تحمل لافتة "صنع في مصر".. أفلام " لقيطة" يمثلها ويخرجها مصريون

سيد محمود صنع في مصر  صنع في مصر

لم يكن فيلم”بشتقلك ساعات” أول الأفلام التي صُنعت بأيدي مخرجين مصريين وشارك بها ممثلين مكتوب في بطاقاتهم الشخصية مصريين، وتعرض في المهرجانات تحت لافتة “صنع في مصر”، بل من خلال البحث في تاريخ السينما سنكتشف بأن هناك عشرات الأفلام التي لا تخضع لا إلى رقابة، ولا إلى لوائح أو قوانين صناعة السينما المصرية، ومن ثم لا تعرض تجاريًا في مصر.

فيلم ” بشتقلك ساعات” للمخرج محمد شوقى حسن يشارك ضمن أفلام الدورة الـ72 لمهرجان برلين السينمائي الدولي المنعقدة حاليا ويحمل اسم مصر، يناقش الشذوذ الجنسي من منطلق تحرري، ويرصد فيه مخرجه المصري المقيم في ألمانيا علاقة غير سوية بين رجلين عاشا قصة حب منذ الطفولة وتستمر هذه العلاقة حتى الشباب، ويشارك في تمثيله شباب من مصر ولبنان الدولة الشريك أيضا في الإنتاج.

نرشح لك: أندرو محسن يكتب: حامل اللقب.. كيف تصنع اللعبة الحلوة؟

والمخرج محمد شوقي حسن من مواليد القاهرة، وسبق أن قدم في عام 2011 فيلمه القصير “كانت مرتبطة بي” مدته 18 دقيقة، وفي 2012 قدم فيلم “في يوم مثل اليوم”، ثم “7 دقائق”، وفي 2015، “في ملاحظة مختلفة”، و”24 دقيقة”.

وأخيرًا فيلمه الروائي الطويل “بشتقلك ساعات”، ويعرض الفيلم أيضا بعنوان آخر هو “هل أقارنك بيوم صيف؟” ومدته 66 دقيقة.

وتعد أزمة فيلم “شرف” الذي عرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائى بجدة، من الأزمات التي تؤكد على أن هناك فجوة بين صناع هذه الأعمال وبين الرقابة، فهم يريدون صناعة سينما بمقاييس مختلفة عنا هو سائد دون المرور على جهات تمنع وتحذف وتجيز..

فيلم ” شرف”من إخراج سمير نصر، عن رواية صنع الله إبراهيم، وتدور أحداث الفيلم حول “شرف” الذي يدخل السجن بعد جريمة قتل ارتكبها دفاعًا عن النفس، لتتحطم أحلام الثروة والتدرج المجتمعي، ويعكس السجن صورة مصغّر للوضع المعقد في المجتمعات العربية التي تعيش في ظل الديكتاتورية والفقر، معتمد على نظام اقتصادي عالمي وغير عادل. يقرر شرف اكتساب مكانته الاجتماعية خلف القضبان، ولكن سيكون عليه أن يدفع ثمنًا باهظًا لهذه المكانة.

جمع فيلم شرف بين 7 جنسيات عربية مختلفة من أجل بطولة الفيلم، وهم تونس، الجزائر، مصر، فلسطين، لبنان، سوريا، ليبيا، يحاول بذلك المخرج سمير نصر بأنه يرصد واقعا عربيا حيث يقدم صورا للسلطة من وجهة نظره في الدول العربية. .

وكما قدم مخرج فيلم “بشتقلك ساعات” فيلمه كصناعة مصرية من الخارج قدم أيضا سمير نصر فيلمه ” شرف” فهو مخرج وسيناريست ومونتير، ومحاضرات بشكل منتظم في جامعة الفنون ببرلين، وفي جامعة Filmuniversity بمدينة بابلسبيرغ وبوتسدام.

عاش سمير نصر حياته بين برلين والقاهرة، حصل على درجة الماجستير في إدارة الاعمال من جامعة مانهايم بألمانيا عام 1993، وبعدها عمل كمسؤول عن عرض أفلام سينمائية، وفي 1999 تخرج من أكاديمية بادن فورتمبيرغ السينمائية، ليبدأ تركيزه على الإخراج السينمائي وكتابة السيناريو، ويُخرج العديد من الأفلام الوثائقيات للسينما والتلفزيون، من بينهم POLICE STATION كمسلسل وثائقي عام 2000، وبذور الشك عام 2005، وحلم رانيا 2018.

تتشابه كثيرا بعض الأمور بين العملين إنتاجيا، ومن حيث مكان الإنتاج، مع العلم بأن السيناريو عرض على جهات إنتاجية مصرية قبل تصويره، ولحساسية موضوعه لم يلقى تشجيعا.

أما التاريخ فيؤكد بأن هناك عشرات الأفلام التي صورت بمخرجين مصريين، وممثلين ما بين مصريين وأتراك، وإيرانيين، وأفغان، ومنهم سعاد حسني التى شاركت فى فيلم “أفغانستان” في شخصية أفغانية، الفيلم يتناول الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وكفاح الشعب الأفغاني ضدهم، وذلك من خلال قصة فتاة أفغانية، وأستاذ جامعي وعالم دين قبل تدهور اﻷحوال في أفغانستان.أخرجه المغربي عبد الله المصباحي، وشارك في بطولته عبدالله غيث، والنجم شون كونري.

كثيرون شاركوا في أعمال لبنانية وبخاصة في فترات ما بعد نكسة 67 والتي ترك فيها عدد كبير من الفنانين مصر للعمل في بيروت، ومنهم من سافر الى تركيا مثل النجم فريد شوقي الذى قدم أكثر من عشرة أعمال منها فيلم “مغامرات في إسطنبول”، عام 1965، مع فريدة رأفت طرنزاي، وتأليف عبد الحي أديب، وإخراج سانر.

وفيلم “شيطان البوسفور” عام 1968، مع الممثلة التركية المشهورة، هوليا ومراد سويدان، وتأليف عبد الحي أديب، وإخراج نيازي مصطفى. فيلم ‘Bir damat araniyor’ عام 1968 مع طروب ومعنقد إيسن، وتأليف وإخراج المخرج التركي، هولكي سانير. فيلم ‘عثمان الجبار’ عام 1968، مع هوليا كوتشيت، تأليف عبد الحي أديب، وإخراج عاطف يلمز. فيلم ‘Turist Omer Arabistanda’ عام 1969، البطولة مع مهمت علي ونصر سيف، وإخراج هولكي سانير.

فيلم ‘رجل لايعرف الخوف’ عام 1969، البطولة مع رحا يرداكول، وتأليف عبد الحي أديب، وإخراج ماتين أركسان.

فيلم ‘Eyvah’ عام 1970، البطولة مع يوسف شعبان وإيفا بندر، وتأليف عبد الحي أديب، وإخراج ماتين أركسان.

فيلم ‘Makber’ عام 1971، البطولة مع أنجين صغلار وأيميل ساين، وإخراج ماتين أركسان. فيلم ‘الصعلوك’ عام 1972، البطولة مع جونل هانسي وأحمد سليمان، وتأليف عبد الحي أديب، وإخراج يلمز كوني. فيلم ‘غوار لاعب كرة’ عام 1973، وهو فيلم مصري سوري تركي، البطولة مع دريد لحام، أرول وفاهي يوز، تأليف نهاد قلعي، وإخراج عاطف يلمظ. فيلم ‘Babalarin Gunahi’ عام 1973، البطولة مع سونا كسكين وسيمرا سار، وإخراج مهمت إسلان.

ازمة الأفلام التي يمكن أن نطلق عليها “لقيطة” أو “هجين” أو لا يمكن تصنيفها على أنها مصرية هو أنها لن تعرض في مصر تجاريا!