سيد محمود
المومياء
سكورسيزي: قمت بترميم الفيلمين بناء على اتفاق مع وزارة الثقافة المصرية
مفاجأة.. “شكاوى الفلاح الفصيح”.. أيضا ملك مؤسسة “فونديشن سينما” وتم ترميمه
آخر الأزمات التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط السينمائية، ظهور نسخة مرممة بتقنية “4K” عالية الجودة لفيلم “المومياء” تحمل عنوان مؤسسة المخرج العالمي مارتن سكورسيزي على اليوتيوب، مشاركة برعاة آخرين وهم متحف وخطوط الطيران القطري.
اهتم الجميع بفيلم “المومياء” مع أن مالا يعرفه كثيرون هو أن سكورسيزي لديه النسخة الأصلية من فيلم شادي عبد السلام القصير “شكاوي الفلاح الفصيح”، وأعلن رسميا ترميمها، ولكن لصالح مكتبة الإسكندرية، ومن نيجاتيف المركز القومي للسينما أيضا، كما هو موضح على النسخة المرممة من مؤسسته.
هو يؤكد بأنها ملك لأصحابها، ولديه أفلام مرممة لأكثر من 27 دولة، ولكن سعت الجهات المسؤولة في هذه الدول للتعاون والبحث عن الحقوق الخاصة بهذه الأفلام، إذن لدي سكورسيزي فيلمان مصريان وليس فيلم واحد.
“شاهدت النسخة المرممة “4K” وكأنها من إنتاج هذا العام بجودة تفوق التصوير الديجيتال الحالي للأفلام، صوت وصورة واضحين..
ولكن يبدو أن الجدل لن يتوقف إلا بإعادة نسخة رسمية من مؤسسة” سكورسيزي “.. وهو جدل لم يكن وليد اليوم، فقد سبق أن طرحت تساؤلات عدة حول مصير النسخة الأصلية للفيلم، والتي قيل إنها بحوزة المخرج مارتن سكورسيزي منذ عام 2009، بناء على طلب من وزارة الثقافة المصرية لترميمها لصالح مصر نظير مبلغ دفع حينها وهو 50 ألف يورو، البعض أكدوا بأن النسخة الأصلية انتقلت بالفعل إلى حوزة مؤسسة سكورسيزي، ورممت وبيعت نسخ منها لمتحف وخطوط طيران قطر، وآخرين ومنهم الدكتور خالد عبد الجليل الذي قال لي بأن النسخة الأصلية موجودة في ثلاجات شركة السينما التي يرأسها، ويمكن لمن يريد التأكد من ذلك معاينتها بنفسه، مشيرا إلى أن نسخ كثيرة من أفلام مصرية منها الاختيار تبث على الإنترنت، وأنه ليس معنى عرض نسخة عالية الجودة على الإنترنت، أن النسخة الأصلية ليست في الحفظ والصون – على حد قوله- فالأفلام المصرية والأجنبية تعرض منها نسخ عالية الجودة على الإنترنت، وبأنه أجرى إتصالات مع شركة اليوتيوب، وسيتم وضع حلول جذرية لعمليات بث أفلام مصرية دون وجه حق، وسيتم توقيع عقود من أجل ذلك حفاظا على تراث السينما المصرية.
إلى هنا ينتهي كلام دكتور خالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة لشؤون السينما- رئيس الرقابة على المصنفات الفنية ،كرد على ما أثير من بث نسخة عالية الجودة على الإنترنت.. ولكن كيف وصلت هذه النسخة إلى يوتيوب..؟
ما لا يعرفه كثيرون أن تعاون سينمائي تم بين مؤسسة قطر للأفلام، ومتحف قطر الوطني منذ فترة على ترميم أفلام عربية، قد لا يكون فيلم “المومياء” آخرها، وبدعم من صندوق الدعم بالمؤسسة، ويعد “المومياء” أول هذه الأفلام، فالمبلغ المدفوع من قبل وزارة الثقافة المصرية 50 ألف يورو، وكثيرون يعلمون به، لا يكفي للترمم ومن ثم جاءت مشاركة متحف قطر الوطني كراع بدفع مبلغ يستكمل به الترميم، وتم دون مخاطبة مصر، ووصلت النسخة المرممة لأحد الشخصيات قام برفعها لتأكيد معلومة أنها رممت.. من خلال هذه المؤسسة.
مؤسسة “فونديشين سينما” ليست تجارية ولا تهدف إلى الربح طبقا لما هو مدون على الموقع الرسمي لها ومرفق بصورة لمؤسسها سكوسيرزي: “مؤسسة الأفلام هي منظمة غير ربحية تأسست عام 1990 مكرسة لحماية تاريخ الصور المتحركة والحفاظ عليها من خلال العمل بالشراكة مع الأرشيفات والاستوديوهات، ساعدت المؤسسة في استعادة أكثر من 900 فيلم، والتي أصبحت متاحة للجمهور من خلال البرمجة في المهرجانات والمتاحف والمؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم. استعاد مشروع السينما العالمية التابع لمؤسسة الأفلام 46 فيلماً من 27 دولة مختلفة تمثل التنوع الغني للسينما العالمية. المنهاج التعليمي المجاني للمؤسسة، قصص الأفلام، يعلم الشباب- أكثر من 10 ملايين حتى الآن- لغة بلاد هذه الأفلام وتاريخها”.
وهنا يتأكد بأنه لا توجد سوء نوايا في بث نسخة مرممة بتقنية “4K”، لكن يوجد تقصير من قبل وزارة الثقافة في التواصل مع هذه المؤسسة والحصول على حقوق، أو على الأقل نسخة مرممة، أو إعادة النسخة المصرية.
من الواضح من خلال موقع الشركة الرسمي، أن مارتن سكورسيزى يعترف بشكل واضح أنه يهدف من خلال ترميمة إلى الفيلم، الحفاظ عليه، وخصص له صفحة كاملة بموقع المؤسسة، كتب فيه شرحا مفصلا عن قصة الفيلم، وأشاد به منذ 2009، ومن بين السطور التى وقعها باسمه “تمكن المخرج شادي عبد السلام بطريقة ما من معالجة موضوع مهم جدا، هل نحن مضطرون إلى أن نهب تراثنا وكل ما قدسه أجدادنا من أجل الحفاظ على أنفسنا في الحاضر والمستقبل؟ ما هي بالضبط علاقتنا بالماضي؟ الصورة لها إحساس بالتاريخ لا مثيل له، وليس من المستغرب على الإطلاق أن يوافق روبرتو روسيليني على وضع اسمه على هذا المشروع بعد قراءة السيناريو. وفي النهاية، الفيلم هو بشكل غريب، وحتى مؤلم- عن الدفن الأبدي، والفهم النهائي لمن نحن وما نحن… أنا متحمس للغاية لاستعادة تحفة شادي عبد السلام إلى رونقها الأصلي، ووقع مارتن سكورسيزي، مايو 2009 “.
المفاجأة التي يغفلها كثيرون هى أن سكورسيزي يؤكد على إنه “تم استخدام الكاميرا الأصلية مقاس 35 مل والنيجاتيف الصوتية المحفوظة بالمركز القومي المصري للسينما بالجيزة في ترميم فيلم المومياء. وتمت الاستعادة الرقمية بطرق خاصة وبمقياس داخلي جديد مقاس 35 ملم. وتمت عملية الترميم بدعم من وزارة الثقافة المصرية “.
وهذا اعتراف رسمي مهم من موقع المؤسسة بأن هناك نسخة أصلية ورممت لصالح وزارة الثقافة المصرية، فلماذا كل هذا الجدل، وهذه الأزمة المحيطة بالفيلم.. فأقل ما يمكن فعله هو التواصل مع سكورسيزى من خلال إيميلات هذه المؤسسة ومعرفة كيفية استعادة النسخ المرممة سواء كانت هي النسخة “نيجاتيف” الأصلية التي صورها بنفسه المخرج الراحل شادي عبد السلام أم نسخة” بوستيف”!!
وبالطبع طالما تتضمن مقتنيات الشركة نيجاتيف مرمم آخر وهو للفيلم القصير للمخرج شادي عبد السلام “شكاوى الفلاح الفصيح”، إذن وجب البحث عما خرج من أفلام مصرية للترميم في الخارج وبأي صورة خرج، والبحث عن طرق لاستعادته طالما أن من قام بالترميم يعترف بأنها ملك لوزارة الثقافة المصرية، وهنا يمنع بيعها أو منحها لجهات أو دول أخرى دون حقوق.