“أسد بـ يحكم مملكة
روحه فـ بته اللي ما جابش غيرها
تقوم تتعتر فـ ضبع خسيس
تهواه ويصير روحها فيه
وجابت منه ذرية
هو نور عينها
دحلاب وسخ
الأسد خده فـ كنفه
ورفع شانه
وعمله دراعه اليمين
وتشاء العناية الإلهية
إن الأسد يعرف إن الضبع قام بـ وشاية
تودي الأسد في ستين داهية
ويورث هو الملك كلاته
لا يقدر يقتله ولا يقدر يسايره
تفتكر يعمل إيه يا سيد إبراهيم؟”
ده اللغز اللي قاله المعلم فارس لـ إبراهيم الأبيض كـ شرط، إذا حله، يتبسملوا ويعتمدوا ويبقوا رابطهم زي حبل الوريد، بس معناه إيه الكلام ده؟ وإيه حل اللغز؟
فارس هو معلم زي زرزور في الحجم، والممثل اللي قام بـ المشهد ده هو محمد أبو الوفا وارد قصور الثقافة، وهو اللي عمل “الريس جمعة” في فيلم “الجزيرة” لكن مشهده في إبراهيم الأبيض بـ كل اللي اشتغله فـ العشر سنين، والمشهد كمان ما كانش ينفع بـ حد غيره.
اللي خلى فارس يقبل وجود حد خطر زي إبراهيم فـ رجالته، هو وقوعه في مشكلة، محدش هـ يعرف يحلهاله غير إبراهيم، المشكلة إن بنت المعلم فارس اتعرفت على عيل صايع، وحبته، فـ جوزهم لـ بعض.
الواد الصايع عرف سر عن المعلم فارس، السر يوديه فـ داهية، ولو راح فيها، الواد ده هـ يورث مملكة المعلم فارس. هو ما يقدرش يقتله، وما يقدرش يسيبه بـ السر ده، وما يقدرش يلجأ لـ حد من رجالته، فـ كان لازم يعتمد على حد تاني.
حد قلبه ميت زي إبراهيم الأبيض، اللي كمان بـ يصون سر سيده (حتى لو كان شايف إنه مالوش سيد، وبـ يكررها تلات مرات) لكن ده مش مهم بـ النسبة لـ المعلم فارس، ولا مهم هو ساب “سيده” ليه (دي دواخلك ما تستوقفنيش)
المهم دلوقتي إن إبراهيم الأبيض يقدم لـ المعلم فارس استشارة بـ خصوص جوز بنته ده، يقدم له الاستشارة من غير ما يقول له الكلام ده صراحة، لـ إن دي موضوعات حساسة، ما ينفعش تتقال صراحة، علشان لو إبراهيم رفض، يبقى ما سمعش حاجة، فـ الرهان الأول على ذكاء إبراهيم.
بس الاستشارة أسهل كتير من تنفيذها، فـ المطلوب التاني هو إن إبراهيم ينفذ الاستشارة اللي هو نفسه قدمها، وبرضه من غير ما حد يطلب منه حاجة، علشان كده كانت تركيبة المشهد كده.
مقدمة من الحاج فارس، لـ حد ما يوصل لـ اللغز، وأظنه دلوقتي بقى واضح: الأسد هو المعلم فارس نفسه، والعيل الصايع هو الضبع الدحلاب الوسخ، وحل إبراهيم كان قطع لسان الواد علشان ما يعرفش يبوح بـ السر (دي ناس لا بـ تقرا ولا بـ تكتب) وهو طبعا اللي هـ يقطعهوله.
وإحنا عرفنا منين كل الكلام ده؟
ما هو علشان ده موجود فـ المشهد، إبراهيم بـ يدخل ع الواد، وبـ يركعه، ويطلع له لسانه ويقطعهوله، بعد ما قال الحل وهو بـ يضحك ضحكته الهيسترية.
المشهد ده له أبطال كتير: عباس أبو الحسن ومروان حامد كـ سيناريست ومخرج اجتهدوا في إن المشهد ما يبقاش مباشر، وإننا نشوف “دواخل إبراهيم” اللي ما استوقفتش المعلم فارس: أمه وحورية، كلام أمه وريحة حورية، ابتسامة أمه ومنديل حورية، وخبطة راسه فـ الحيط، وهو رايح ينتحر، بعد ما ساب عزرائيل وراح لـ ملك الموت (قد إيه لغة الحوار كانت شاعرية وتنفع قصيدة)
محمد أبو الوفا والسقا مفهومين كـ ممثلين، خصوصا أبو الوفا، بـ أداؤه اللي فيه من المسرح وفيه من الإذاعة، إضافة لـ السينما. وبـ الأخص الأخص نظرته في نهاية المشهد، نظرة الانتصار اللي ما تعرفش هو انتصار بـ “الديل” اللي تم بينه وبين إبراهيم، ولا انتصار بـ تنفيذ المشهد العبقري ده.
لكن من أبطال المشهد ده تلاتة كمان: خالد مرعي وهشام نزيه وأدهم السعيد.
دول بقى اللي هـ نشوفهم المشهد الجاي.