طارق رمضان يكتب: القرموطي مدرسة ..آه والله
لا اعرف سر غضب البعض من الاعلامي جابر القرموطي عندما يقوم بارتداء ملابس تناسب الموضوع الذي يناقشه في أشهر برنامج تليفزيوني علي الاطلاق – مانشيت – واخرها ملابس الجزار -وشال لحمة علي كتفه – البعض -غضبان -زعلان -متضايق منه جداً؟
لدرجة تصل الي- الشتيمة -علي مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وبعض المواقع ايضاً تسخر من حالة جابر القرموطي .
اولاً لابد ان نعترف انه الاعلام المرئي هو استعراض بشكل واضح وان مناقشة برنامج مانشيت للحالات والموضوعات التي تهم الناس هي حالة جيدة وان مقدم البرنامج في الاصل ليس مذيعاً انما صحفي كاتب له قيمته في مناقشات الحالات الاقتصادية والاجتماعية والتحقيقات وهو يتعامل مع فكرة برنامجه علي انها حاله صحفية مرئية وليست مكتوبة ؟
فيختار لها ما هو جذاب وماهو مثير للجدل مع المشاهد وهي حالة جيدة جداً بل هي مدرسة اعلامية رائعة يستخدم فيها مقدم البرنامج مايسمي بشرح الحالة بالصورة ومحاولة تقيدمها للمشاهد بشكل مبسط و بشكل واضح علي الشاشة ؟
وهو هنا يخاطب مشاهد ليس من النخبة وليس من المشاهدين العاديين الذين يجيدون القراءة والكتابة بل هو هنا يراعي من يري فقط ولا يسمع، او يري ولا يتحدث من اصحاب القدرات الخاصة، او شخص امي لايجيد القراءة والكتابة بل يفهمها وهي طايرة زي ما بيقولوا، فهو يستخدم الصورة التي هي اساس التليفزيون او الاعلام المرئي ليشرح بها قضيته ويبسط احوالها للمشاهد، فجابر القرموطي لايخترع اعلاماً خاص به ولا يقدم حالة جدلية ليحصل علي شهرة فهو في الاصل – معروف ومشهور جداً -ولا يقدم هذه الحالة -في مقدمة برنامجه الاشهر في عالم البرامج التي تناقش الصحافة بل هو الوحيد المتميز والقادر علي ما يسمي – الجاذبية – للجمهور لكي يرضي صاحب القناة او يتقرب منه او انه في هذه الحالة يسخر من احد كما كتب احدهم في بوست علي فيس بوك معلقا علي صورة اللحمة .
فجابر القرموطي هو الإعلامي المصري الوحيد الواقعي وهو الإعلامي المصري الوحيد الذي يفهم معني إعلام مرئي فهو يستخدم كل الاشكال المتاحة لتقديم الصورة التليفزيونيه فمرة يتقمص الشخصيات في معالجة القضايا مثلما احضر شموعاً واحتفل بأعياد ميلاد ومرة أنواع أسماك لمناقشة قضية السمك الفاسد ومرة ارتدي ملابس عامل الكهرباء ومرة احضر خروف ولحمة الي الاستديو ليظهر امام الناس بها وهي صورة مقربة جداً لإستخدام ما يسمي بالإعلام المرئي واحياناً يستخدم الصور والمستندات والفيديوهات والتقارير والتجارب الشخصية فيما يسمي بالتحقيق المصور مثلما ارتدي عامل نظافة ونزل ليحقق في حادث غرق قارب النيل وهي تجارب يستخدم فيها صفته واحساسة كصحفي ويستطيع من خلالها ان يكسر حالة الملل عند المشاهد من الحوارت المخنوقة في الاستديوهات والديكورات .
فقد كان امام – القرموطي – فرصة عادية ان يجلس كما هو ويتحدث فقط – يدش كلام يعني بالبلدي كده – لكنه اختار الاصعب والاخطر والشكل الصحيح في عالم الإعلام المرئي وهو اظهار الصورة التمثيلية لتقريب وجهة النظر للمشاهد الذي يتابعة وهي حالة تحصل علي اعجاب المشاهد العادي لدرجة انه يحرص الا تمر منه المقدمة او ما يسمي بالأنترو ويتوقع من جابر القرموطي اي شئ لكي يحكي له الحكاية وخاصة الشباب علي المقاهي الذين يتابعون ويطلبون البرنامج بالاسم فيقولون – هتلنا جابر نشوف هيعمل ايه النهارده – اذاً فقد نجح القرموطي في ان يكون موضع اهتمام شباب عادي يتابع برنامجه ويقبل منه ما يقوم به من مادة تمثيلية اصبحت مادة محببة له وليست محببة لمن هم علي الفيس بوك الذين يرون – ان ما يقدمة القرموطي خروجاً عن النص – بينما هي مدرسة إعلامية صحيحة ومتفرده في الاعلام المصري، ليس عيباً علي إعلامي بحجم وقيمة جابر القرموطي ان يقدم اعلاماً متفرداً وحالة معرفة كاملة ومتفهمة لما يسمي الإعلام المرئي وهو لايستخدمها كل يوم انما في الحالات التي تحتاج اليها فهو يبسط لنوعيه معينه من الجمهور فلابد ان يتم توجيه الشكر له علي هذه الحالات بدلاً من السخرية منه او وصفة بصفات هو ابعد منها كثير، فمدرسة جابر القرموطي في الإعلام المرئي يجب ان تُحترم ويجب ان يستمر في تقديمها اما اذا فكرت قناة”ontv” الاستغناء عن برنامج “مانشيت” فسترتكب اكبر خطأ في تاريخها كقناة اخبارية مصرية فهناك نوعيه من البرامج لاتحتاج الي اعلانات انما تجذب المشاهد وتقدم رسالة اعلاميه له وبرنامج “مانشيت” هو واحد من هؤلاء فعلي القناة ان تحترمه وتقدره علي انه اصبح صوتها الواضح والصريح، وتحية واجبة للإعلامي القدير جابر القرموطي علي ما يقدمه وسيظل يقدمه في برنامجه ويكفيه فخراً انه الوحيد – اللي فاهم يعني ايه صورة تليفزيونيه- مع كل التقدير والاحترام للجميع، انت مدرسة تسحتق الاحترام اه والله.
اقـرأ أيضًـا:
طارق رمضان: حكاية المادة 22
طارق رمضان عن حقوق بث المباريات : تكسير عظام مستمر
طارق رمضان: قرار غريب عجيب فظيع شنيع لإبراهيم محلب
طارق رمضان: القرصان عصام الأمير
.