أحمد عنتر
السيسي
ظهر القائد الحكيم ذو المواقف الكبيرة خجولا حييا، طيب الحضور، متفاعلا آسرا للقلوب، ظهر بشوشا مطيبا سلس الحديث وبسيط الروح والوجود، وظهر الصغار من حوله – كملائكة بيض الوجوه عريقي الحُسن – كأنهم بين أبيهم، يتسمعون منه الكلم، غير عابئين بالكاميرات أو المحيطين، يبتسمون في براءة ويتشبثون بالمنصة التي وقف عليها كأنها الحلم والمرسى، وكأن حديث الرئيس صعب الاستيعاب على العقول الصغيرة الوضاءة، يحمل لهم البشرى كيفما استوعبت الأفئدة.
حمل مشهد الرئيس الإنسان، راسخ الوجود كالعادة خلال احتفالية “قادرون باختلاف”، اللقب الأكثر تميزا في مسيرة الحاكم بأنه جابر الخواطر وسند الغلابة، على مدار 7 سنوات ويزيد، ليكمل سلسلة مواقف خالدة تركت أثرًا في نفوس المصريين بمختلف طبقاتهم، ليرسى بفطرة وعفوية مبدأ الرئيس الإنسان الذي يتواصل مع الجميع ويشعر ويحس ويتجاوب مع المصريين بمختلف حاجاتهم واحتياجاتهم.
“حقك علينا، معلش، متزعليش، حمد لله على السلامة، أنا تحت أمرك.. أنا آسف”، بهذه الجملة التي احتلت موقعها في العقول والقلوب بدأ الرئيس مواقفه الإنسانية بعد أسبوع واحد من إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة، عام 2014، بتقديم الاعتذار لسيدة التحرير، التى تعرضت للتحرش داخل الميدان، معبرا عن شعوره بالأسف تجاه كل امرأة مصرية.
كان حاضرا باسمه وصفته فى الواقعة أمام الملايين ممن فوضوه وهتفوا باسمه وأيدوه وأعلنوا إصرارهم على وجوده ليكمل مسيرة الكفاح والعمل والوطنية، مخاطبا سيدات مصر: “بعتذرلك وكدولة لن نسمح بده تاني، ولينا إجراءات في منتهى الحسم، وجاي أقولك ولكل ست مصرية أنا أسف، بعتذرلكن كلكن، سامحوني”.
لم تنته علاقة الرئيس وتواصله، ولكن في يوليو من العام نفسه، سارع الرئيس بعد أن قرأ في جريدة الأخبار، تقريرًا منشورًا عن الحاجة “زينب”، التى تبرعت بقرطها “حلق الأذن” إلى صندوق تحيا مصر، إذ لم تجد ما تتبرع به سواه، استقبل في مقر رئاسته، ووعدها بعد تقبيل رأسها، بالحج: “هتحجي على حسابي”، طالبًا في حديثه معها أن تدعي عند “سيدنا النبي” لمصر.
مواقف الرئيس مع تعددها وتنوعها تحتاج إلى حديث طويل، فمرة مع طفلة صندوق “تحيا مصر”، ثم الطفل أحمد ياسر المريض بالسرطان، ثم الحاجة صيصة، ومن بعدهم الفتاة الإيزيدية نادية مراد، الهاربة من أسر تنظيم داعش بعد تعرضها للاغتصاب على أيدي التنظيم، وامتدت مواقفه الإنسانية إلى نجل الرائد الشهيد محمد أمين الحبشي ثم النقيب محمد الحايس.
في مايو 2016 وفي خضم الإنجاز على الأرض، وبينما الأنظار تتجه نحو افتتاح حي الأسمرات، لم يفوت الرئيس الحديث عن سيدة المنيا، التي تردد اسمها جراء حادث طائفي بالمحافظة، الواقعة صعيد مصر.. الرئيس فى حديثه عن السيدة كان حازما مخاطبا كل سيدات مصر بأن لهم منا كل التقدير والاحترام والمحبة، وقال “الكلام دا مش مجاملة لهم، أنا لما قلت عظيمات مصر كنت أعني هذه الكلمة”.
بعدها وفى 13 نوفمبر 2016 التقى الرئيس بمنى السيد، الشهيرة بـ”فتاة عربة الإسكندرية”، التي ظهرت في صورة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وهي تسير بعربة محملة بالبضائع بغرض بيعها والتربح منها، ليوجه بعدها وزير الإسكان بتوفير شقة سكنية لها مجهزة بالكامل بالاثاث. ودعا الفتاة لمقابلته في القصر الرئاسي، ومنحها سيارة للعمل عليها، وكرمها بمؤتمر الشباب في شرم الشيخ.
المواقف المزدحمة المليئة بالزخم الإنسانى لم تتوقف من الرئيس السيسي محققا فى 13 ديسمبر 2018 أُمنية السيدة “نحمده”، المعروفة بـ”سيدة الميكروباص”، بتوفير سيارة ميكروباص خاصة بها من صندوق “تحيا مصر”، حتى أنه بعدها تصدى لواقعة تنمر ضد الطفل الجنوب سودانى جون منتوث ليدعوه للحضور معه في فعاليات مسرح شباب العالم، ضمن المنتدى المقام، في مدينة شرم الشيخ.
وظلت مواقف الرئيس الإنسانية ظاهرة أمام العالم، منذ انطلاق منتدى شباب العالم في 2017، بالتركيز على ذوي الإعاقة ومتطلباتهم، وتطبيق قانونهم الذي أقره البرلمان، وشهد أزمة في إصدار لائحته حتى تدخل الرئيس، ففي النسخة الأولى من مؤتمر الشباب، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالنزول من المنصة كي يسلم الجائزة إلى الشاب المعاق والذي كان قعيدا على كرسي متحرك.
وسجلت الكاميرات لحظة فريدة في المؤتمر الأول للشباب، أثناء تجول الرئيس بين قاعة المؤتمرات الدولية، إذ صافح – بكل محبة وحبور – أحد الأطفال الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد أن لمحه يقف في انتظاره بالخارج، وفي منتدى شباب العالم 2018، نزل من على المنصة أيضًا وسلم للفتاة الغانية فريدة بيدوي جائزتها، وأصر على إعادتها إلى مكانها، وفي نفس المنتدى اصطحب غسان أبوعلى المكرم بالكرسي المتحرك أمام الجمهور.
نماذج المواقف الإنسانية الوضاءة لا تنتهي، بل ظلت علامة فارقة على رئيس لا يعرف التمييز، بل يوجه ويحترم ويقدر ويشيد ويربت على القلوب ويحمل لها سَكينة وطن يحب أبناءه ويبجل مسيرتهم على صعوبتها ويحتوى أحلامهم على حلاوتها، ويسعى مكللا بدعوات المحبين إلى تحقيقها، كاملة غير منقوصة، ليوفر للأجيال الحالية والقادمة حياة تليق بمصريتهم، ويضمن بتوفيق الله ثم سعيه ومساعدة الوطنيين من حوله للشعب “حياة كريمة”.