دراسة تكشف علاقة السوشيال ميديا بالاكتئاب

أسماء مندور

نشرت مجلة هارفارد نتائج دراسة تفيد بوجود ارتباطات بين الاكتئاب واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للآباء والأجداد، وذلك بعد تأكيد دراسات متعددة بوجود روابط بين استخدام السوشيال ميديا والقلق والاكتئاب بين الأطفال والمراهقين.

جاءت النتائج من مشروع COVID States، وهو عبارة عن سلسلة من الدراسات الاستقصائية للبالغين، والتي بدأت في ربيع عام 2020، بعد وقت قصير من انتشار فيروس كورونا، يقودها فريق متعدد التخصصات من الباحثين من أربع جامعات كبرى منها جامعة هارفارد.

نرشح لك: هل تؤدي السمنة إلى الإصابة بالاكتئاب؟

في الدراسة، حددوا أكثر من 5 ألاف شخص، بمتوسط عمر 56 عامًا، ولم تظهر عليهم أي علامات للاكتئاب، سُئل المشاركون في البداية عما إذا كانوا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، وعند الاستطلاع مرة أخرى لاحقًا، كان أولئك الذين استخدموا سناب شات وفيسبوك وتيك توك أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب.

قال روي بيرليس، أستاذ الطب النفسي في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد: “ركزت معظم الدراسات السابقة على الأطفال أو الشباب، ولكن في عام 2022، يستخدم كبار السن أيضًا السوشيال ميديا، ولا نعرف شيئًا تقريبًا عن العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والقلق والاكتئاب لدى كبار السن”، أضاف: “كانت معدلات الاكتئاب والقلق عالية جدًا في وقت مبكر من الوباء، وظلت أكبر بثلاث مرات مما كانت عليه في المعتاد”.

لا تزال هذه الدراسة الأخيرة غير قادرة على شرح أسباب الاكتئاب بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لكن أظهرت النتائج أيضًا أن مصادر أخبار المشاركين ونسبة الدعم الاجتماعي والوقت الذي يقضونه وجهًا لوجه مع الآخرين لم تؤثر بشكل فعال على مستويات الاكتئاب لديهم.

في مجموعة أخرى من النتائج، حدد الباحثون الروابط بين منصات سوشيال ميديا محددة والاكتئاب في فئات عمرية معينة، على سبيل المثال، ارتبط استخدام فيسبوك بالاكتئاب بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا، وفي المجموعة التي تزيد عن 35 عامًا، تم ربط تيك توك وسناب شات بأعراض الاكتئاب.

على الرغم من أن الدراسة لا يمكنها تأكيد سبب ارتباط مواقع التواصل الاجتماعي بالاكتئاب، إلا أن بيرليس يتكهن بأن السبب ربما يكمن في النظر باستمرار إلى صور الأشخاص الذين يبدون أكثر سعادة ونجاحًا، الذين يبدون عمومًا يتمتعون بحياة أفضل.