سالي فراج
سامح الزهار
صدر حديثا كتاب “اللَّاهُوت العُثمَانِي” للكاتب والمؤرخ سامح الزهار، عن دار بتانة للنشر والتوزيع، والذي من المقرر طرحه في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53.
يرصد الكتاب مشاهد من تسييس الدين وتديين السياسة العثمانية لمن يفكر ويحلل ويتدبر، وهذا من خلال الاعتماد على المصادر المُعاصرة، والمراجع المُعتبرة، والوثائق التاريخية المنشورة وغير المنشورة، بانحياز كامل وفقط للتاريخ.
ظهر استعمال مصطلحات ‘اللاهوتية” الذي قد فرض نفسه في المنطقة التركية، ويرتبط قيام الدولة العثمانية بتلك الفكرة اللاهوتية حيث التوظيف الديني السلطوي، وتسعى هذه الفكرة إلى احتكار التراث الديني، من خلال النظرة الأحادية في التعامل معه، لتوظفه في المشروع السياسي، عبر خلق هوية انعزالية منكفئة على نفسها تجعل من الآخر عدوًا تارة وكافرًا تارة أخرى.
كما أنه لا تنصب مساعي النموذج العثماني على صبغ الحكم بصبغة دينية وإحاطته بهالة من القداسة فحسب، بل سعت أيضًا لصبغ المجتمع كليًا بتلك الصبغة من خلال أساليب القهر التقليدية في مجتمعها، وقد تزامن المشروعان من خلال استغلال الهوية الدينية ببعدها الوجداني أكثر من كونها هوية دينية بغلاف سياسي.
الجدير بالذكر أن سامح الزهار كاتب ومؤرخ متخصص في الآثار الإسلامية والقبطية، وخبير تُراث، صدر له كتاب “التُّحْفَةُ الزَّكِيَّةُ فِي أَخْبَارِ الْقَاهِرَةِ الْمُعزِّيَة”، و”خُماسية القاهرة”.