هنعيد ونزيد ومفيش فايدة، إذن لماذا أكتب ؟ الحقيقة أننى لا أفعل ذلك “تقضية واجب”،بل لأنه فرض عين .
فى كل مرة نواجه أزمة مهنية بسبب التقصير فى نقل الحقيقة للمتلقى ( قارىء، مشاهد،مستمع) ، نتبادل الاتهامات بأننا غير معفيين من تحمل المسئولية،وأنه لا بد من تصحيح الوضع فى المرات المقبلة، ثم تمضى الأيام، وتمضي الحادثة كغيرها مرور الكرام، ولا أحد يهتم بتصحيح المسار لمهنة باتت تحتضر بكل وضوح.
من الواضح والجلي أننى أشير لحادث تفجير شبرا ، والذى قد يصبح بعد أيام محض ذكرى أمام حوادث لا بد ستقع إلى مدى لا يعلمه إلا الله ، وبكل وضوح أيضاً فأنا لا أعنى الحادث فى ذاته مع التغطية التى واكبته ، زملائي الأعزاء: دعونا نعترف بأننا نصنع إعلاماً لا يسمن ولا يغنى من جوع، إعلاماً لا يحقق للقارئ احتياجاته التى ينتظرها مننا ، ولا يجيب على أسئلته ، ..ولا يمتعه.
زملائي الأعزاء: أمامنا تحديات كثيرة ومتنوعة وكبيرة، لا يمكن أن نلقي بالحمولة على أكتاف الغير ،خاصةً إذا كان من مصلحته عدم تواجدنا من الأساس ، أعزائي.. إن مهنتنا هى مهنة التحدى والمخاطرة والمشاكسة .. ليس إلا.
أخشى أننا نقف أمام أنفسنا فى القريب،ولا نجد الإجابة عما هى طبيعة مهنتنا ، أو ماذا نعمل من الأساس ؟! ، حوار داخلي على مستوى المهنة ، يشمل كل تخصصاتها الحديثة، هو أمر ضرورى لا غنى عنه ، ونقد ذاتى حقيقى يدرك أننا أمام مرحلة فاصلة فى تاريخ المهنة ، هو مسألة محسومة ، ومحاسبة حقيقية لمن يسيء للمهنة أمر لا مفر منه ، وتطوير أدواتنا لتناسب العصر وتلبي احتياجات جمهورنا هى أداة النجاة الوحيدة ، وأن نقدم للأجيال الجديدة نماذج مهنية يتطلعون لها هى مسألة تتعلق بكرامتنا المهنية.
صدقونى هذه فرصتنا قبل أن يلفظنا الجميع، قبل أن نجد أنفسنا فى مفترق طرق لا تؤدى إلا إلى نهايات جميعها لا تليق بنا.