هدير عبد المنعم خالد حماد خالد حماد
كرم مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في دورته الثامنة، الموسيقار المصري خالد حماد الذي استطاع أن يقدم موسيقي تصويرية تركت أثرا وعاشت لسنوان في وجدان المشاهدين وكان لها دور كبير في نجاح الكثير من الأفلام السينمائية والمسلسلات المصرية.
ويقام المهرجان خلال الفترة من 10 إلى 16 فبراير الجاري في الإسكندرية.
أجرى إعلام دوت كوم حوارا مع الموسيقار خالد حماد الذي تحدث خلاله عن تكريمه من المهرجان وبداياته مع الموسيقى وعلاقته بالإخراج، كما أوضح ما تحتاجه الموسيقى مستقبلا من وجهة نظره، كما عبر عن رأيه في أغاني المهرجانات والراب، وفيما يلي أبرز تصريحاته:
1- سعيد بتكريمي في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير وخاصة أن التكريم من محافظة أحبها وهي الإسكندرية، حيث إن الناس هنا يحبون الفن بشكل ملفت للنظر.
2- عنصر الموسيقى التصويرية في العمل الفني سواء في السينما أو الدراما يمثل 70٪ أو 60٪ في العمل لأنه يمتلك القدرة السحرية في التأثير على الناس، بينما إذا تمت المحاولة لعمل نفس التأثير بالصورة سيصل جزء منه وستظل هناك منطقة مفقودة لن يكون التعبير بالكلام مناسب بها.
3- مثلا إذا أردت التعبير عن حالة نفسية لشخصية بفيلم أو مسلسل، هذه الحالة النفسية قد تكون عكس المكان الموجودة به الشخصية، من يستطيع أن يقول ذلك؟ هي الموسيقى التي تملك تلك الرخصة وبالتالي هي قوية جدا وتستطيع أن تضيف الكثير من الأشياء التي تعجز الصورة عن توضيحها لأنه ليس دورها، وكل شيء له دور، والجميع يكملون بعضهم البعض.
4- هناك اختلاف كبير عند العمل بين الموسيقى الخاصة بالسينما والدراما التليفزيونية وتلحين الأغاني والموسيقى البحتة، الموسيقى البحتة هي موسيقى أقوم بتأليفها مثلما أريد وبالرؤية التي أراها مناسبة وأنا حر 100٪ أثناء العمل بها، أما تلحين الأغاني، فهناك كلمة لها معنى، ومغني له مساحة صوتية وهكذا، فأكون محكوما ببعض الأشياء.
5- تلحين الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية بسبب كثرة عدد الحلقات والدقائق، فلا نلحن كل شيء على الصورة بل نقوم بعمل شيء مثل مكتبة افتراضية لكل الحالات المختلفة ثم يقوم المختص بتركيب الموسيقى على المشاهد بالموسيقى التي تم تأليفها وتلحينها بالفعل، بينما الأعمال السينمائية، وضع مختلف تماما، حيث أعمل على الصورة والواقع الذي أمامي.
6- في المسلسلات التي عدد حلقاتها ليس كثيرا مثل التي تعرض على المنصات حاليا مثل منصة “نتفليكس”، يتم التعامل معها مثل الأفلام والعمل على الصورة لأنهم يكون لديهم الوقت الكافي لذلك، لكن نحن للأسف يكون هناك استعجال في عملنا وهذا أحد عيوب الصناعة.
7- هناك أفلام بالمهرجان جيدة ومن بلاد مختلفة، وميزة المهرجانات أنها تتيح الفرصة لرؤية أشياء من ثقافات مختلفة، لأني كمخرج ذهبت للعديد من المهرجانات وكنت أستمتع بالتجارب التي أشاهدها، لكن في الأفلام القصيرة يكون الإنتاج متواضع بعض الشيء، وهذا ليس في مصر فقط وإنما في معظم دول العالم، ولكن يمكن أن يكون في مصر أكثر بعض الشيء، لذلك المخرج يكون كل ما يريده هو أن ينفذ فيلمه ولكنه يكون ما زال غير مدركا لأهمية الموسيقى والصوت أو الأمر لا يكون بيده، لأنه حتى إذا كان مدركا فلن يستطع أن يحضر شخص محترف لعمل ذلك لأن الأمر مكلف جدا أكبر من طاقة الأفلام القصيرة في مصر، ولكن بالخارج أحيانا يكون هناك جهات تدعمهم فيحققوا للمتميز منهم ما يحتاجه، لكن في مصر للأسف لا أرى ذلك وإذا كان هناك دعم فيأتي من الخارج لأن الفيلم القصير في النهاية ليس تجاريا، لكن الفيلم القصير جميل وأدعو الناس لمشاهدته وذلك لأنه فن مستقل بذاته، أيضا أنا فوجئت أثناء العروض في المهرجان أن هناك متفرجين من الجمهور العادي يشاهدون وسعداء، أنا فوجئت بجمهور الإسكندرية.
8- أحب السينما بشكل مستقل بذاته، لذلك الإخراج والتلحين متساويين عندي في الحب ولكن أنا محترف في الموسيقى، عرض عليّ أعمال كثيرة لإخراجها ولكني رأيت أنها أعمال تجارية ولذلك رفضتها لأني لست مضطرا، وذلك لأني ناجح في شيء فلن أوقفه من أجل عمل أشياء غير مقتنع بها.
9- أتمنى أن أجد الأشخاص الذين يكتبون سيناريوهات ذكية، حيث تستطيع النجاح تجاريا وفنيا وهذه معادلة صعبة لم يفعلها في مصر آخر 20 أو 30 عاما إلا بعض الأشخاص، وأنا أراهم قليلين جدا، مثل أعمال داود عبد السيد، كفيلم “الكيت كات” وغيره حققوا نجاحات كبيرة، والفيلم نجح وراقي جدا بكل عناصره، فعندما أجد أعمال تشبه هذه النوعية سأتحمس للتفرغ لإخراج عمل محترم، ولكني لا أرغب في عمل شيء يشبه الأعمال السائدة، ولكن هناك أعمال جيدة حاليا، وهناك أشخاص جيدين مثل مروان حامد الذي عملت معه في الفيلم القصير “لي لي” الذي حصلت بسببه على جائزة الدولة التشجيعية، وفيلم “عمارة يعقوبيان”، وبالتالي أنا أعلم أن مروان دقيق في عمله ويختار الأشخاص في أعماله مثله، على سبيل المثال فيلم “الأصليين” أعجبني، فهو يحقق حالة.
10- طموحي في الموسيقى خلال الفترة القادمة، أني أتمنى أن الأعمال التي تعرض عليّ تكون راقية.
11- يوجد أشخاص جيدين جدا في مجال الموسيقى التصويرية حاليا وهم كثيرين، وهناك بعض الأعمال بها تجارب متواضعة وهذا طبيعي، و90٪ يكون ناتج عن أن الإنتاج يريد التوفير.
12- موضوع العمل الفني كفيلم أو مسلسل يؤثر على الموسيقى التصويرية بشكل أساسي، لأني ألحن موسيقى مرتبطة بموضوع.
13- أحيانا أقرأ سيناريو العمل وأحيانا أقرأ ملخص، وأتحدث مع المنتج والسيناريست والمخرج، لكن في السينما لا بد أن أشاهد الصورة لأنها الفيصل حيث إن السيناريو من الممكن أن يتم تعديله، ولكن أنا شخصيا توقفت عن قراءة السيناريو وأصبحت أكتفي بقراءة الملخص، وذلك لأنه بعدما أصبحت سينمائي اكتشفت أني أتأثر به لأني أقرأه كمخرج وليس موسيقي وهذا خطر جدا، وحدث من قبل أن قرأت سيناريو أحد الأفلام وثم شاهدته للعمل على الصورة، فوجئت أنه اختلف عن السيناريو وهذا عطلني وأخرني لأني من دون قصد أخرجته بعقلي وشاهدته كصورة مختلفة عن صورة الفيلم النهائية، ومنذ وقتها توقفت عن قراءة السيناريو وقررت قراءة الملخص والذهاب للتصوير والمونتاج للمشاهدة.
14- الموسيقى في الأعمال الفنية سواء دراما أو سينما تحتاج إلى
– تقدير صحيح للوقت، خاصة أن الموسيقى هي آخر مراحل الإنتاج لذا فإنه يأخذ أقل وقت مقارنة بباقي مراحل الإنتاج.
– ثاني شيء هو الإنتاج، خاصة بعد إدراك الصناع أهمية الموسيقى في العمل الفني، ولكن التقدير نظري دون إنفاق تكاليف مادية، ونحن عملنا مكلف.
– السينما قاسية جدا، من الممكن أن يلحن شخص أغنية “تعدي”، لكن السينما كارثة لأننا سنموت وستظل الأعمال موجودة، لذا أحرص دائما على عمل شغل جيد وأستعين بالأشخاص المتمكنين، وهؤلاء الأشخاص تحتاج أموالا، لكن الإنتاج لا ينفق أموالا، وأنا أرى أن الإنتاج في مصر يحصل على جودة أعظم بكثير مما يدفعه.
– عندما بدأت أسافر للتسجيل بالخارج فوجئت بالإعجاب بأعمالنا، وأنهم غير مصدقين أن هذه الأعمال من مصر.
– الملحن بالخارج لديه مصدر آخر للدخل وهو حقوق المؤلفين والملحنين وهو أمر ضعيف لدينا وبه مشكلات لأن جمعية المؤلفين والملحنين لا تحصل من محطات التليفزيون والإذاعة والسينمات، لكن في الخارج الملحن لا يهتم بالأجر لأنه طالما يعرض عمله فهو يحصل على أموال بسبب الحقوق، فنحن مفتقدين هذا الأمر وهو موجود بشكل رمزي جدا.
– فيما يخص الأغاني، فهي تحتاج أن تقف الدولة وتدعم الجيد، حتى لا نغضب فيما بعد من ظهور أشخاص بأسماء غريبة، ونغضب من أغاني المهرجانات، لأنه لا يوجد سيطرة عليهم، بينما من ينتج أعمال جيدة لديهم رقابة وهذه الرقابة تستغرق وقت وأموال كثيرة.
– على الدولة أن تسهل للناس الجيدة، وهم القوى الناعمة، تفتتح أماكن، تقيم أحداث في الصعيد وفي القرى وأنا أعلم أن الدولة تفعل ذلك حاليا، وأن الثقافة الجماهيرية متواجدة ولكن لا بد من زيادتها، لأن هناك مواهب فنية كثيرة لا تعلم إلى أين تذهب لأنهم حقيقيين وجيدين، إنما الناس التي تظهر من أجل التريند منتشرين بكثرة ولا أحد يستطيع إيقافهم وهذا لأنه عندما ظهرت أغاني المهرجانات أول من أظهرهم كانت الإعلانات التليفزيونية التي من المفترض أن تمر على الرقابة.
– عندما أتصفح المواقع أجد يوميا حديث عن حمو بيكا وشاكوش وعمر كمال، حوالي 50 مرة يوميا؟!، “إيه الرخص ده والجري ورا التريند بالمنظر ده؟ وبعدين تيجي تشتكي؟!”.
15- حل المهرجانات هو فصل الإنترنت لمدة شهرين أو ثلاثة، كل شيء سيعود لوضعه الطبيعي، المهرجانات مهنة من لا مهنة له، “لأنه هو دلوقتي لو شدينا منه الفيشة وشيلنا الجهاز من عليه، هو مبيعرفش يغني، طيب هنقول إن فيه كلام، طيب نكتب الكلام في ورق كده ونشوف يصلح للنشر ولا لا، مش هنعرف ننشر منه سطرين، إذن هو ولا حصل ده ولا حصل ده”.
16- انتشار أغاني المهرجانات سببه أنه لا يوجد بديل غيرهم للناس، الناس تحبهم لأنهم لم يجدوا بديلا جيدا لهم، وهذا البديل الجيد يحتاج دعم وتسهيلات.
17- في الخارج يوجد “راب” البعض منه به فن، ليس كله سيء، أنا لست معترض على الراب المصري، هو منتشر منذ زمن ولكن حاليا بدأ يظهر أكثر، أنا لست ضده، لأن تقطيع الكلام والمعنى والموضوعات التي يتناولونها من مشكلات الشباب وغيرها جيدة، “بس إحنا من الأول عارفين إن ده مش غنا، ده زي عازف الإيقاع هو مبيعزفش نغمات، هو نوع، هو بيقطع الكلام بشكل إيقاعي ومنقي كلام له معنى بجد وبيناقش موضوع ومغلف بموسيقى نوع حتى إحنا بنعمله، لكن المهرجانات ناس قاعدة بتشتم وتقول ألفاظ ومزيكا دوشة وصوت عالي وناس عايزة تاكل عيش، خلاص هو ده بالنسبة لهم مصدر دخل”، ويعجبني أغاني الراب لـ أحمد مكي، وخاصة أغنيته التي يتحدث فيها عن نجله، وأخرى يتحدث فيها عن المخدرات.
18- أناشد رئيس الجمهورية شخصيا للتدخل في هذا الأمر، عندما يكون هناك شخص يريد تنفيذ عمل جيد لإظهار مصر الجميلة، لا بد أن تفتح له الأماكن للتصوير وينبغي عدم تعجيزه، حتى لو التصوير والخدمات مكلفة من الممكن الاستعانة بشركات تأمين للحفاظ على الأماكن الأثرية والتاريخية.