صحافة البث المباشر
إسراء إبراهيم
افتتح اليوم مؤتمر القاهرة للإعلام، فعاليات دورته الثالثة، وذلك بعد تأجيل النسخة الثالثة لمدة عام بسبب تداعيات فيروس كورونا.
شهدت فعاليات اليوم ندوة بعنوان “العمل على جعل الوسائط التقليدية والرقمية يعملان جنبا إلى جنب”، كان المتحدثين بها: “علاء الغطريفي رئيس التحرير التنفيذي لمجموعة ONA الإعلامية، محمود المملوك رئيس تحرير القاهرة 24، والإعلامية سارة سراج، وتالا العيسى مديرة إنتاج صوت بودكاست”.
دخل كل من الثنائي علاء الغطريفي، ومحمود المملوك خلال الندوة، في سجال حول القواعد المثلى لاستخدام التكنولوجيا في الإعلام الرقمي وكيفية التحكم بها، واختلف الطرفان في وجهات النظر خاصة فيما يتعلق بإدارة بعض المواقع لخاصية البث المباشر التي أصبحت سمة مميزة لبعض المواقع الصحفية في ظل أزمة فيروس كورونا.
رأى “الغطريفي” أن الاستخدام غير الرشيد للتكنولوجيا جعل الإعلام الرقمي يمر بكارثة -على حد وصفه- والتي من بينها الاستخدام غير الرشيد للبث المباشر، لافتًا إلى أن أزمة البث المباشر تتمثل في الاستسهال والاستسلام، إذ يؤدي كل منهما للآخر في ظل غياب معايير وآداب المهنة، منتقدا بعض النماذج التي عملت عليها الصحف لعدة أسابيع مثل قصة “شاروخان” و”الجملي هو أملي” وذلك استغلالا للتريند أو “نحت التريند” كما وصفه.
أكد “الغطريفي” على أن الصحافة تعتمد حاليا على معيار واحد فقط من معايير المهنة، ألا وهو “الترفيه”، كما أن المنصات الإعلامية أصبحت تعتمد حاليا على سرعة النشر والكثافة على حساب الجودة والدقة.
على الجانب الآخر، قال “المملوك” إنه في ظل الحديث عن المهنة نغفل السياق، حيث يوجد حاليا ما يسمى بالنبذ المهني الذي تواجهه وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه يتفق مع “الغطريفي” فيما يتعلق بأن صحافة البث المباشر ضعيفة في بعض الأحيان لكن علينا أن نراعي السياق، لأن الصحافة الحالية هي وليدة السياق.
أكد على أن البث المباشر ليس سيئا في كل الأحوال، وبعض المخالفات التي تحدث تكون بسبب انعدام الرقابة، لافتا إلى أن بعض القضايا لم يكن ليُحقق فيها وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لولا استخدام تلك التقنيات، مستشهدا بواقعة “شهيد التذكرة” التي وقعت قبل أعوام، إذ اعتبر أن الانتشار يجعل المسؤولين يتفاعلون مع القضايا، بعكس القضايا التي لا تتناولها وسائل الإعلام.
لفت إلى أن الأخطاء المهنية واردة وتحدث من وقت لآخر، لكن يجب مراعاة نسبة ذلك وكذلك موضوع النبذ المهني. مشيرا إلى أنه لا يرى مشكلة في تناول قصة “الجملي هو أملي” كنوع من الترفيه للجمهور، لأن الجمهور لا يقرأ قضايا الابتكار النووي باستمرار، مؤكدا على أن المشاكل موجودة وتحتاج لتدريب وخبرة وتحتاج إلى تنظيم.
رد “الغطريفي” مرة أخرى على حديث “المملوك”، متسائلا عن سر دفاعه عن المحتوى الرديء؟! منوها عن أنه يتفق معه في أن البث المباشر وسيلة من وسائل الإعلام الرقمي ونوع من أنواع الصحافة التي تحتاج إلى تنظيم، ليؤكد “المملوك” على أنه لا يدافع عن المحتوى الردئ ولكن يشير إلى وجود طرق متعددة لمعاقبة ومحاسبة الجهات التي تقوم ببثه.