إسراء إبراهيم
انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر القاهرة للإعلام في نسخته الثالثة، وذلك بعد تأجيلها لمدة عام بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
بدأ السفير نبيل فهمي، العميد المؤسس لكلية الشئون الدولية والسياسات العامة، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فعاليات المؤتمر، متحدثا عن أن جيله كان يُنظر إليه على أنه “دقة قديمة” في بداية انتشار التكنولوجيا، والتي كانت تعتبر ظهور الهواتف المحمولة في تلك الفترة، لافتا إلى أنه الآن أصبحت هناك العديد من مصادر انتشار الأخبار أكثر من الماضي.
نوّه “فهمي” إلى أن الصحفي يحتاج حاليا إلى التركيز على المصداقية والتدقيق ومراعاة معايير العمل الصحفي.
من جانبه، قال فراس الأطرقجي، رئيس قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى أن المجال الإعلامي شهد تطورا خلال الفترة الماضية، وهو الأمر الذي يحتاج مزيدا من التحقق في نقل الأخبار، مشيرا إلى أن الصحفيون القدامى كانوا يكافحون من أجل التحقق من المعلومات.
أشار إلى أن صناعة إعلام صحيح يحتاج إلى الحياد وعدم الانحياز، مشيرا إلى أن الصحفيون الشباب قديما تأثروا بصحفيين كبار مثل حسنين هيكل ومصطفى وعلي أمين، ولكن الآن الشباب يتطلع لأخبار المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي مثل “كيم كارديشيان”.
كما شهدت الفعاليات ندوة بعنوان “السياق هو الملك”، شارك بها فراس الأقرطجي والصحفي جمال فهمي والإعلامية جيزال خوري وإيهاب الزلاقي رئيس التحرير التنفيذي لجريدة المصري اليوم والإعلامية أريج طاطاناكي.
قالت “طاطاناكي” خلال الندوة، إن الأخبار العاجلة من أهم المواقف التي تُظهر مهارة المذيع على الشاشة، لأن تغطيته تكون مباشرة ودون تحضير، مؤكدة على أنه لا مجال للخطأ في نشرات الأخبار، وفي حال حدوث ذلك يتدارك المذيع بمهاراته الموضوع.
قال “الزلاقي” إن التعامل مع منصة مثل “فيس بوك”، يختلط فيها مصادر الأخبار بين المواقع الصحفية والصفحات والأفراد العادية، فأصبح من الصعب تمييز مصادر الأخبار، كما أن بعض المواقع تسعى “للقطة” والتي يجعلها تستخدمها كعناوين لجذب القراء، وهنا ينقسم القراء إلى طرفين مهتم وغير مهتم.
كما لفت إلى أن السياق هو الظروف المحيطة بالخبر وغياب السياق قد يسبب تشوه في إيصال المعلومة للمتلقى، والسياق تأثر سلبيا مع انتشار السوشيال ميديا، لافتا إلى أنه مع وجود تارجت أثر على جودة الخبر مقابل الكم المنشور من الأخبار، مشيرا إلى أن محتوى الصحف الورقية سببا من أسباب انهيارها في ظل عدم التطوير والابتكار، وتقديم المحتوى الحصري.
بينما شدد الصحفي جمال فهمي، على ضرورة اهتمام الصحفي بالحياد في ظل الانفلات الذي تشهده الصحافة، مشيرا إلى أن الصحف والمواقع تعاني من أزمات مالية واقتصادية تؤثر على استمرارها وقوتها، كما أنه يرى أن الصحافة الورقية لن تنتهي.
جاءت الندوة الثانية من المؤتمر بعنوان “العمل على جعل الوسائط التقليدية والرقمية تعملان جنبا إلى جنب”، كان المتحدثين بها: “علاء الغطريفي رئيس التحرير التنفيذي لمجموعة ONA الإعلامية، محمود المملوك رئيس تحرير القاهرة 24، والإعلامية سارة سراج، وتالا العيسى مديرة إنتاج صوت بودكاست”.
كانت أبرز تفاصيلها تتعلق بسجال وقع بين “الغطريفي” و”المملوك”، عن القواعد المهنية لتنظيم البث المباشر، الذي تعتمد عليه عدد من مواقع الأخبار.
رأى “الغطريفي” أن الاستخدام غير الرشيد للتكنولوجيا جعل الإعلام الرقمي يمر بكارثة -على حد وصفه- والتي من بينها الاستخدام غير الرشيد للبث المباشر، لافتًا إلى أن أزمة البث المباشر تتمثل في الاستسهال والاستسلام، إذ يؤدي كل منهما للآخر في ظل غياب معايير وآداب المهنة، منتقدا بعض النماذج التي عملت عليها الصحف لعدة أسابيع مثل قصة “شاروخان” و”الجملي هو أملي” وذلك استغلالا للتريند أو “نحت التريند” كما أشار.
على الجانب الآخر، قال “المملوك” إنه في ظل الحديث عن المهنة نغفل السياق، حيث يوجد حاليا ما يسمى بالنبذ المهني الذي تواجهه وسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه يتفق مع “الغطريفي” فيما يتعلق بأن صحافة البث المباشر ضعيفة في بعض الأحيان لكن علينا أن نراعي السياق، لأن الصحافة الحالية هي وليدة السياق.
أكد على أن البث المباشر ليس سيئا في كل الأحوال، وبعض المخالفات التي تحدث تكون بسبب انعدام الرقابة، لافتا إلى أن بعض القضايا لم يكن ليحقق فيها وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لولا استخدام تلك التقنيات، مشيرا إلى واقعة “شهيد التذكرة” التي وقعت قبل أعوام، إذ اعتبر أن الانتشار يجعل المسؤولين يتفاعلون مع القضايا، بعكس القضايا التي لا تتناولها وسائل الإعلام.