فاتن الوكيل
مع تصاعد أزمة إضراب أمناء الشرطة بالشرقية، للمطالبة بحقوقهم في الحوافز والبدلات، والتي وصلت إلى حد اقتحام مبنى مديرية أمن الشرقية، وإطلاق الرصاص، والتصدي لهم بقنابل الغاز من قبل الأمن المركزي، الأمر الذي أوقع عددًا من الإصابات في صفوف الأمناء والشرطة.
أغلب البرامج التلفزيونية كان “صوتها عالي” للوقوف ضد احتجاجات أمناء الشرطة، واتهامهم بأنهم مندسين من قبل الإخوان، بينما نجد التغطية الصحفية “في مجملها” أكثر رزانة، في محاولة لعرض الأزمة القائمة، ولكن هذا لم يمنع من أن تتخذ بعض الصحف موقفًا واضحًا ضد أمناء الشرطة، في صفحاتها الاولى من الأعداد الصادرة اليوم الاثنين، 24 أغسطس.
جريدة “الأهرام” خصصت للحدث خبر صغير في صفحتها الأولى، وبلهجة هادئة جاء العنوان كالتالي “أفراد الشرطة يمنعون الضباط من دخول مديرية أمن الشرقية”، بينما نوهت إلى ان تفاصيل الحدث داخل صفحات الجريدة رقم 19، بالإضافة إلى تناول الحدث في صفحة “رأي الأهرام”.
أما جريدة “التحرير”، فقد لعبت على مفارقة ضرب الشرطة لقنابل الغاز على الأمناء، وهو المشهد الذي لا يراه المواطن المصري، الذي اعتاد على مشهد ضرب قنابل الغاز على المتظاهرين فقط، حيث جاء المانشيت الرئيسي “الشرطة تضرب الشرطة بالغاز”، مع عنوان أسفل المانشيت يحاول اختصار المشهد وعرض رأي الحقوقيين.
مانشيت جريدة “المصري اليوم” سلك نفس اتجاه مانشيت “التحرير” حيث جاء كالتالي: “الشرطة تواجه الشرطة في الشرقية”، مع عرض صورة لجانب من اعتصام أمناء الشرطة أمس.
جريدة “المقال” استغلت التعليق على أزمة أمناء الشرطة، ووجهت إسقاط ونقد لأداء الحكومة بشكل عام، حيث جاء المانشيت ليقول “تطييب الخواطر لن يحل مشكلات مصر”، وجاءت العنوان الفرعي : “الداخلية تعترف باختراقها من الإخوان أم بسوء إدارتها للأزمات؟”.
أما جريدة “الوطن”، فقد اهتمت بالمشهد الأبرز، والذي لفت انتباه جميع المتابعين، وهو إطلاق الرصاص وقنابل الغاز خلال اشتابكات الأمن المركزي والأمناء، حيث جاء في مانشيت الخبر : “غاز ورصاص في معركة الأمن المركزي وأمناء الشرطة”، وأسفله عدد من العناوين الفرعية مثل “الأمناء يحتلون مديرية أمن الشرقية.. وقيادي أمني: أصابع خفية تحركهم”.
جريدة “اليوم السابع” اتخذت موقفًا واضحًا ضد أمناء الشرطة، حيث جاء المانشيت باللون الأحمر ليقول “جريمة أمناء الشرطة”، وأسفله عنوان إيضاحي يبرر المانشيت جاء فيه “المئات يقتحمون مديرية أمن الشرقية ويمنعون مساعدي الوزير من الدخول.. والداخلية تهد بإحالة المحرضين للتحقيق”.
اللافت أن الصحف القومية جاءت نبرتها هادئة عن الصحف الخاصة، وهو ما يظهر في مانشيت “روز اليوسف”، الذي أقر واقعًا دون استخدام عبارات مثيرة لمشاعر العداء، حيث قال المانشيت “تصاعد أزمة امناء الشرطة بالشرقية”، وأسفله عنوان طويل يوضح ما وقع خلال اليوم وهو “اقتحام مديرية الأمن.. ومنع مساعد وزير الداخلية من الدخول.. واستدعاء الأمن المركزي لتفريق المحتجين”.