شهد اليوم الأخير للعروض من مهرجان الأسكندرية للفيلم القصير تقديم 14 فيلماً قصيراً في مختلف المسابقات، ولاقت العروض إقبالاً جماهيرياً كبيراً من صناع الأفلام والجمهور مثلما حدث في عروض الثلاث أيام الماضية، حتى رفعت إدارة المهرجان لافتة كامل العدد بسينما مترو.
وعقب عرض الأفلام أقيمت مناقشة لخمسة من صناع الأفلام التي عُرضت وهم، محمد بعتر مخرج فيلم “استبينا”، كريس تشارلز مخرج الفيلم اللبناني “جنة”، دينا رفاعي مخرجة فيلم “العين الثالثة”، معتز النجار مخرج “دمية جنسية”، وحسن سعيد مخرج الفيلم السعودي “لاهث”.
في البداية قال محمد بعتر مخرج فيلم “استبينا”، ردا على تساؤلات البعض حول ظهور العساكر الإنجليز بملامح مصرية بأنهم كانوا مصريين وليسوا إنجليز لأن فترة الاحتلال كانت طويلة فكان الإنجليز هم الضباط فقط ولكن العساكر كانوا مصريين، وأكد أنهم راجعوا لغة حوار الفيلم جيداً وكذلك الملابس وبحث عن أماكن تصوير مناسبة لكي يخرج الفيلم في صورة تناسب الفترة التاريخية التي يتحدث عنها، مضيفا أنه قام بتصوير الفيلم في يومين ولكن أكثر ما أخذ منه وقت هو البحث عن مكان مناسب للتصوير، حيث قال إن ميزانية الفيلم كانت 60 ألف جنيها.
ثم تحدث كريس تشارلز مخرج الفيلم اللبناني “جنة”، وقال إن تعامله مع الممثلة دياموند بو عبود كان مثل تعامله مع أي ممثلة أخرى ولم يختلف الأمر كثيراً، موضحا أن كل مخرج لديه لغة سينمائية معينة تكون في الأساس مستوحاة من حياته الشخصية، مؤكداً أن فيلمه منقسم إلى جزئين ما قبل وبعد مقتل الدب، فحركة الكاميرا كانت بطيئة وبعدها كانت سريعة.
من جانبها، تحدثت دينا رفاعي مخرجة فيلم “العين الثالثة”، وقالت إن الفيلم مشروع تخرجها ولكنه ليس أول أفلامها فقد أخرجت فيلمين من قبل، وفي هذا الفيلم كانت تتحدث عن مرض نادر ولكنه معروف، وحاولت خلال الفيلم الربط بين علاج المرض بالموسيقى، لأن الموسيقى تؤثر على خلايا المخ وهذا أمر حقيقي ومعروف علمياً، وجاءتها فكرة الفيلم عندما كانت تشاهد فيديو يتحدث عن هذا المرض وشعرت أنها من الممكن أن تقدم عمل جيد عن هذه الفكرة، مشيرة إلى أنها استعانت بطبيب مخ وأعصاب قبل أن تخرج الفيلم، فقال لها إن هذا المرض يمكن علاجه بجلسات فقط، لذلك توصلت لهذه الفكرة.
أما معتز النجار مخرج فيلم “دمية جنسية”، فقال إن فكرة فيلمه جاءت من منشور قرأه على موقع “فيس بوك” عن شخص نشر إعلان عن بيع دمية جنسية في منطقة شعبية، لذلك قرر كتابة فيلم حول هذه الفكرة وماذا يمكن أن يواجه الشخص الذي يسعى لشراء هذه الدمية، موضحاً أن الاسكربت كان مكتوب به كل شيء عن الفيلم ولم يكن هناك شيء وليد اللحظة.
وأخيراً تحدث حسن سعيد مخرج فيلم “لاهث” السعودي، وقال إن الفيلم تم تصويره في مرحلة ما قبل كورونا وفي تلك الفترة كان يعيش في تورنتو بكندا، وهو ما ساعده على خروج الفيلم بهذه الصورة، وعن اختلاف فيلمه الأول الذي كان محلياً جداً وفيلمه الثاني “لاهث” الذي كان يتميز بالطابع الأوروبي وتم تصويره في كندا، قال إن السبب في ذلك هو إقامته في الخارج في تلك الفترة كما أوضح، وهو يعتبر الفيلم تجربة كندية مختلفة، مضيفا أن هناك ميزة للتصوير في تورنتو هي أنه باستطاعتك التصوير في الشارع بدون تصريح ولن يوقفك أحد ليسألك عن تصاريح تصوير، وهذا الأمر كان جزء من مغامرة الفيلم.
وتختتم مساء اليوم الدورة الثامنة من مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير بمسرح سيد درويش في أوبرا الإسكندرية بحفل توزيع الجوائز.
يذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يقام في الفترة من 10 وحتى 16 فبراير الجاري، ويشمل خمس مسابقات وهي مسابقة الأفلام الوثائقية الرسمية، مسابقة الأفلام الروائية الدولية، مسابقة أفلام الرسوم المتحركة، مسابقة الأفلام العربية، ومسابقة أفلام الطلبة، كما يشمل المهرجان عدة ورش وندوات خاصة بصناعة السينما.
وتتكون إدارة المهرجان من محمد محمود رئيسا، موني محمود للإدارة الفنية، ومحمد سعدون مديرا، وهو احتفالية سينمائية تقام كل عام بمدينة الإسكندرية تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة، هيئة تنشيط السياحة ووزارة الشباب والرياضة، أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن المهرجان، ويهدف لنشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية الدولية.