سالي فراج
الأغلفة الموازية
عقب انتهاء معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53 تصدر هاشتاج #أغلفة_موازية، منصات التواصل الاجتماعي، وأصبح التريند رقم 1 في مصر عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”
تقوم فكرة الهاشتاج التي بدأها المترجم المصري محمد الفولي، عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك”، على التعبير عن أغلفة الأعمال الأدبية من خلال “ميمز” لصور من أفلام ومسلسلات شهيرة وكتابة اسم الكتاب أو الرواية عليها، الأمر الذي نال إعجاب عشرات الآلاف وتبادله المهتمين بالقراءة في الوسط الثقافي ومجموعات القراءة، وتوسع بشكل أكبر.
تواصل إعلام دوت كوم مع المترجم محمد الفولي وعدد من الناشرين والكُتّاب ومصممي الأغلفة لمعرفة ردود أفعالهم على الهاشتاج ومدى تأثيره على الحالة القرائية.
من جانبه قال المترجم محمد الفولي، صاحب فكرة الهاشتاج، في تصريحات خاصة لإعلام دوت كوم، أن التريند بدأ عندما نشر كوميكس على أعماله المترجمة وتفاعل معها أصدقاؤه فقام بنشر كوميكس على أعمال أدبية عالمية فتفاعل معها القراء بشكل كبير، وأكد على أن الهاشتاج أثبت أن الوسط الثقافي لا يقتصر على الإبداع الثقافي فحسب وإنما الكاتب لديه طاقة إبداعية أُخرى توازي طاقته الإبداعية في المجال الثقافي.
في سياق متصل أعرب المصمم كريم آدم، في تصريح خاص لإعلام دوت كوم، عن مدى سعادته بهاشتاج أغلفة موازية، مشيرا أنه لا يقلل من قيمة الغلاف الأصلي بل يُساعد على الترويج أكثر للأعمال، كما أنه يُعتبر أول تريند يكون له علاقة بالقراءة وفي نفس الوقت مرتبط بالميمز وهذا سبب التفاعل القوي معه.
وأكد الناشر والكاتب أحمد مهنى على أن الهاشتاج خلق حالة من الفكاهة والمرح داخل الوسط الأدبي، وأنه أعجب بشدة بالابتكارية العالية التي وجد عليها القراء، مضيفا أن دور المبدع ينتهي بمجرد وصول العمل الإبداعي للجمهور، وأن للقارئ حرية اختيار طريقة الاستجابة للعمل طالما لا تمس شخص الكاتب، متمنيا أن يظل الهاشتاج عند هذا الحد ولا يتحول إلى حالة من التطاول على الأشخاص أو التقليل من الأعمال الأدبية نفسها، لافتا أن كل الصور التي ابتكرها القراء عن أغلفة أعماله أدخلته في حالة من الضحك الشديد لخفة ظلها وابتكاريتها.
أضافت الكاتبة نورا ناجي أنه هاشتاج مُسلي لا يُقلل من مهمة المصمم لأنه كان يرتكز على العناوين أكثر من الأغلفة، كما أن كل الأشياء على السوشيال ميديا حتى وإن رآها البعض سلبية فهي في حقيقية الأمر ترويج للأعمال.
من جانبه أوضح الكاتب مصطفى منير أن القراء أعادوا إحياء كثير من أعمال الأدبية الهامة من خلال هاشتاج أغلفة موازية، وأنه أظهر أن الأعمال القوية التي بها مضمون قوي فسيعبر القارئ عنها بلمحة طريفة وسريعة، ومهما تفاعل القراء مع الغلاف الموازي فسيظل الولاء الأساسي للغلاف الرئيسي دون جدال.
أشارت الكاتبة ضحى صلاح إلى أنها كانت تجد أن أغلب الترندات ليس لها علاقة بالثقافة، لكن ظهور تريند ثقافي كوميدي خفيف سيساعد على الترويج للأعمال بطريقة كوميدية.
من جانبه أكد الناشر والكاتب أيمن حويرة أن فكرة الهاشتاج لطيفة وتحمل الكثير من البهجة للمجتمع الثقافي بأكمله من قراء وكُتاب ومصممي أغلفة بعد فترة ضغط، وأن الخوف من تأثير الأغلفة الموازية على الأصلية في غير محله، فقد قامت دار كتوبيا من قبل بحملة تسويقية لإصدارات 2022 عن طريق مسابقة شبيهة لتصميم أغلفة موازية (بديلة وليست فكاهية) وكان هناك نفس التخوف في البداية ولكنهم وجدوا أن إيجابيات المسابقة والفوائد التي ستعود على الكتاب أكثر من السلبيات. كما ذكر أن الغلاف في حد ذاته ليس هدفًا ولكنه مجرد وسيلة للترويج للكتاب، واعتبر الفكرة طريقة لتقوية الارتباط بين القارئ والكتاب، وأضاف أن القراء يميلون إلى المشاركة في صنع المحتوى وعدم الاكتفاء بكونهم مجرد مشاهدين فقط وهو ما منحهم إياه الهاشتاج.
أشار الناشر محمود عبد النبي إلى أن التريند خفيف الظل، وليس له علاقة بالترويج للأعمال أو تشويه أعمال أُخرى، كما أنه بعد انتهاء المعرض ورؤية القراء لإصدارات عديدة جديدة ظهور هذا التريند بمثابة اختبار لذاكرة القُراء، وأكد على أن التريند يظهر خفة ظل القراء المصريين.