إسلام وهبان
بعد جدل استمر لشهور، حول إعلان أم كلثوم، ابنة الأديب العالمي نجيب محفوظ، عن عدم رغبتها في تجديد التعاقد على حقوق نشر أعمال والدها مع دار الشروق، والذي من المقرر أن ينتهي عقدها بنهاية أبريل 2022، أعلنت دار ديوان للنشر خلال الأيام الماضية عن حصولها على حقوق نشر أعمال نجيب محفوظ، الورقية والصوتية والإلكترونية، لمدة 15 عاما، مع عدم الإفصاح عن قيمة التعاقد بين الطرفين.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت “ديوان” – التي عرفها القارئ لسنوات طويلة كسلسلة مكتبات شهيرة في القاهرة وبعض المحافظات – عن اختيارها لمجموعة من النقاد وأساتذة الأدب، لتشكيل لجنة لمراجعة أعمال نجيب محفوظ، وتتكون هذه اللجنة من: الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب بجامعة القاهرة، ورئيس تحرير مجلة فصول، والدكتور محمد بدوي، أستاذ الأدب بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، والناقد محمد شعير، مدير تحرير جريدة أخبار الأدب، والناقد مصطفى بيومي، والشاعر والمترجم أحمد شافعي، والكاتب أحمد القرملاوي، مدير النشر بدار ديوان، ومنسقا للجنة.
وللتعرف على مهام هذه اللجنة، وأسباب اختيارها، وكذلك سياسات النشر بدار ديوان، ومعايير اختيار الأعمال لديها، أجرى إعلام دوت كوم، حوارا مع الكاتب أحمد القرملاوي، مدير النشر بالدار، الذي تحدث عن نشاط دار ديوان، وتفاصيل أهم الإصدارات التي من المقرر طرحها خلال الفترة المقبلة، ومشاركتها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2022، وذلك من خلال التصريحات التالية:
1- قد لا يعلم البعض أن “ديوان” أو شركة الشرق للمكتبات، تحمل منذ تأسيسها، رخصة للنشر، وأنها بدأت بالفعل في نشر عدد من الأعمال باللغة الإنجليزية منذ ما يقرب من عام ونصف، وأن هناك اتجاه لديها لنشر أعمال باللغة العربية منذ فترة قبل سعيها للحصول على حقوق الملكية لأعمال نجيب محفوظ.
2- أرى أن حالة الجدل التي أثيرت حول مشروع نشر أعمال نجيب محفوظ، شيء جيد وضروري للغاية، ووجود تخوفات من المساس بأعمال أديب نوبل هو حق مشروع، فمحفوظ هو أهم إرث ثقافي في الأدب العربي المعاصر، ولا يمكن أن تحتكره دار أو جهة بعينها.
3- لجنة مراجعة أعمال نجيب محفوظ، هدفها الأساسي هو الوصول لأدق صورة مطابقة لما كتبه محفوظ نفسه، وليس الرقابة أو الحذف، فالكل يعلم أن كثير من الأعمال كُتبت وتم نشرها على مراحل مختلفة، ووسط ظروف خاصة، فهناك مثلا أعمال نشرت في شكل سلسلة حلقات في الصحف ثم تم تجميعها في كتاب، وهناك أعمال أخرى مثل “أولاد حارتنا” كانت ممنوعة من النشر في مصر، ثم نُشرت في طبعات ببيروت، قال كثير من النقاد والباحثين أنها نشرت بعد حذف بعض المقاطع ، قبل أن تقوم دار الشروق بنشرها بصورتها التي نُشرت بالأهرام دون حذف، وبالتالي فإن وجود اختلاف في بعض الطبعات، يحتم علينا إعادة البحث والتدقيق في أرشيف نجيب محفوظ من مسودات وأرشيف الصحف والمجلات للوصول إلى أدق وأقرب صورة لهذه الأعمال، وذلك هو دور الأساسي.
4- لقد سبقت دار الشروق في مراجعة وتحقيق أعمال نجيب محفوظ، وكان لها دور كبير للغاية في ذلك، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك الدور الهام، ولا أرى أي صراع أو خلاف بين ما قدمته دار الشروق وما ستقوم به دار ديوان، وضد كل ما يُقال حول إصدار دار الشروق طبعة جديدة من الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ، أو أن هذه الخطوة لمحاولة حرق الأرض أمام ديوان، لأن هذه غير منطقي، فمن المؤكد أن هذا المشروع ليس وليد يوم وليلة، بل جهد سنوات من المراجعة والتدقيق من فريق الشروق، وأرى أن “محفوظ” لا يحترق، وسيظل تقديم أعمال محفوظ للأجيال الجديدة مهمة كبيرة لن تتوقف عند ناشر أو جماعة أدبية واحدة.
5- أعتقد أن الأسماء التي تم اختيارها لتشكيل لجنة مراجعة أعمال نجيب محفوظ، هي قامات أدبية ونقدية ومن أكثر الأسماء اهتماما وحرصا على أدب نجيب محفوظ، ومن المقرر أن تبدأ اللجنة عملها خلال أيام، على أن تكون الأعمال جاهزة لطرحها بالمكتبات أول مايو المقبل، كما أن الدار تعمل حاليا على إنتاج نسخ صوتية جديدة لأعمال محفوظ على منصات الكتب الصوتية.
6- دار “ديوان” تأتي من خلفية المكتبات، وتقديم الطيف الواسع من الإصدارات، والاهتمام بالتنوع وإشباع اهتمامات القراء المختلفة، لذا سياسات النشر لدينا تعتمد على تنوع الإصدارات وعدم حصرها في لون أدبي أو أصناف إبداعية بعينها، فستجد أعمال روائية وقصصية ودواوين شعرية فصحى وعامية، وترجمات ودراسات نقدية وكتابات متخصصة، وكتب أطفال وإصدارات أجنبية وغيرها من أطياف الكتابة الإبداعية. وهدفنا الأساسي هو تقديم الأعمال والمواهب المتميزة، لذا ستجد أن أول أصدار أعلنا عنه هو ديوان بالعامية للشاعر والسيناريست محمود عزت، بعنوان “قطط الكهوف”.
7- الجمال ونشر المعرفة وتقديم شيء جديد هي المعايير الأساسية لاختيار الأعمال، ونعمل حاليا على العديد من الأعمال لطرحها خلال الأسابيع المقبلة للمشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2022.
8- هناك عدد من الأسماء المطروحة من الفنانين لتولي مهمة إخراج وتصميم أغلفة أعمال نجيب محفوظ، ولكن لم يتم الاستقرار على اسم بعينه حتى الآن.
9- بالتأكيد عملي بالنشر تجربة مهمة قد تؤثر على إنتاجي الأدبي، لكن أعتقد أنه سيزيد خبراتي واكتشاف عوالم جديدة في الأدب والفنون والتعرف على جوانب جديدة في صناعة النشر، والاحتكاك بطيف أوسع من الأبداع سيزيد من حصيلتي المعرفية والإنسانية.
10- هناك فجوات كثيرة في النشر العربي، ونسعى لأن نكون حلقة وصل بين الكاتب العربي والسوق العالمي، وسد الفراغات في ألوان إبداعية مختلفة كالفنون التشكيلية والمسرح والكوميكس والكتابات الفلسفية، والإصدارات المترجمة من العربية للغات أخرى، فنحن لا نُتَرجم بالقدر الذي يستحقه الأدب العربي والمصري.
11- لا أعتقد أن حصول منصة هنداوي على حقوق إتاحة أعمال محفوظ إلكترونيا بالمجان سيؤثر على دور ديوان أو على مبيعات أعمال محفوظ، فمنصة هنداوي، تتيح العديد من الكتب الإلكترونية على منصتها لكبار الأدباء والمفكرين، في حين تباع مؤلفاتهم في المكتبات وفي المنصات الإلكترونية بنفس معدلاتها السابقة، وهناك فرص للتعاون مع مؤسسة هنداوي أكبر بكثير من فكرة التأثير على مبيعات الكتاب الورقي، وهو ما بدأ بالفعل خلال الفترة السابقة. كما أن العقد ينص على أن ديوان لها حقوق النشر الورقية والصوتية والإلكترونية لأعمال محفوظ، وسنقوم خلال الفترة المقبلة بإتاحاتها إلكترونيا على منصات عالمية أخرى وليست هنداوي فقط.