انطلق اليوم الأول من ملتقى شباب الإعلام العربي في دورته الثانية، اليوم الأحد، والتي تنظمها كلية الإعلام جامعة القاهرة، تحت عنوان: “صناعة الإعلام في عصر التكنولوجيا: تجارب ملهمة – فرص وتحديات”.
الملتقى برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة هويدا مصطفى عميدة الكلية، والمدير التنفيذي للملتقى الدكتورة نشوى عقل، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
واقيمت الجلسة الثانية بعنوان “تجارب ملهمة من الإعلام الرقمي – دقة الإعلام الرقمي”، وأدارها عمر فارس، الصحفي بالشروق، والمتحدثون، هم أحمد الشيخ، مستشار الإعلام الرقمي، دكتور محمد سعيد محفوظ، مستشار رئيس تحرير الأهرام والرئيس التنفيذي لمؤسسة ميدياتوبيا للتدريب الإعلامي، محمد عبد الرحمن صحفي ومؤسس إعلام دوت كوم، أبانوب عماد، منتج برامج بسكاي نيوز عربية، علي شعبان سطوحي، متخصص في صحافة الموبايل.
تحدث محمد سعيد محفوظ، عن المحتوى الشعبي وهو المحتوى المصنوع من جمهور الإنترنت، وهو أي صورة من صور المحتوى ينتجها مستخدمي الإنترنت وتسعى وسائل الإعلام التقليدية من الاستفادة منها وهي جزء من المحتوى الرقمي وهو أي محتوى يمكن إنتاجه باستخدام الأموات والأساليب الرقمية، مشيرا إلى أن المحتوى الشعبي محتوى شائك، ولا بد من التحقق عند التعامل معه لأنه لو مزيف ستكون كارثة، كما تحدث عن عملية التحقق عبر عدة مراحل تاريخية، مؤكدا أنه لا بد من الشك في محتوى المستخدمين لعدة أسباب منها عدم معرفة هدفه من إرساله، وسهولة التلاعب بأنظمة الحوسبة الحديثة، ورغم ذلك فإن المحتوى الشعبي له أفضلية عن المحتوى الاحترافي لأنه يتميز باللحظية والواقعية والعفوية، موضحا أن الدوافع المحتملة لتزييف المحتوى الشعبي، هي الشهرة أو اتجاهات سياسية، لذا لا بد من التحقق منه قبل نشره.
أردف أبانوب عماد، أن هناك قواعد نأخذها من خلال التدريبات والدراسة، وكثير من تلك القواعد يتم تطبيقها ولكن من الممكن كسرها لأنها تفيدنا في عالم مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا أن أي شخص من الممكن أن يصنع محتوى ينافس به شركات كبيرة تنفق ملايين، لذا فالمعيار ليس جودة الصورة والصوت ولكنه طبيعة المحتوى، لافتا: “فكرة برنامجي تيك توك، اخترت إنستجرام لأن إنتاج المحتوى أصبح لمنصة محددة مش لكل السوشيال، كل منصة أصبحت محتاجة تخصص أكثر”، وطالب الطلاب بالتجربة العملية على أي منصة من مواقع التواصل الاجتماعي لاكتشاف الإمكانيات وتطويرها لكي يكون جاهز عندما تأتيه الفرصة، مؤكدا أن التجربة مهمة بجانب الدراسة.
أوضح علاء الغطريفي، أن العاملين في الإعلام الرقمي تركز على سرعة وكثافة النشر وهجروا الجودة والعمق معللين ذلك بأن الجمهور يريد ذلك، ولكنها ليست الحقيقة، مؤكدا أنه لا بد من الاحتفاظ بالجودة والعمق مع عدم إهمال السرعة والكثافة، لافتا إلى: ” لو تحكمت التكنولوجيا بيك هتبقى عبد ليها وده مش صح، التحدي كان إن التكنولوجيا فيها أدوات مبندورش عليها لصالح محتوانا”، مختتما أنه لا بد من تطويع التكنولوجيا لصالح المحتوى.
أشار محمد عبد الرحمن، إلى أن طوال الوقت الصحافة بها مشاكل، مشيرا إلى أن استخدام الجرائد نفس العناوين القديمة أمر خاطيء، ومن عيوب الصحافة الرقمية القدرة على حذف الخبر إذا كان خاطيء، لأن هذا يجعل الخطأ أمر عادي لأنه يمكن حذفه، موضحا أنه ولكي يكون هناك تجارب ملهمة لا بد أن يكون هناك مصادر للإلهام مع وجود إمكانيات للتطور، أيضا لا بد أن يكون هناك مقاومة للمناخ السيء، بالإضافة إلى دراسة أنواع القراء، مشيرا إلى أنه لأول مرة يوجد هذا العداء بين القاريء والصحيفة، وقال إنه لا بد من عدم البحث عن العمل السريع في أماكن لا تقدر العمل الصحفي، لافتا إلى أنه لا بد من تطويع المحتوى لما يناسب القاريء، ولا يصح التمسك بالقوالب الجامدة، ولا بد أن يكون هناك تفاعلية مع الاهتمام برد فعل القاريء، والحفاظ على الأخلاقيات وهذه إشكالية موجودة طوال الوقت.
أكد علي شعبان السطوحي، على أهمية البحث والاستفسار وجمع المعلومات، مشيرا إلى أن القاعدة التي يتبعها هي أن يسأل جوجل طوال الوقت ولا ينتظر أن يسأل أحد، مضيفا أنه أصبح هناك فرص للتعليم ولا يجب انتظار أحد للتعليم، متابعا أنه أصبح من الممكن صنع أفلام بأقل الإمكانيات.
أما أحمد الشيخ، أكد أن أي صحفي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لجمع ونشر المعلومات، مشيرا إلى أهمية الدقة في المرحلتين، وقال إن الصحفي يختار الموضوعات التي سيعمل عليها على حسب الترند أو اهتمام الجمهور، لافتا إلى أن فكرة الترند على فيس بوك هي مسألة خادعة، ولتحديدها تحتاج لاشتراكات، ثم عرض طرق لمعرفة إذا كان الترند على تويتر هو حقيقي أو وهمي، مشيرا إلى أن بعض الترندات تكون وهمية بل وأيضا الأشخاص نفسهم وهميين، لذا لا بد أن يكون الصحفي ملم بالتفاصيل والمعلومات ولديه حاسة الشك، لذا لا بد من التدقيق في جمع ونشر المعلومات.