ردود فعل واسعة حققها فيلم “الكاهن” للمخرج عثمان أبو لبن، منذ طرحه في دور العرض قبل أيام، سواء حول القصة الجدلية التي يتناولها الفيلم، أو أداء الأبطال، أو جودة مشاهد الأكشن التي تألق خلالها المونتير عبد الرحمن كرم الدين، ولفتت انتباه الجمهور خلال العرض.
عن بداياته في مجال المونتاج، وتجربته في فيلم “الكاهن”، وأبرز الصعوبات التي واجهته في الأعمال السينمائية، وتجاربه الفنية المختلفة سواء في السينما أو الدراما، كان لـ عبد الرحمن كرم الدين هذه التصريحات عبر إعلام دوت كوم..
1- لم أدرس في معهد السينما، بل تخرجت في كلية العلوم قسم الجيولوجيا، لكن نظرا لحبي الشديد للمونتاج بدأت في تعلمه بشكل ذاتي ومن خلال الكورسات المختلفة على أيدي متخصصين في المجال، ثم بدأت العمل منذ عام 2009 في مجالي الدراما والسينما.
2- جمعني بالمخرج عثمان أبو لبن 5 أعمال حتى الآن: مسلسل “صديق العمر”، ثم “مولانا العاشق”، وفيلم “قصة حب” و”توأم روحي” وأخيرا “الكاهن”. وهو على المستوى الإنساني بمثابة أخ وداعم لي طوال الوقت، ومهنيا هو شخص مميز ومحترف للغاية، ويشجعني دوما على التعلم المستمر والتطوير والسعي وراء الاحترافية والابتعاد عن العمل التقليدي.. “شخص فاهم الشغلانة جدا وعارف إنها محتاجة مذاكرة مستمرة وتطوير سريع”.
3- أفضّل العمل في السينما عن الدراما والإعلانات بالطبع، فالأخيرة تكون تسويقية بشكل أكبر بحسب رغبة العميل، على خلاف أعمال السينما التي يتم التركيز فيها على المهارات الفنية، وهذا يحدث بالطبع في الدراما أيضا، لكن بشكل شخصي أحب العمل في السينما أكثر لأن إيقاعها يكون مختلفا.
4- تجربة “الكاهن” مميزة بالنسبة لي، ففي البداية تواصل معي المخرج عثمان أبو لبن، وأخبرني أننا بصدد تجربة مختلفة وتحتاج لـ”استايل” مختلف، وبعد الاطلاع على السيناريو أدركت ذلك، وتخيّلت إيقاع الفيلم والمطلوب فيه، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع المخرج، وبالتالي أعرف جيدا ماذا يريد في أعماله، ومع انطلاق التصوير بدأت العمل، حيث أقوم بمونتاج المشاهد التي يتم تصويرها في نفس اليوم، وبعد الانتهاء من التصوير يكون العمل على الفيلم ككل ومراجعة رؤيته الكاملة حتى نصل لأفضل شكل ممكن.
5- في العرض الخاص لـ”الكاهن” كنت متوترا للغاية، لأن المشاهدة الأولى في العرض تكون مختلفة، وأكون مترقبا لرد فعل الجمهور، وأنا حريص على ذلك، ففي فيلم “قصة حب” كنت أتوجه لسينمات مختلفة وأتابع ردود أفعال المشاهدين، وأكون سعيدا للغاية عندما يبكي الجمهور تأثرا بالمشهد، لأن ذلك يعني أننا نجحنا في توصيل الرسالة بالفعل. أيضا أتابع ردود أفعال الجمهور على العمل على مواقع التواصل الاجتماعي، فالجمهور بالنسبة لي هو العنصر الأهم دوما.
6- من الطبيعي أن يتدخل المونتير في طريقة سرد الفيلم، لأن هذه المهنة تقوم على خلق شيء إضافي في المشهد لكي تصل رسالة معينة للمشاهد.. “أنت بتخلق حاجة معينة عاوز المشاهد يشوفها، فممكن تغير مشهد من مكان لمكان أو تشيل كلمة أو جمل أو مشهد.. وأنا شغال ممكن أقوله محتاجين مشهد هنا بين كذا وكذا فبنلحق نصوره.. وهكذا”.
7- تجاوب المخرجين مع أي اقتراحات وتعديلات يختلف من شخص لآخر بالطبع، لكن في الغالب يكون هناك مرونة ورغبة كبيرة في خروج العمل بأفضل صورة ممكنة، لا سيما إذا كان المخرج محترفا.. “بيختلف حسب المخرج المحترف اللي فاهم مونتاج.. يعني الأستاذ عثمان من الناس اللي فاهمة أوي وبيذاكر فعارف شغل المونتير عامل ازاي.. في ناس بتبقى مش فاهمة ودول مش منتشرين كتير للأمانة لأنهم مش احترافيين”.
8- أعمل حاليا على فيلم “بضع ساعات في يوم ما”، المأخوذ من رواية تحمل نفس الاسم لمحمد صادق، الذي قدم من قبل رواية “هيبتا”، ويضم الفيلم عددا كبيرا من النجوم، وقد تم الانتهاء من تصويره ودخل مرحلة المونتاج.
9- أعمل أيضا على فيلم رعب يحمل اسم “جدران” تقوم ببطولته الفنانة درة، وقد دخل في المراحل الأخيرة من المونتاج حاليا.
10- كل فيلم قدمته كان “ستايل” وتجربة مختلفة، وله صعوباته المختلفة أيضا، لكن العامل المشترك في أغلب الأعمال الفنية هو ضغط الوقت في مرحلة المونتاج.. “الناس بتقعد تحضر كتير أوي وتشتغل كتير على الورق، بينما مرحلة المونتاج أوقات كتير مبتاخدش حقها”.
11- أتابع الأعمال الأجنبية باستمرار، وأرصد التقنيات الجديدة في السينما العالمية، والبرامج والأدوات المستخدمة، فضلا عن الحصول على كورسات دراما في الخارج، لذلك أحلم بالعمل في هوليوود.. “دي أمنيتي الكبرى وحلم أي حد بيحب الشغلانة”.
12- أنزعج عند مشاهدة أعمالي السابقة، لأنني أبدأ في تقييمها كل مرة، مهما مرّ الوقت، وأقول إنه كان لا بد من فعل كذا وكذا حتى تظهر بأفضل صورة ممكنة.
13- قد يكون المونتير مظلوما بعض الشيء من ناحية الشهرة، لأنه يعمل خلف الكواليس، عكس النجوم، لكن كل ذلك لا يهم أمام إشادات الجمهور الذي أصبح على دراية كبيرة بأعمال المونتاج والتصوير، وبالتالي يميز جودة العمل بدقة ومهنية.. “لما خرجت من الكاهن لقيت ناس عادية من الجمهور بتقول إن المونتاج حلو ففرحت جدا لأن ده اللي بيشجع الواحد”.
14- المونتير يؤثر في ظهور موهبة الممثل أو العكس.. “بيقدر يخلي الممثل شاطر أو مش شاطر، طبعا جزء وليس الكل، ممكن يبقى قدامي مشهد أداء الممثل مش أوي فيه فبحاول اظبطه وأحسنه.. أوقات مجرد كلمة أو لقطة تتشال بتغير الأداء تماما وبتدي للممثل شخصية واضحة”.