هدير عبد المنعم
الإسكندرية للفيلم القصير
لاقى فيلم “أحبك أكرهك”، للمخرجة آية أشرف، الذي تم عرضه في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته الثامنة التي تقام خلال الفترة من 10 لـ 16 فبراير الحالي، وذلك ضمن مسابقة أفلام الطلبة التي ضمت 8 أفلام من معاهد وجامعات مختلفة، قبولا جماهيريا كبيرا.
وتدور قصة الفيلم حول آية أشرف، المخرجة وبطلة الفيلم، التي تحدثت عن موضوع شخصي، وهو عدم حبها في الظهور أمام الكاميرا مثل والدها، لذلك قالوا لها أن تقدم مشروع تخرجها عن هذة الفكرة ولذلك ظهرت بنفسها في الفيلم.
أجرى إعلام دوت كوم حوارا مع المخرجة آية أشرف، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:
1- تخرجت من كلية الإعلام وكنت أعمل في الصحافة العلمية وتبسيط العلوم، ومنذ أن كنت في العام الدراسي الثالث بالكلية كنت أكتب مقالات نقدية عن الأعمال السينمائية.
2- قبل أن أعمل في الصحافة المتخصصة في تبسيط العلوم، مشروع تخرجي كان مجلة عن السينما وصناعة الأفلام.
3- بعد ذلك ظللت مهتمة بالسينما، وشاركت في مشروع ترجمة لمقالات نقدية لناقد أمريكي معروف اسمه روجرت ايبرت، وكان المشروع اسمه “روجرت ايبرت بالعربي” وهو عبارة عن ترجمة لأعماله.
4- ثم ساقني القدر للعمل في تبسيط العلوم والصحافة العلمية وحتى الآن أعمل بها.
5- في عام 2017 كنت أدرس لمدة عام في معهد القاهرة للآداب والعلوم “سيلاس”، وهناك ندرس عدة مواد، ومن ضمنها جزء عن الفن والثقافة، وطلب منا تسليم مشروع، وقتها قررت أن أقدمه بطريقي الحكي، وقمت بعمل تعليق صوتي ووضعت بعض من الصور على الكلام مع بعض الموسيقى، وكان اسمه “بحر” ونال إعجابهم وقاموا بتشجيعي وتحمست جدا.
6- وفي نهاية العام الدراسي كان مطلوب منا مشروع آخر، فقررت عمل مشروع عن المواصلات لأني استقلها بكثرة، وهذا المشروع كان به لقطات فيديو مصورة، وصورت فيديو اسمه “فضائات متحركة” وكنت أصور مشاهد من طريقي من المنزل في حدائق الأهرام إلى المعهد في مصر القديمة، مثل منطقة السيدة عائشة وهكذا، ثم احكي بصوتي مواقف من التي اكتبها وانشرها على حسابي على فيسبوك من خلال تجاربي في المواصلات، وأيضا هذا المشروع نال إعجاب المسئولين.
7- في عام 2019 اشتركت في ورشة عمل اسمها ورشة صناعة الفيلم التسجيلي الإبداعي تابعة إلى “قافلة بين سينمائيات” قائمة عليها المخرجة أمل رمسيس، وتم قبولي وكان لا بد من تقديم مشروع في النهاية.
8- جاءت لي فكرة أن أقدم شيء شخصي، وكنت أريد أن يكون المشروع عن والدي وعن علاقته بالكاميرا حيث إنه لا يحب التصوير والموضوع كان مثير لفضولي لأنه منذ أن كان شابا وحتى الآن لا يحب التصوير.
9- “هو بيوقف معانا في أي تجمع عائلي وكلنا باصين للكاميرا وهو عينه راحت في حتة تانية”.
10- عندما أخبرتهم إنني مثل والدي وأخجل من الوقوف أمام الكاميرا، فقالوا لي: “طيب ليه متعمليش الفيلم عنك؟ هيبقى حتى أقوى لأنك عايشاه وفيه أسباب ليها علاقة بالصورة الذهنية عن النفس”، ووافقت على عمل فيلم “أحبك أكرهك” ولم أكن أفكر أنه سيعرض بهذا الشكل على شاشات كبيرة.
11- “وطلعت بتكلم بصوتي وبنفسي، فطلعت تجربة لطيفة وكنت حابة استخدم فيها الحس الساخر، كنت بتكلم عن فكرة التصوير وإن كل الناس مهتمة الصورة بتطلع ازاي وتوقف ازاي وشكلها قدام الكاميرا وتعمل إيه وكده، أنا كنت بحس إن كل ده مجهود كبير وساعات بنبقى في موقف وسياق ومشغولين باللي بيحصل ومبسوطين أو زعلانين، يعني مش طول الوقت هبقى مركزة واقفة ازاي أو كده، ومع ذلك الاقيهم بيعلقوا اللي هو لا اقفي بالشكل الفلاني، ماما مثلا تشوف صوري تقولي بصي صحابك واقفين ازاي طيب أنتي موقفتيش كده ليه، وبالذات حاجات ليها علاقة بالحجم والشكل زي أنتي واقفة كده طيب دي متخناكي”.
12- قمت بتنفيذه والورشة قدمت الدعم بمعدات التصوير والصوت، وسجلته عندي، حيث كونت شبه ستوديو في شقتنا، بسبب عدم توافر إمكانية لتأجير ستوديو حيث إنه لم يكن هناك وقت، الخلفية البيضاء في الفيلم هي عبارة عن قماش مكوي، “وجايبين كشاف كبير، ونور الشمس كان داخل كويس مع إضاءة بسيطة”.
13- والدي مختلف عني في موقفه من التصوير والكاميرا، حيث إنه ليس مهتما بالأمر، وفي الفيلم استخدمت تعبير اللامبالاة لأنه يشارك في الصور العائلية لأن الجميع مجتمعين، لكنه ليس من الأشخاص الذين تلفت نظرهم عدسة الكاميرا، أما أنا فأقوم بالتصوير كثيرا وانشر صوري على مواقع التواصل الاجتماعي ولكني تحدثت في الفيلم عن فكرة أن الشخص لا بد أن يكون طوال الوقت واعي جدا لكيفية تصويره، البعض تكون صورهم جميلة جدا ولكني أشعر أن هناك مجهود أنا لا أستطيع بذله.
14- “المجهود ده مرتبط بشكلي، زي الناس اللي في أي خروجة بتتصور 3 آلاف صورة وحاسة إن الصور وحشة، فيه ناس بعد ما السيلفي طلع مبقتش تنزل صور ليها غير سيلفي، أنا كنت حاسة إني لو دخلت في الحوار ده هياخدني في سكة مش حلوة، والمشكلة ما زالت موجودة علشان كده في الفيلم بدأنا وانتهينا في نفس النقطة”.
15- استغربت عندما وجدت ولد بعد عرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، يخبرني أن هذه المشكلة لديهم هم كأولاد أيضا وليس البنات فقط.
16- العالم الافتراضي يأخذ مساحة كبيرة مما يجعلنا نريد أن نظهر بصورة جيدة من خلاله، رغم إني أرى أنه لو شخص ينشر صور جميلة بسبب استخدام “filters” أو غيره من أدوات تعديل الصور، ثم قابل الآخرين في الحقيقة سيشعر أنه مختلف.
17- “اكتشفت إن الـ filters بتعمل فرق رهيب في الشكل، أنا عمري ما استخدمتها علشان أنا في التكنولوجيا مليش في الحاجات دي أوي، فمكنتش واعية لفكرة الـ filters”.
18- أثناء كتابة الفيلم كنت هخوض في أشياء توضح تأثير الموضوع على حياتي، فشعرت أنها كانت تحدي خصوصا أني أنا من أكتب، فعرضت بعض الأشياء الشخصية ولكن تركت كل شخص يتخيل التأثير.
19- أثناء صناعة الفيلم كانت الصعوبة في انخفاض الأمور المادية، حيث كان متوفر الكاميرا ومعدات الصوت، ولكن لا بد أن أقوم أنا بتنسيق مكان التصوير.
20- كنت أريد أن يظهر المكان طبيعي تماما، وأنا فقط التي تظهر في الصورة.
21- حدثت مشكلة في تسجيل الصوت بأحد المشاهد وتم حذفه، ولكن قد يكون ساعد هذا الحذف على أن يكون هناك تكثيف أكثر من وجود تطويل بالفيلم.
22- أهم شيء بالنسبة لي أن الجمهور لم يشعر بسخافة في الأجزاء الساخرة من الفيلم.
23- أنا شخصية في حياتي كوميدية، قد يكون لأني أحب الضحك أو في بعض الأحيان تكون السخرية طريقة دفاع عن النفس، لذلك عندما قمت بعمل فيلم عن نفسي طبعي تغلب على الموضوع.
24- من قبل الفيلم كان الكثير من الأشخاص يطالبونني بالاتجاه لـ الاستاند اب كوميدي، ولكني رفضت بحجة إني لو كتبت شيء بقصد الضحك لن يكون مضحك، ففي الفيلم أكثر شيء كنت أخشاه إني كنت أشعر إنه لا يوجد شيء مضحك، وهذا أصابني بالتوتر وقت العرض، لأني كنت خائفة من أن الأشياء الساخرة التي وضعتها لا تحدث التأثير “ويبقى دمها تقيل”، فكان أهم شيء بالنسبة لي أن الجمهور ضحك.
25- أحب الأعمال الوثائقية، أشعر أن الأعمال الروائية تحدي مختلف، ولكني أأمل أن يكون هناك مشاريع قادمة، ولكن من حولي يشجعونني على الاستمرار في الأعمال الساخرة.
26- مشاركتي في التمثيل خلال الفيلم جاءت بالصدفة تماما، ولكن أنا تخصصي بالأساس إخراج أو كتابة، لكن التمثيل جاء لأن الفيلم موضوعه ذاتي، لكني لست ممثلة وهذه كانت أول مرة.