلمها الجديد “الأمير” (Le Prince) والذي عرض ضمن برنامج البانوراما الدولية.
أجرى إعلام دوت كوم، حوارا مع المخرجة الألمانية على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن الفيلم الذي كتبت السيناريو الخاص به وكواليس صناعته، وفيما يلي الحوار:
حدثينا عن عرض فيلمك في الدورة الحالية من المهرجان؟
– أشعر بالسعادة لأن الحظ حالفني، وتمت دعوتي للمشاركة في مهرجان القاهرة، كان ذلك عقب مشاركتي في مسابقة مهرجان كارلوفي السينمائي بالتشيك، وأشعر بسعادة عارمة لأن العرض الأول للفيلم أقيم في أوروبا ومن ثم انتقل إلى القاهرة، وبالتالي فإن الفيلم يتم مشاهدته من وجهات نظر مختلفة في قارتين مختلفتين.
ما المهرجانات الأخرى التي شارك الفيلم بها؟
– بجانب المشاركة في مهرجان كارلوفي السينمائي، شارك الفيلم في مهرجان باريس السينمائي كذلك مهرجان سالونيك السينمائي الدولي، في الواقع منذ العرض الأول للفيلم في أغسطس الماضي فأنا انتقل مع الفيلم من مكان إلى آخر.
قصة الفيلم تدور حول قصة حب نشأت بين ألمانية وكونغي مقيم بألمانيا، كيف جاءت لك الفكرة؟
– قصة الفيلم مستوحاه من والدتي المتزوجة من أحد رجال الكونغو المقيمين في ألمانيا، وهما يشكلان ثنائي رائع للغاية لكن في نفس الوقت يواجهان العديد من الصعوبات، قصة الفيلم لا تحكي عنهما على الإطلاق على النقيض فهي تبحث عن الإشكالية التي سببهتا العلاقات غير المفسرة بين الأوروبين والأفارقة، وإلى أي مدى لا يثق الطرفين ببعضهما البعض، وكيف انعكست هذه الخلفية المجتمعية على العلاقة العاطفية التي تربط بين بطلي الفيلم “جوزيف ومونيكا”.
حدثينا عن كواليس كتابة السيناريو؟
– في بداية الأمر، بدأت بكتابة تفاصيل تتعلق بأزمة شخص مُهجر ومهدد بعدم الاستقرار داخل ألمانيا، ثم أدركت بأنني لا أكتب عن معاناة اللاجئيين داخل البلاد، لكن عن علاقة عاطفية بين شخصين نشأ بينهم حاجزًا من سوء التفاهم بسبب اختلاف شخصياتهم، وعندما شرعت في كتابة السيناريو أجرت الكثير من الأبحاث والمقابلات الشخصية مع كثير من الكونغويين والأنجلويين، حتى استطيع أن أجد التطابق أو المزج بين كتابتي والواقع.
على الرغم من أن الفيلم ألماني كانت اللغة الإنجليزية هي الغالبة على الفيلم، ما السبب وراء ذلك؟
– استخدام اللغة الإنجليزية كان رمزًا لصعوبة التواصل بين البطلين لتعبير عن حقيقة ما يشعران به، وذلك نتيجة أن النشأة الاجتماعية لم تكن تسمح لهما بتعلم لغات أخرى بخلاف لغتهما الأم، في أحد المشاهد تقول “مونيكا” أن والدها كان يجمع أغطية زجاجات المياه الغازية وغيرها وهي إشارة على أنها لم تملك رفاهية تعلم لغة أخرى، كذلك الكونغي “جوزيف” فهو أتى من بلده ليبدأ في تجارة الألماس حتى يصبح ثريًا.
كيف تم اختيار أبطال الفيلم؟
– اخترت الممثلة “أورسولا شتراوس” التي أدت دور مونيكا منذ البداية ولم أفكر في الأمر طويلًا، والبطل باسي “جوزيف” هو مغني راب وهذه أول تجربة تمثيل له، أما بالنسبة لبقية الممثلين الأنجوليين والكونغويين كانت عملية طويلة جدًا استمرت حوالي عام، كان يجب النظر في الإمكانيات المتاحة لي حتى أتمكن من اختيار الفريق، ذهبت حول العالم في رحلة إلى باريس وبلجيكا، أقمت العديد من تجارب الأداء، خصوصًا أن أنجولا والكونغو لا يعملوا بطريقة احترافية في اختيار الممثيلين.
ما الصعوبات التي واجهتيها أثناء التصوير؟
في كل فيلم توجد صعوبات كثيرة أثناء التصوير يجب التعامل معها، لكن من حسن حظي أن التصوير تم خلال 33 يومًا وانتهيت من التصوير قبل فترة قصيرة من جائحة الكورونا، ثم كان علي الذهاب إلى المونتاج وقد انتهيت تمامًا في يناير الماضي.
هل واجهتي أي صعوبات تمويلية؟
– على الإطلاق، استطعنا تمويل السيناريو بكل سهولة حيث توجد في ألمانيا أنظمة تمويل جيدة جدًا وبالتالي لم أواجه أي مشاكل.
من أحد المشاهد المؤثرة في الفيلم، مشهد الفيل الصغير الذي استطاع بصعوبة الوقوف على قدميه مرة أخرى، كيف جاءت لكِ فكرة توظيف هذا المشهد مع سياق الفيلم؟
– نعم، كان هذا المشهد في المتحف وسمح لنا بالتصوير في هذا المعرض الفني ليوم واحد، وكنت قد حصلت على موافقة من مصور هذا المشهد لاستخدامه في الفيلم وهو فنان مشهور يدعي “دوجلاس جوردون”.
على الرغم من التقاء البطلان مرة أخرى بعد الفراق لم تشيري إلى أنهما أصبحا مع بعضهما مرة أخرى، لماذا؟
– فضلت أن تكون النهاية مفتوحة، وأن يكون هذا المشهد الأخير عبارة عن لحظة عودة الثقة بين جوزيف ومونيكا مرة أخرى وأن يبدأ كل طرف بالنظر في علاقتهما بشكل مختلف.