صدر مؤخرا عن دار النخبة للتوزيع والنشر، كتاب “مستقبل الصحافة الإلكترونية”، للكاتب الصحفي محمد رفعت، مدير تحرير مجلة أكتوبر.
الكتاب يتناول التحديات التي تواجه الصحافة الإلكترونية في ظل منافسة مواقع التواصل الاجتماعي وسيطرة الحيتان الثلاثة.. جوجل وفيس بوك وأمازون، على سوق الإعلانات على شبكة الإنترنت.
لم تعد الأجيال الجديدة تتفاعل مع الإعلام التقليدي بقدر ما تتفاعل مع الإعلام الإلكتروني، وظهر ما يُسمى بالجيل الشبكي أو جيل الانترنت، وأتاحت شبكات التواصل الاجتماعي مثل (تويتر، فيسبوك، إنستجرام) الفرصة للتواصل بين الناس، وجعلت من الفرد في حد ذاته مؤسسة إعلامية كاملة، حيث يستطيع أن ينشر على حسابه الشخصي ما يشاء من آراء سياسية ومواد إعلامية مكتوبة أو مُصورة.
وأصبح الإعلام الإلكتروني هو محور الحياة المعاصرة، وباتت له أهمية كبيرة في احتواء قضايا الفكر والثقافة، فيما يعرف بـ (ثقافة التكنولوجيا) أو (ثقافة الميديا)، وتزايد مستخدمو الإنترنت في العالم كله بشكل رهيب في ظل ثورة “الانفوميديا”، والتي تتجسد في الدمج بين وسائل الإعلام والاتصال، حيث أمكن للقنوات التلفزيونية أن تبث برامجها عبر الهواتف المحمولة، وبذلك استطاع الإعلام الإلكتروني أن يفرض واقعاً مختلفاً على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري والسياسي.
ولم يعد الإعلام الإلكتروني مجرد تطوير أو تطور لوسائل الإعلام التقليدية، وإنما تحول إلى وسيلة إعلامية احتوت كل ما سبقها من وسائل الإعلام، من خلال انتشار المواقع والمدونات الإلكترونية وظهور الصحف والمجلات الالكترونية التي تصدر عبر الانترنت، بل إن الدمج بين كل هذه الأنماط والتداخل بينها أفرز قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة بما لا يمكن حصره أو التنبؤ بإمكانياته، فالعصر الحالي يعد بحق عصر الإعلام الإلكتروني.
ولكن الصورة ليست وردية تماماً، فالإعلام الإلكتروني بات يعاني هو الآخر من أزمات كثيرة، قد تزيد ضراوة وخطورة عما يعانيه الإعلام التقليدي، بسبب تحكم الحيتان الثلاثة وهي شركات “جوجل” و”أمازون” و”فيس بوك” في سوق الإعلان في العالم، وممارستها لبعض السياسات الاحتكارية والتحكم في المواقع الإخبارية الإلكترونية من خلال بوابة الإعلانات وتحكمها في عدد الزوار والمشاهدات، بعد أن أصبحت تلك المواقع تعتمد بشكل متزايد على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة “فيس بوك” و”تويتر” و”انستجرام” في الترويج لها وعرض موادها الإعلامية من خلالها، وهو ما سنتعرض له أيضاً بالتفصيل من خلال صفحات هذا الكتاب.
يذكر أن محمد رفعت، صدر له من قبل ١٢ كتابا تتنوع بين الرواية والشعر والنقد الفني والأدبي وقام بتدريس الصحافة الإلكترونية في العديد من معاهد وكليات الإعلام.