رباب طلعت مبادرة Walk Like An Egyptian مبادرة Walk Like An Egyptian
نجحت مبادرة “Walk Like An Egyptian” لدعم السياحة في مصر إلى جذب عدد كبير من السائحين، سواء من الأجانب أو المصريين، لزيارة أماكن مختلفة في مصر بعيدًا عن الأماكن السياحية المتعارف عليها، في محاولة من مؤسسيها لتنشيط السياحة الثقافية في مصر، وتقديم خدمة مختلفة للسائحين غير تقليدية.
“إعلام دوت كوم” حاور أسماء خطاب، مؤسسة المبادرة، للتعرف على أكثر المعوقات أمام السياحة المصرية، وكيف نجحت في التغلب عليها من خلال الجولات السياحية التي تنظمها، وما هي طبيعة تلك الجولات وفيما يلي أبرز تصريحاتها:
1- نحن مسجلون في وزارة الاستثمار كشركة للتسويق السياحي، ولكن بدايتنا كانت مبادرة هدفها التغيير أكثر من الربح، والأموال التي نتلقاها مقابل الجولات هدفها الأساسي الإنفاق على المبادرة لتستمر، وتحقق أهدافها، وليس الربح.
2- أنا خريجة سياحة وفنادق قسم إرشاد سياحي، وعندما تخرجت كنت أتطلع للعمل في الإرشاد السياحي لأني أحبه جدًا، وعملت في السياحة التقليدية مع شركات السياحة بالفعل، ولكن شعرت وقتها بأن الطريقة الكلاسيكية المتبعة للترويج للسياحة المصرية لا تعجبني، فالبرامج لا تتغير والسياح لا يستفيدون بالشكل الذي يجعلهم يقررون العودة لمصر، لأنهم يزورون مكان أو اثنين معتادين ويظنون أنهم شاهدوا كل الموجود في مصر، وتلك ليست مصر الحقيقية، فجزء من التجربة “ناقص” لم يعيشوها كاملة.
3- هناك الكثير من الأماكن السياحية والتراثية في مصر مهمة جدًا، ولا يعلم عنها أحد، ولا تضعها شركات السياحة في الاعتبار، فالشركات تقوم بالتسويق للأماكن الشهيرة، دون الإشارة لتلك المعالم التي لا تقل عنها أهمية.
4- كان من ضمن الملحوظات لديّ أن السياحة الثقافية في مصر ليست جيدة، والعاملين بها أغلبهم ليسوا ذوي كفاءة، مما يؤثر عليها بالسلب.
5- قررت التوقف عن العمل في السياحة بسبب ذلك الأمر، ثم اندلعت ثورة 25 يناير، وتأثرت السياحة وقتها بشكل كبير، وعندما استقرت الأمور، قررت العودة للمجال ولكن بطريقتي، وإيجاد حلول للمشكلات التي لمستها أثناء عملي كمرشدة سياحية.
6- البداية كانت في 2012 أنشأت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وأطلقت عليها اسم “Walk Like An Egyptian”، والهدف منها كان أن أُطلع الناس على مصر الحقيقية، بأماكنها الجميلة، وتاريخها وتراثها وناسها، وكل ما بها من مميزات، بالإضافة للمعالم الثقافية التي أثرت في ثقافة وملامح الشخصية المصرية، مثل الفرق الموسيقية والأشخاص البارزين في تاريخنا وفنونا.
7- لم أفكر في البداية بإقامة جولات، ولكن بعد 30 يونيو بدأت أشعر بأن الوضع استقر سياسيًا في مصر، وأصبح لدينا خارطة واضحة، وكان قطاع السياحة وقتها تأثر بشكل كبير، والعاملين في السياحة يعيشون حالة صعبة، وعمل بعض المرشدين في مجال التدريس، ولكن الحرفين ممن يجيدون حرفة واحدة ظلوا عاطلين لفترة طويلة، فشعرت أنه من ضمن دوري في التنمية المجتمعية، أن أقدم على شيء ما يساعد المجال، بالإضافة إلى إيجاد حلول لتلك الأزمة.
8- شعرت بأن الله أعطاني نعمة كبيرة وهي أنني أجيد عدة لغات، بالإضافة للتعامل مع “الكمبيوتر”، ففكرت أنا ومجموعة من أصدقائي في نهاية 2013، في حملة لركوب الدراجات، كنا نلقي من خلالها الضوء على بعض الأماكن السياحية في مصر، بالإضافة إلى أننا نرسل للسائحين في مختلف العالم بأن مصر آمنة، ولكن بعدها وجدت أنها ليست بالفكرة الكافية أيضًا لما أطمح له، خاصة أن فكرة ركوب الدراجات ستكون عائقًا للبعض من غير القادرين على ذلك، فاتخذت الخطوة الحقيقية في حلمي.
9- في نهاية 2015 بدأت الخطوة الحقيقية لتحقيق هدفنا، وهو بإقامة جولات، لإلقاء الضوء على كنوز مصر الخفية، بدءًا من القاهرة إلى خارجها، وكان هناك الكثير من الأماكن التي لم أكن أعلمها أنا شخصيًا واكتشفناها من خلال إعداد برامج الجولات، حيث كنت أبحث عنها من خلال كتب تاريخية ومجلدات التراث وغيرها، لأكتشف مصر من جديد، بالإضافة إلى المشي في الشارع للبحث عنها، وكانت المرحلة الأصعب هو كيفية وضع تلك الأماكن في جولة تنجح في إسعاد الناس، ليكرروا تلك الجولات مرة أخرى، بالتالي يكون لها مردود كبير على العاملين في تلك الأماكن من خلال البيع والشراء، ودعم حرفهم.
10- نظمنا جولات لأماكن كثيرة خارج القاهرة، أبرزها المنيا، والقصير، وقنا، وإسنا، وغيرها من الأماكن التي لا يعرف الكثيرين عنها شيء، وأن بها أماكن سياحية هامة، ونستهدف الأماكن المرتبطة بالتراث، فمثلًا في جولتنا لقرية دندرة بقنا، توقفنا عند قرية جراجوس، وهي تشتهر بصناعة الفخار، وهي قرية لا أحد يعرفها، ولكننا استمتعنا فيها، وأيضًا نحاول أن نلقي الضوء على مشاريع ومبادرات جيد، مثلًا قبل أزمة فيروس كورونا، كنا نذهب إلى حي الزبالين، وعرفنا المشاركين في الجولة على جمعية “APE” وهي مؤسسة لحماية البيئة، يقومون بإعادة التدوير، وينتجون أشياء جودتها عالية، ومن يفعل ذلك سيدات من منشية ناصر، فنحن نحاول أساسنا جولات ثقافية تضمن زيارة أماكن تاريخية وتراثية، ولكننا نحاول تنشيط تجارة الحرف والمطاعم المختلفة وغيرها، فمثلًا في الإسكندرية، لا نهتم فقط باللآثار الروماني، فهناك مباني من القرن العشرين، ومنطقة وسط البلد، والمقاهي القديمة، كل تلك الأمور تهم السائحين والمصريين المشاركين في الجولات.
11- تغيرت إجابة سؤال “نفسك تروح فين؟” مؤخرًا عن الماضي، فلم يعد السائح يضع مصر على قائمة أولوياته في الوطن العربي، وذلك ليس فقط للأحداث السياسية التي تلت ثورة يناير، إنما بشكل أساسي أننا لا نروج بشكل جيد لأماكنا السياحية وتراثنا، فالعاملين في المجال يقدمون نفس العروض بنفس الأماكن الشهيرة، مثل الأهرامات والمعابد، ما يجعل السائح يقرر تأجيل الرحلة، أو صرف النظر عنها إذا ما كان قد زارها من قبل.
12- هناك سائحين مصريين، يرغبون بشكل أساسي زيارة مطاعم جيدة، أو فنادق معينة للاستجمام، ولا يلتفت القائمين على شركات السياحة لمثل تلك الأمور، بالإضافة إلى مثلًا أن لدينا بعض الأمور السلبية التي يمكن الترويج لها بشكل إيجابي، مثل الازدحام، فالمسافرون إلى دلهي في الهند، يذهبون من أجل ذلك الازدحام، لذا لم لا نتحدث عن زحام القاهرة بنفس الشكل الإيجابي؟ فالبعض يذهب ليخوض تجربة الازدحام بهذا الشكل بالفعل.
13- يجب علينا التركيز على أن نوعية السياحة التي تأتي إلى مصر، فالأغلبية يتنافسون على الأسعار الأقل، لا البرامج الجيدة، وذلك مفهوم خاطئ تمامًا، فكل منا يجب أن يبتكر ويزيد من الجودة التي يقدمها، لأن السياحة تدعم الاقتصاد، لذا يجب أن يأتي السائح لتنشيط التجارة والفنادق وغيرها، وذلك لا يحدث كثيرًا، فهناك بعض السائحين توقفوا عن زيارة مصر بسبب سوء جودة الفنادق، بعضهم كشف لي أنه يصاب بتعب في معدته بسبب رداءة الطعام في بعض الفنادق.
14- يجب أن نغير تفكيرنا من الربح السريع الفوري، للربح على المدى البعيد، فعلى سبيل المثال، دبي أصبحت قادرة على صناعة السياحة، على الرغم من قلة الأماكن السياحية لديها، ولكنها تبهر السائح بالترويج لها.
15- نحضر حاليًا إلى تقديم فيديوهات للتعريف بالسياحة في مصر، ولكن بطريقة مبتكرة، وباللغة الإنجليزية، فهناك عدد لا بأس به من البلوجرز المتخصصين في السياحة يقومون بذلك، ولكن باللغة العربية، لكن لا يوجد من يخاطب السائح الأجنبي، لذا قررنا القيام بذلك وبطريقة مميزة، نتمنى أن تنجح بالشكل المرجو منها.