في حوار امتد لساعة كاملة، تحدثنا فيه مع الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، المثير للجدل عن أمور كثيرة تخص الرئيس عبد الفتاح السيسي وحقيقة علاقته به وبخطاباته وقراراته، وعن تقييمه لأداء الإعلام في التعامل مع أنشطة الرئيس وزياراته الخارجية، وحقيقة وجود مقربين للسلطة في مصر حاليا ومسألة وجود مراكز قوى من عدمه، وأزمة أهل الثقة التي ما زالت تحكم فكر النظام في مصر حتى الآن، وعن الثقافة والمثقفين وأزمتهم مع وزيرهم، وكذلك الثورة وتقديسها والبرلمان وشكله المتوقع.. وقضايا كثيرة مهمة.. فلنقرأ ما قاله عنها.
الكثيرون يسعون للتقرب الرئيس السيسي.. إعلاميون وصحفيون وساسة.. وفي سبيل ذلك لا يوجهون للرجل أي كلمة نقد ولا يتم تقريبهم رغم ذلك.. بينما على العكس من ذلك نجد إبراهيم عيسى مقربا من السيسي ويثق فيه الرئيس حسبما هو ظاهر لنا ومع هذا فأنت تنتقده وتنتقد مؤسسة الرئاسة والحكومة.. كيف تحقق هذه المعادلة؟
– لابد في البداية ان نقوم بعملية ضبط للمصطلحات.. فكرة إنهم يتقربون من الرئيس.. فما هي مظاهر هذا التقرب؟.. فإذا كان الإعلاميون والصحفيون يقولون أو يكتبون مدحا في قرارات الرئيس فقد يكون هذا رأيهم الحقيقي دون ما تقرب أو بعد، إذا كانوا يهاجمون خصوم الدولة، فهم في حقيقة الأمر يهاجمون خصوما للدولة وليس خصوم الرئيس وحده.
فما هو المعيار الذي أستطيع به أن أقول إن هذا تقرب تذلف أو أن هذا رأيا حقيقياً صادر عن ضمير حي؟
فلا يوجد معيار واضح، خصوصاً في المقابل أن الرئيس لا يبدو منه أنه يقرب أحداً ولا يبدو من كلامه ذات مرة أنه خص أحداً دون آخر، فحتى في لقاءاته مع الإعلاميين فالرئيس يخاطب الجميع بأسمائهم مقدماً كل منهم بكلمة أستاذ، ويتواد معهم ويتواصل معهم ويتبادل معهم الابتسامات والدعابات، فالأمر ليس قاصرا على أحد دون غيره، فضلاً عن انه حينما تحدث دعوة عامة للإعلاميين يتم دعوة الجميع ولا يخص أحداً دون آخر، وبذلك نجد أنه في الطرفين لا توجد معايير واضحة للحكم على مسألة التقرب من الرئيس، فأنا أرى أن كثير من الإعلاميين منطلقين من إحساسهم بأن الوقوف إلى جانب الرئيس هو في حقيقة الأمر وقوف إلى جانب الدولة، وأن الهجوم على المعارضين هو هجوم على معارضين “عايزين يقلبوا البلد ويشوشوها ونرجع تاني لعدم الاستقرار”، فكل هذا من باب الخوف الوطني، وأنا هنا لا أقيم المشاعر، فأنا أتحدث وأرصد التصرف نفسه.
فضلاً عن أن جميع الزملاء الإعلاميين الذين قيل عنهم إنهم أصوات للدولة وبعضهم قال إن أجهزة هي من تحركهم وتقدمهم للناس وتسندهم، وأتحدث هنا عن 3 إعلاميين على وجه التحديد، فإذا بنا نجد أن هؤلاء الثلاثة تعرضوا لأزمات طاحنة لم تنتصر الدولة لأي منهم، وفي رأيي أنه لو كان هناك تقييما نهائيا فالدولة خذلتهم خذلاناً مبينا، ومن ثم فأي طرف في الساحة الإعلامية يسعى للرهان على الدولة فالمتغطي بها عريان، ومن يسند على أجهزة الدولة فهو ساند على وهم، بدليل الثلاثة الذين نتحدث عنهم هنا بدون ذكر أسماء، فالزميل الذي كان ينشر تسجيلات وبدا الأمر وكأن التسجيلات مسربة من أجهزة الدولة لتحقيق أهداف معينة ولتشويه المعارضين، فإذا بهذا الزميل ينتهي به الأمر إلى إيقاف برنامجه ولا توجد قناة أخرى استقبلته سوى قناة مغمورة، والزميل الآخر الذي شن حروبا طاحنة تحت عنوان الدولة ضد أعدائها حسب تصنيفه، فانتهى الأمر أنه كان بينه وبين السجن والبعد عن أبناءه مسافة أمتار بسيطة جدا وقضى شهورا طاحنة في القلق والتوتر والدولة لم تمارس أي نوع من الضغوط من أي طريق كان للوقوف بجانبه، فضلا عن أن صدور الحكم ضده في الأساس دليل على أن لدينا قضاء مستقل لا يدار بالدولة كما يزعم البعض سواء كرهنا الأحكام أو أحببناها، والزميل الثالث الذي وكأنه يطال الجميع بلسانه وبيده ويخبط في الجميع وكل الناس قالوا إن الدولة “هي اللي مشغلاه وساكتة عليه”، ولكنه في النهاية اتسجن.
بعد كل هذا لا يمكن القول مطلقا أن هناك مقربون للدولة، فأنا أقول لك إنه للأسف أن أي دولة في العالم لازم يكون لها جسور وأصوات إعلامية وسيبك من كل الأوهام اللي بتتقال، فحتى في أعتى الديمقراطيات هناك أصوات إعلامية للدولة بدليل إنه يقال “الواشنطن بوست المقربة من البيت الأبيض” وهذه هي طبيعة الأشياء، بينما في مصر لا يوجد أي شيء من هذا تماما، بل هناك للأسف الشديد فخر عند الدولة المصرية بعدم وجود ذلك، يعني بالذات الرئيس السيسي نجده يفخر بأنه غير محسوب على أحد ولا أحد محسوب عليه.
هل ترى أن عدم وجود إعلام مقرب من الدولة عيب؟
– بالمنحى السياسي هذا عيب خطير وقاتل، لأنه بالتأكيد في أي دولة بالبلاد الديمقراطية يكون هناك وقت تريد الدولة فيه ان تقول كلاماً رسمياً عبر طرق غير رسمية ، ولكن للأسف دولتنا ليس لديها رؤية سياسية، والحقيقة أنه لا يوجد في إدارة جمهورية مصر العربية سياسي ولا مهتم بالسياسية ولا بيفهم فيها، فأنت أمام هشاشة شديدة في السياسة داخل صناعة القرار في مصر.
إذن أنت تقول إنه لا يوجد إعلامي مقرب من الدولة.. وعلى النقيض من ذلك نجد الرئيس والدولة تعول كثيرا على الإعلام لدرجة أن الكثير يرى النظام الحالي مهتم بالإعلام أكثر من الإدارة والسياسة .. فكيف ذلك؟
– الدولة تعول كثيراً على الإعلام فعلاً، والرئيس السيسي يعول كثيراً على الإعلام ويفهم قيمته، وحينما تحدث عن أسس الدولة في تصريحات سابقة قال إنه الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، ولو انت بصيت في الدنيا كلها فنحن اسمنا “السلطة الرابعة” من زمان ولم يخترعها السيسي، فالصحافة والإعلام هي السلطة الرابعة، ومن ثم فالدولة مقتنعة جداً بقيمة الإعلام، ولكن السؤال: هم عملوا ايه عشان يأثروا في الإعلام؟
فالدولة التي المهتمة بالإعلام لديها ماسبيرو ولم تقرب منه بإصبع واحد، نعم الدولة تقول إن الإعلام مهم وهي مقتنعة بذلك، ولكنها لم تفعل شيئا، فهي دولة تقول ولا تفعل، فالانطباعات التي تقول إن هذا الدولة مهتمة بالإعلام وتعول عليه كثيرا هي انطباعات صحيحة، ولكن على الواقع لا شيء، بدليل إن الدولة لديها جهاز ضخم جدا اسمه ماسبيروا عبارة عن فيل الغابة لكن الدولة حاطاه في السيرك، ثم الإعلام الخاص نجد أن 3 من الأصوات الإعلامية المفترض أنهم محسوبون على الدولة وهي طيرت رؤوسهم.
الدولة هي اللي طيرت رؤسهم ولا مخالفتهم للقانون هي اللي فعلت ذلك؟
– على الأقل الدولة لم تحميهم، إن كانوا فعلاً أصواتها فالمفترض أنها تحميهم حتى بتقويمهم أو تحذيرهم وبإيصال رسائل لهم إن هذا الطريق خطأ وهناك مليون طريقة لإيصال هذه التحذيرات ونقول لهم إنت كده بتأذي الدولة، ولكن الدولة لم تفعل هذا مطلقاً، ومن ثم فالدولة مهتمة بالإعلام فعلاً ولكنها لم تفعل شيئاً لهذا الإعلام ولا إصلاحه ودعمه.
في رأيك لماذا لا تقوم بإصلاح الإعلام.. هل تعتقد أن الدولة تخشى أن تقوم بدور في سبيل ذلك فيقال إنها تتدخل أم يعجبها الحال المتخبط هكذا؟
– أولاً الدولة مش ذكية، ثانياً هي فاهمة إن التواصل مع الإعلام تكون بكثرة المداخلات الهاتفية من الوزراء وسرعة تلبية دعوات الظهور على الشاشة، والحكومة مقتنعة بأنها قادرة على شرح موقفها في الإعلام، وهذا شيء ساخر جداً، فإذا كانت الحكومة مش عارفة تقنع موظفيها بقانون فكيف ستنقع مواطنيها؟.. فإبراهيم محلب فاكر إنه بمداخلاته التليفونية المفرطة مع الفضائيات إنه كده بيأثر في الرأي العام وهذا غير حقيقي لأنه ليس لديه رسالة مؤثرة توصل للناس والإعلام لم يعد يخيل عليه أن الوزراء يحضروا كضيوف ورئيس الوزراء بيعمل مداخلات وخاصة بعد الثورة بل هذا مدعاة للتهكم.
هذا بالنسبة للحكومة.. ولكن أين الرئيس الذي عين الحكومة ولماذا لا يوجه الحكومة للقيام بجهود أفضل في سبيل دعم الإعلام والتواصل معه بشكل محترف يفيد البلاد؟
– توجه الرئيس الدائم بتوفير جميع المعلومات للإعلام والتواصل مع الإعلام لإظهار الحقيقة للناس، وهذا كلام عام وطيب ومهم، ولكن لا يعطي توجيهات لكيفية التعامل مع الإعلام، ولا يوجد رئيس في أي مكان يعطي توجيهات للحكومة بكيفية التعامل مع الإعلام، فالتوجيهات تكون بالمعنى العام وليست بتفاصيل، وفي نفس الوقت فالرئيس معتقد أن التواصل المباشر مع الإعلاميين عبر زياراته أو لقاءاته أو ضمن هؤلاء الذين يوضعوا كممثلين للشعب عموماً في حفل إفطار أو غيره أن هذا تواصل مع الإعلام لتوصيل رسالته، ثم إنه اتعمل مكتب إعلامي في الرئاسة مهمته رصد يومي لكل ما يقال في التليفزيون تحديداً ويليه الصحف ولأن نوعية القائمين على المكتب الإعلامي للرئيس هم مجموعة من الشباب فمغرمين أكثر بوسائل التواصل الاجتماعي، هم شغالين على الأبعاد الثلاثة هذه في الرصد والمتابعة والرصد، وبيقترحوا على الرئيس حاجات ومعلوماتي أن الرئيس لم يرفض أي شيء مما اقترحه عليه المكتب الإعلامي في مسألة التواصل مع الإعلام والرد عليه، ولكن هناك مشكلة في بنية المكتب الإعلامي للرئيس، فالمكتب الإعلامي كمكتب رصد هو شيء ممتاز، إنما صناعة القرار الإعلامي ده موضوع تاني خالص ولا علاقة له البتة بمكتب مهمته رصد ما ينشر أو يذاع أو الرد على المعلومات الكاذبة أو الآراء الملتبسة أو إدارة حوار بين الحكومة والإعلام عبر المكتب الإعلامي للرئيس، فهذا كلام لا علاقة له بصناعة القرار الإعلامي ولكن له علاقة بسكرتارية إعلامية يومية للرئيس، وهذا شيء جيد ولا يمكن إنكار أنها خطوة جيدة.
هل طبيعة تكوين المكتب الإعلامي للرئيس من الشباب هو الذي فرض مهمة الرصد والمتابعة فقط لأنهم لا قدرة لهم على صناعة القرار الإعلامي؟
– أنت حينما تطلب صناعة القرار الإعلامي لا يمكن أن تطلبه من شباب في مقتبل العمر والخبرة، فهم يؤدون بمنتهى الكفاءة ما يطلب منهم من مهام، وإنما صناعة القرار الإعلامي لها ناس لازم تملك الخبرة والدراية والحرفة والسياسة، وهؤلاء ليست من مؤهلاتهم هذه إطلاقاً.
هل في لقاءاتك وزملاءك الإعلاميين بالرئيس طرحتم عليه أن تكوين المكتب الإعلامي للرئيس بشكله الحالي ليس هو الملائم لصناعة القرار الإعلامي؟
– ليس لدي معلومات عن غيري من الزملاء، ولكن عن نفسي أنا أرى أن المكتب الإعلامي بتكوينه الحالي وبهذه الطريقة ممتاز طالما أن مهمته المكلف بها هي الرصد والمتابعة، أما صناعة القرار الإعلامي تحتاج المواصفات التي قلت عليها سابقاً ولا شأن للمكتب الإعلامي بها، وأنا حييت إنشاء المكتب الإعلامي فور تشكيله وتمت دعوتي للقاء مع شبابه بالرئاسة وهم يقومون بدورهم على أكمل وجه في إطار مهمتهم، ولكن لا علاقة لهم بصناعة القرار الإعلامي ومن يطلب منهم صناعة القرار الإعلامي فهو أخرق، وقرار صناعة القرار الإعلامي ليس قرارهم، بل هو قرار الرئيس وحينما يريد صناعة القرار الإعلامي عليه الاستعانة بغير هؤلاء دونما الانتقاص من هؤلاء لأنهم في المستقبل قد يكونوا شيئاً كبيراً.
بمناسبة صناعة القرار الإعلامي هل ترى أن الإعلاميين الذين يرافقون الرئيس في سفرياته الخارجية يحتاجون إلى قرار تنظيمي من الرئاسة وأن ترك الأمر مفتوحاً يؤدي لوجود من يسببون حرجاً للدولة؟
– بالعكس، انتو عايزين ليه الرئيس يتدخل في اختيار من يسافر من الإعلاميين لتغطية زياراته؟.. فكل مؤسسة هي التي تختار الأكفأ والأقدر على أداء المهمة ومن الممكن أن يكون له تحفظات على أداء الرئيس أو فكره على يسار الرئيس، فكل مؤسسة حرة في اختيار من تراه مناسباً من صحفييها أو إعلامييها، وبعدين الإعلاميين اللي مسافرين مع الرئيس رايحين يغطوا الحدث مش رايحين يناظروا الرئيس أو يدخلوا معاه في مناظرات او جدل سياسي وانت مالك؟.. أنا بستاء جداً من زملائنا اللي بيسافروا مع الرئيس فبيخرجوا في المؤتمر الصحفي يطلعوا يقولوا آرائهم، يا فندم انت تطلع تقول سؤالك، المؤتمرات الصحفية مش معمولة عشان تطلع تقول رأيك، اللقاءات الخاصة ممكن تقول رأيك، إنما المؤتمرات الصحفية أمام مسئولين أجانب ودول تسأل السؤال، ويكون السؤال المقتضب المكثف البليغ، بدل الثرثرة اللي إحنا بنشوفها دي، إنما المشهد عندنا فهمينه غلط وعشان كده كل حاجة بتطلع غلط، يعني انت رايح كإعلامي مع الرئيس لا لكي تؤيده ولكن لكي تغطي حدثا مهما، يعني انت طالع عشان تقولنا ما يحدث هناك مش عشان حضرتك تقولنا رأيك، عايز تقول رأيك تعالى اتفضل كمحلل سياسي قول رأيك، والمؤسسة الصحفية أو الفضائية هي اللي تقدر تضبط هذا الأمر خصوصاً أنها هي التي تنفق على سفر الإعلاميين وليس الرئاسة، الرئاسة ما بتسفرش حد على حسابها، وهذا عكس أيام مبارك، فأيام مبارك كانوا يسافرون في الطائرة الرئاسية او على نفقة الرئاسة وبموافقة الرئاسة، ولكن اليوم أنت أمام مشهد عكسي تماما، أي حد عايز يسافر بيسافر متى كان عنده القدرة على دفع الكلفة، فالأمر أصبح مفتوحاً إلى حد يصل للفوضى وأصبحت تذكرة طيرانك هي طريقك لتغطية الرئاسة والسفر مع الرئيس، وهذا الأمر يحتاج إلى ضبط تنظيمي وليس سياسي، والحقيقة انه حينما نجد صحفيين يسببون حرجاً للرئيس أو للدولة في المؤتمرات الصحفيين لأنهم غير ملمين بطبيعة مهنة الصحافة وأنهم يجب عليهم عدم قول رأيهم فهذه مشكلتنا كصحفيين وكنقابة صحفيين وليست مشكلة الرئاسة وتحتاج لضوابط من منظومة الصحافة نفسها، فإحنا عندنا صحفيين بيطلعوا يصفقوا للرئيس في المؤتمرات الصحفية او يهتفوا، ولحظة تصفيق الصحفيين المصريين للرئيس في المؤتمرات الصحفية هي لحظة عار مهني بكل المقاييس وكان موضع تهكم وسخرية من الإعلام الغربي، وبالتالي نحن أمام مشهد لا يلوم فيه الصحفيين إلا أنفسهم، أصل الرئاسة هتعملهم ايه؟.. هتقولهم ما تصفقوش؟.. ومين قال إن الرئيس عارف إن ميثاق الشرف الصحفي ينص على عدم التصفيق؟.
ولكن عوام الناس لا يعرفون أن الرئاسة لا تقوم بتسفير الصحفيين ومن ثم يظل أي صحفي رافق الرئيس وادى أداء سيئا مهنيا محسوبا على الرئيس؟
– دور الإعلام هنا بقى انه يوضح للناس إن الرئاسة مش هي اللي بتسفر الصحفيين، وإن الصحفي مسئول من مؤسسته بكل تصرفاته، ولكن مشكلتنا إننا لسه عايشين في ابو قديمه، في كل شيء، سواء الجمهور السياسي أو الإعلاميين أو الصحفيين، وأبو قديمه ده هو اللي مخلينا ننسب أي تقصير في الاداء الإعلامي للرئاسة، مع إن الرئاسة مش هي اللي مختارة ولا مسفرة الصحفيين، ومن ثم فالرئيس لا يحاسب على أن صحفي ساله سؤالاً غبياً في مؤتمر صحفي، ولكن نحاسب الرئيس على تقصيره في دوره هو لو أدى في المؤتمر الصحفي بشكل سيء أو كان خطابه رديئاً.
ما حقيقة أن الرئيس السيسي يستشيرك في نقاط كثيرة من خطاباته وأنك تشارك في كتابة تلك الخطابات؟
– هذا الكلام محض وهم فالرئيس السيسي لا يستشيرني بالتأكيد ولا أظنه يستشير أحداً، وصناعة قرار الرئيس لا يدخل فيها لا مكتب سياسي لأنه مش موجود ولا مستشار سياسي لأنه مش موجود، فنحن لدينا مستشار للأمن القومي للرئيس ومستشار للأمن ومكافحة الإرهاب ومستشار قانوني ومكتب إعلامي، ومعندناش مكتب سياسي ولا أمانة سياسات أو لجنة سياسات ولا عندنا مستشار سياسي للرئيس، ومن ثم فكل قرارات الرئيس في تصوري تصدر بناء على اطلاعه على تقارير الأجهزة المعنية من رقابة إدارية ومخابرات عامة ومخابرات حربية وأمن وطني ولا يدخل فيها أي ورقة سياسية، وكذلك خطاباته لا يستشير فيها أحداً، وربما التبس الأمر عند البعض لأنني تحدثت عن خطاب سابق للرئيس قبل خطاب افتتاح قناة السويس الجديدة وقلت عن الرئيس لا يجب أن يرتجل وأنه يحتاج إلى كتابة خطاب بمواصفات كذا ورشحت شخصيات للمشاركة في الصياغة فلما الرئيس بدأ في خطاب قناة السويس أشار لمسالة الارتجال هذه، فبدا عند البعض الربط بيني وبين الخطاب، ولكن أنا علاقتي بخطابات الرئيس تتمثل في أنني أرى طوال الوقت وأقول هذا في التليفزيون إن الرئيس عليه الالتزام بخطاب مكتوب وأن يكون الارتجال في أضيق الحدود وبأقل كلمات ممكنة، إنما الارتجال قد يؤدي إلى أزمة في عدم إيصال المعنى خصوصا الجمل غير المكتملة وأيضا في الترجمة للغرب، فهذه الأمور يجب أن تكون حاضرة في ذهن الرئيس بقوة فضلاً عن أن بعض الأحداث في حياتنا في حاجة إلى خطاب مكتوب، يعني افتتاح قناة السويس كان في حاجة لخطاب مكتوب، وحينما جاء الرئيس بخطاب مكتوب فعلاً وجدناه يرتجل قبل أن يقرأ الخطاب ويرفض الالتزام بالخطاب المكتوب وبعد أن رفض الالتزام بالخطاب المكتوب في ارتجاله حسبما أعلن نجده بعد ذلك قرأ الخطاب المكتوب، فمثلاً افتتاح الدورة البرلمانية أنا لا أتصور أنه سيقول خطابا مرتجلا، ده خطاب العرش يعني خطاب الرئاسة وما ينفعش تطلع تقول خطاب مرتجل.
بمناسبة خطاب البرلمان.. هل تعتقد أننا سنشهد هذه اللحظة التاريخية؟
– سنشهدها طبعا، ولكن للأسف سيكون برلمانا خائبا، وأظن أن البرلمان سيكون موجوداً بآخر أسبوع في ديسمبر، ولو بالورقة والقلم سيكون في يناير أو فبراير على أقصى تقدير، ولكن المشهد سيكون منتج البرلمان المصري هذا العام لن يختلف عن برلمان 2012، وهتلاقي نواب مثل الذي رفع الأذان في برلمان الإخوان، ولكن هذه المرة لن نجد نواباً يؤذنون بل ممكن يهتفوا للسيسي، فمشهد برلمان 2015 لا أتفاءل به خيراً ولكنه ضروريا ومهماً جداً ولا نستطيع الاستغناء عنه، ولكن للأسف لن يقدم لنا برلمانا نحلم به بعد ثورتين.
قلت إن على الرئيس اتخاذ قرارات تثري الحياة السياسية وتؤدي بنا إلى برلمان حقيقي.. ما هي تلك القرارات؟
– أنا رأيي منذ تولى السيسي الحكم وأنا قلت هذا الكلام بوضوح إنه كان لازم يعمل المجالس المحلية المؤقتة فإحنا منذ 14 شهر بدون برلمان، تخيل لو كان عندنا منذ 12 شهرا مجالس محلية، بتحاسب رئيس الحي وتقيله طبقا للقانون وكمان طبقا للدستور في المجالس المحلية 54 ألف عضو منهم لابد ان يكون 25 ألف عضو شباب ومرأة، تخيل كان ممكن – واتمنى جريدة الشباب تتبنى هذه المسألة- كان ممكن تدخل كل شباب القوى السياسية والاحتجاجية والحزبية داخل عمل منظم ومؤثر في شارعه وفي الحي الذي يسكنه، وكنا هنلاقي المجالس الشعبية المحلية تتصدى للمشاكل المحلية الصغيرة بدلاً من أن رئيس الوزراء يترك أمور البلاد ويذهب لزيارة موقع عمارة انهارت أو غيره، فهذا كان سيؤدي لحيوية كبيرة ويسحب أيضا من ملعب الإخوان كثيرا، وعندنا 92 حزبا في مصر، كان ممكن يقول لكل حزب رشح لي 100 شابا منهم فكنت هتلاقي 9 آلاف حزبي في المجالس المحلية، وهؤلاء بعد 4 سنوات من العمل المحلي ممكن يكونوا هم نواب المستقبل، وهتكون الأحزاب وقتها بتشتغل وحية ومتفاعلة، ولكن للأسف هذا لم يحدث لأنه مفيش عندنا في مصر رؤية سياسية والدولة مش شغالة سياسة خالص لأنها لو شغالة سياسة كانت عملت كده.
في وزارة الشباب يوجد ما يسمى برلمان الطلائع وكثيرا يحدثوننا عن أنهم يعملون على صناعة برلمان المستقبل هل هذا يمكن يكون مفيدا فعلا؟
– أنا رأيي إن الفكرة مفيدة جدا وياريت يحصل ده، ولكن أنا متابعتهاش كويس عشان أشوف هل ده تستيف ورق ولا بجد، لكن انت عندك قاعدة في مراكز شباب مصر وحتى لو هنتكلم عن الـ 500 مركز شباب الكبرى على مستوى مصر، وعندك قاعدة اسمها قصور الثقافة أو بيوت الثقافة، دي دولة عبد الناصر، حب وإكره زي ما انت عايز لكن دي قاعدة موجودة انت مش مستخدمها حتى لإطلاق وعي الناس، يعني انت كدولة بتقول إنك بتحارب الإرهاب، طيب تقدر تقولي الـ 230 سينما اللي في قصور الثقافة مقفولة ليه؟.. ده صندوق تحيا مصر مفروض يمول آلات العرض السينمائية الديجيتال دلوقتي مش زي زمان يعني.
ممكن يكون الرد طيب هفتح دور العرض وأعرض فيها ايه وأنا معنديش إنتاج سينمائي؟
– الدولة تنتج أفلام سينما، وسؤال أنا هعرض ايه يفتح باب إنك لازم تنتج عشان تحمي صناعة السينما، وهذا سهل جدا لأننا عندنا فعلا برنامج لدعم الإنتاج السينمائي بيتقدم على إنه قرض، ممكن بقى أشجع رجال الأعمال على الانتاج الخاص و أعملهم شركة إنتاج سينمائي، أو أشجع إنشاء بنك باسم بنك السينما، عشان لما هتنتج 200 فيلم هتغير دماغ الناس وهتعيد الصناعة دي، وكمان أقضى على الأوهام بتاعة إن الفلوس بتيجي من الرصف والطرق و الحفر، فالمتحف المصري الكبير الذي سيفتتح قريبا سيدر لنا دخلا يساوي دخل قناة السويس، والسينما تقدر تخلي إيرادها يساوي إيراد المصريين في الخارج فضلا عن التأثير الوجداني والقوة الناعمة، فالخيال هو ما يجعلنا نفكر هكذا.
بمناسبة كلامك عن السينما والثقافة.. لابد أن نسألك عن الأزمة الموجود بين المثقفين والسينمائيين ووزير الثقافة الحالي؟
– ما هو في المنطقة دي لو الدولة عندها خيال خلاق وعايز تنهض بالثقافة والسينما.. تجيب عبد الواحد النبوي وزير ثقافة ازاى؟.. فالدولة معندهاش خيال ومش عايز تنهض بالثافة ولا السينما بدليل إنها جايبة عبد الواحد النبوي وزير ثقافة.
ما هو وجه اعتراضك على عبد الواحد النبوي؟
– وجه اعتراضي إنه موظف، هل أحد منا قرأ له بحثا أو دراسة سابقة أو من نجوم المؤتمرات الثقافية هل أحد منا ضبطه متفاعلا مع الحياة الثقافية في مصر؟.. هل مثلا كان واحدا من الذين وقفوا مع المثقفين المصريين في مواجهة علاء عبد العزيز وزير الثقافة الإخواني بالاحتجاج أو بالفعل أو بأي شيء ينم عن أننا أمام شخص فاعل ثقافي؟.. إزاى تجيب حد مش فاعل ثقافي وتعينه وزير ثقافة؟.. الفاعل الثقافي ده مفروض يكون موجود في كل مؤتمر أو ندوة ثقافية او له دوره في اكتشاف كتاب أو يتفاعل مع مهرجانات ويكون له كل شهر ندوة ثقافية مثلاً، أو لديه خطة لتطوير وزارة الثقافة، فيه ناس ممكن يكونوا مغمورين ولكن لهم خطة لتطوير وزارة الثقافة فبتشوفها خطة ممتازها وتقولهم تعالوا نفذوها.. فهل عبد الواحد النبوي عمل خطة؟.. الإجابة: لا، فهل ضبط في يوم كاتب أي دراسة أو مقال عن أفق تغيير وزارة الثقافة والوضع الثقافي في مصر؟.. لا، يبقى هو على المستوى الفعلي والنظري والأكاديمي مش موجود في عالم الثقافة مطلقاً، وعلى مستوى النجومية والجماهيرية كنجم ثقافي مش موجود ..إذن انت جايبه عشان موظف طيع، يعني انت مش عايز واحد فاعل ثقافي ولا محرض ولا منور انت عايز حد موظف يتلقى التعليمات وينفذها، خصوصا لما يكون ده خليفة جابر عصفور، يبقى انت بتعند معانا، يعني بعد ما جايب مثقف كبير ومفكر، وانت كدولة مش طايق كونه مفكرا، وسيبك بقى أدائه كوزير ثقافة، ده النظام مش طايق كونه مفكر، ومش طايق المقالات اللي بيكتبها وبيخاصم فيها مواقف للأزهر ومش عايز يتحملها.. ليه؟.. لأنه شايف وزير الثقافة موظف ومش قادر يشوفه مفكر.
ولكن ممكن يكون فيه رأي بيقول إن النظام شاف إن جابر عصفور كان بيصطدم بالقاعدة العريضة بمقالاته اللي بيهاجم فيها الأزهر؟
– وايه يعني ما يصطدم.. فالدور المهم لوزارة الثقافة إنها تشتبك وتصطدم وتضرب على الثابت الجامد وتغيره وتجدده.
ممكن يكون الظرف غير مناسب لهذا التجديد؟
– عمر الظرف ما هيكون مناسب بالطريقة دي.. لأنه عمر الظرف ما هيكون مناسب لأنك تطرح فكرا جديدا، فأي فكر جديد سيخاصم بالطبع، فمتى يكون الوقت مناسب أكثر من أن المجتمع المصري اكتشف المتاجرين بالدين واكتشف إنهم كدابين، وان المجتمع المصري اكتشف ان هويته هوية مصرية وأن يتعايش المسلم مع المسيحي ولا يفرض عليه لا شكل ولا زي ولا خلافه، متى يكون الوقت مناسبا أكثر من ذلك؟.. ثورة 30 يونيو كانت ثورة للهوية المصرية في مواجهة الهوية المستوردة، أحنا ضيعنا الوقت المناسب على فكرة، متى يكون الوقت مناسب أكثر من رئيس الجمهورية يطلع يقولك إحنا عايزين ثورة دينية؟
ولكن هل تستوعب البيئة المجتمعية التي تعج بالأمية حاليا الإنتاج السينمائي والثقافي المتجدد؟.. ألا نحتاج لتأهيل المجتمع تعليميا أولا؟
– انت بتأهلها بالفن الجيد، وكون المتلقي مش متعلم مش أزمة، لان المتعلم في مصر جاهل زيه زي غيره من غير المتعلمين، احنا عندنا 95 % من طلبة التعليم الأساسي لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، وهل يعني المتلقي كان متعلم ايام فاتن حمامة وعمر الشريف وزكي رستم وأيام ما كانت السينما المصرية رقم 2 في الدخل القومي؟.. انما أنا بتكلم عن السينما المصرية حاليا في العيد الماضي 4 أفلام فقط ربحت 30 مليون جنيه، وهذا رقم لا تحققه المصانع، قولي فين المصنع اللي هيعملي في 4 ايام فقط 30 مليون جنيه؟.. قولي منتج في صر ممكن يتباع في اليوم بـ 4 ونصف مليون جنيه؟.. مفيش طبعا، إذن انت لازم تاخد بالك ان فيه جمهور العب على وعيه وطور فيه.. وبعدين مين قال ان السينما لازم تبقى لون واحد؟.. ما إنت لما تعمل 200 فيلم في السنة لازم تبقى متنوع، فيه 400 فيلم أمريكي سنويا منهم 25 فقط يرشحون للأوسكار، وبعدين تدوير الصناعة دي وانقاذها، فإحنا طول الوقت ربنا رزقنا بالقوة الخشنة أي الجيش والقوة الناعمة اللي هي الفن والثقافة، إحنا معندناش بترول صحيح لكن عندنا نور الشريف، وعندنا عادل إمام وغيرهما.. هم دول بترولنا، انت لا قادر تنقب ولا تصدر ولا تكرر طيب نعملك إيه بقى؟
هل توجد مراكز قوى في مصر حاليا كما يصور البعض وأنها تعوق طموح الرئيس؟
– لا توجد مراكز قوى في مصر، ولكن يوجد حالة تخبط لدى الأجهزة ومؤسسات الدولة، فمثلا ما أعاق تجديد الخطاب الديني في مصر كما يريده الرئيس هو تقارير الأجهزة الأمنية في تصوري، فهي التي قالت له إن الوقت غير مناسب والأوضاع ملتهبة، ولذلك تجد في خطابات الرئيس قصة الخطاب الديني مرة تكون مطالبته بها عالية قوي، ومرة هادية جدا حسب التقارير اللي بتجيله قبل كل خطاب حسبما أعتقد.
هل يعني هذا أننا أمام أزمة ثقة.. وأن الرئيس لا يثق إلا في أشخاص بعينهم؟
– رأيي أن الرئيس يثق في الأجهزة وليس في أشخاص، فضلا عن انه بقراءة قرارات الرئيس وخطابات الرئيس نجد أن الرئيس السيسي لا يزال مؤمنا باللواءات والموظفين التابعين للدولة أو المرتبطين بالدولة بشكل مباشر، وهذا نهج لا أظن أن مصر ستتحمل استمراره، فهذا نهج يقوم على أن صندوق الاختيار لا يخرج عن إطار اللواءات والموظفين دون غيرهم.
بعد الثورة وجهت لوما لنظام مبارك وقلت إنك اكتشفت أنه تحالف مع الإخوان ولم يواجههم كما كان يزعم وأنهم ظهروا بعد الثورة أقوى.. فهل وأنت رئيس تحرير جريدة الدستور قبل الثورة كنت ستصمت ولن تصطدم بنظام مبارك في جريدتك لو كان واجه الإخوان وقتها؟
– أنا طبعا كنت سأصطدم بنظام مبارك من أجل الإخوان طوال ما هو لم يقدم لنا ما يثبت خيانتهم للوطن وتحالفاتهم الخارجية وتمويلاتهم، فنظام مبارك ساعد في صناعة كذبة الإخوان ولم يعريهم ولم يجتمع بالمعارضة ويعرض عليها الحقائق بشأن الإخوان، وبالتالي فالرأي العام لم يعرف تلك الحقائق إلا بعد الثورة، وحتى حينما كان نظام مبارك يقدم أي إخواني لمحاكمات عادية او عسكرية تكون مكتومة الصوت ولا معلومة تخرج عن تفاصيلها فظل الإخوان لغزا، فضلا عن كون محاكماتهم كانت عسكرية فهذا وضع طيلة الوقت علامات استفهام حول مدى استقلاليتها، فالحاصل إن نظام مبارك طوال الوقت نمى الإخوان جدا ورعاهم بدليل أنه ترك لنا الإخوان وهم أقوى تنظيم مالي في مصر ومخترقين أجهزة الدولة، ومن ثم فهو لم يكن يحارب الإخوان مطلقا ولا يوجد دليل على ذلك ولم يقدم لنا أية حقيقة عنهم.
هل يعني ذلك أن نظام مبارك ساهم في خداعك وخداع المصريين بشأن الإخوان؟
– بالطبع 100 %، فضلا عن الإخوان أنفسهم وقدرتهم على الكذب والمراوغة.
لماذا هاجمت عزم الرئيس في وقت من الأوقات إصدار قانون لتجريم إهانة ثورتي 25 يناير و30 يونيو؟
– الحمد لله إن الرئيس لم يصدر هذا القانون، أصل إيه 25 يناير دي اللي هنمنمع الناس من انتقادها وكأنها البقرة المقدسة ولا 30 يونيو التي نريد تحويلها إلى عجل مقدس أو صنم نتعبد له ولا يجب الهجوم عليه، فانا احسب نفسي من الرموز التي خرجت وشاركت في ثورة 25 يناير وكذلك في 30 يونيو ولكن اللي عايز يشتم فيها يشتم ده حقه، وحق كل واحد يقول رأيه، وحتى الآن فيه ناس بتقول على ثورة 23 يوليو إنها انقلاب او حركة ولم تضار ثورة يوليو في شيء، فاللي عايز يقول حاجة يقولها، والحقيقة فيه حاجات كثيرة هبلة حصلت بعد 25 يناير تستحق الهجوم والانتقاد.