إيمان مندور
استضاف منتدى نوت ضمن فعاليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة لمؤسسة “بلان مصر” عرضت خلالها المؤسسة تجارب مختلفة للشباب الذين استخدموا الفن في مناقشة ومعالجة القضايا الاجتماعية المختلفة.
وقالت منى حسين، المنسق الإعلامي لهيئة بلان مصر، والتي أدارت الندوة، إن الشباب الذين شاركوا في المبادرات اختاروا أنواع فنية مختلفة من السينما والأغاني والمسرح والتمثيل الحركي، وأوضحت كيف استطاعوا أن يقدموا حلولا ومعالجات لتلك القضايا المجتمعية المهمة مثل ختان الإناث أو الزواج المبكر أو التحرش، ونجحوا في أن يكون لهم تأثير واسع.
أميرة، إحدى المشاركات في المبادرات، قالت استخدمنا المسرح التفاعلي للتعبير عن قضايا اجتماعية كثيرة ، وكنا نوصل من خلاله رسائل مهمة للمجتمع، ومن أهم القضايا التي تناولناها قضية ختان الإناث التي تنتشر كثيرا في الجنوب، وأمثل من عمر ست سنوات، كلنا من قرى وأماكن بسيطة حين يرونني أمثل أولياء الأمور يعرفون أننا لا نفعل شيئا خطأ.
وأضافت: قضية الزواج المبكر نناقشها كثيرا ، ودائما رد فعل الأم أنها لا تريد تكرار مأساتها، كنا نقوم بحملات توعية في البيوت لنعرف المشاكل ، لكن الآباء عادة كانوا يمنعون زوجاتهم وأبنائهم من حضور الحملات التوعوية ، كما نناقش الكثير من الأضرار الجسدية والنفسية للبنات، وقدمت ” بلان مصر ” تدريبات أيضا لرجال الدين، فبدأوا يتجاوبون معنا واقتنعوا بأضرار الزواج المبكر وأضرار الختان، وبدأوا يؤثرون في الناس.
وقال عبد الرحمن، أحد المشاركين في المبادرات: أردنا تغيير مفهوم الفن لدى الناس، باعتباره رسالة واضحة تصل إلى الجمهور، تناقش قضاياهم ومشاكلهم، بدأنا نستخدم هذا الأمر من خلال المسرح، قبل خمس سنوات كنا نكون فرقا مسرحية في سوهاج ، تضم أولاد وفتيات أعمارهم بين 15 و16 سنة.
وقال الكاتب الصحفي حسن أبو العلا مدير المهرجان إن دور الفن مهم في معالجة القضايا المجتمعية مثل الختان والزواج المبكر والتحرش ، وتساءل عن تأثير المسرحيات في المدينة أو الريف، خاصة أنه عادة ما تكون هناك تحفظات من الأهالي حول التمثيل.
و عبد الرحمن كانت هناك صعوبة في البداية لكن الهدف الاول كان توصيل رسالة إيجابية بحضور الأهالي والأبناء.
وسألت هبه باشا مدير تحرير نصف الدنيا: كيف كنتم ترتبون الافكار التعليم أم قضايا العنف أم الزواج المبكر، وكيف كان تفاعل الناس معكم ورد فعل المجتمع ؟
وأجاب عبد الرحمن: تناولنا قضايا النوع الاجتماعي مثل الزواج المبكر أو الختان، وعملنا على قضايا النوع من خلال كتابة سيناريو يعبر عن حال المرأة، وتفاعل الجمهور معنا بشكل كبير، وبالطبع أخذنا وقتا حتى يقتنع الناس بما نقدم، لكننا في النهاية استطعنا أن نؤثر ولو في شريحة قليلة ممن تواصلوا معنا وشاهدوا أعمالنا أو شاركوا فيها.
وحول استخدام الفن في التنمية، وكسر حاجز الصمت في المجتمع قال إبراهيم، أحد الشباب أصحاب المبادرات مع بلان مصر : قدمنا مشروعا عن ختان الإناث، ثم الزواج المبكر، اخترنا الأنشطة التي تنفذ، وقالوا لكم الحرية في عمل ندوات أو أي أنشطة أخرى، وقدمنا المسرح التفاعلي وتدربنا علي كيفية استخدام المسرح التفاعلي في مناقشة القضايا، وكنا نعرض في مركز الشباب وفي المدارس وأحيانا في مناطق بعيدة في العزب والنجوع ويأتي إلينا الكثير من الناس، وكنا نتعب لقلة الإمكانيات ، لكن كان تأثيرنا واضحا فالأطفال كانوا يحفظون شكل الشخص بالدور الذي قدمه، ومشكلات الزواج المبكر تظهر أكثر من مشاكل الختان ، لأنه مازال هناك حرج في عرض مشاكل الختان.
وتابع : مؤخرا بدأنا نعد مقاطع فيديو للتجسيد الحركي الصامت، للتعبير عن القضايا المختلفة للمرأة، وبدأنا ننشر على صفحة بلان مصر، وحين يحدث تفاعل نبدأ بمشاركة هذه الفيديوهات على صفحاتنا، وحققت هذه الفيديوهات حراكا كبيرا داخل المجتمع.
وطالب إبراهيم الفنانين بالمشاركة في طرح ومناقشة ومعالجة هذه القضايا لأنهم قدوة ، يقلدها الناس، وإذا ناقش نجوم الفن هذه القضية فمن المؤكد أن الناس ستقلدهم وتنتبه وسيساهم هذا الأمر في توعية المجتمع.
وقالت إنجي سليمان إن الفنان الذي تتم الاستعانة به في معالجة هذه القضايا يكون هناك بحث عنه، لضمان أنه سيقدم تأثيرا إيجابيا في القضية التي يعالجها.
وأشارت إلى أن الهيئة استطاعت خلال الفترة الماضية وقف عمليات ختان لنحو 30 فتاة ، والأهالي بدأوا يبلغوا الخط الساخن.
وأضافت إنجي إحدى المشاركات في المبادرات: أحيانا الأسرة تكون مقتنعة بأن الختان خطأ لكن تضطر لعمله تحت ضغط المجتمع ، وأشارت إلى أن قضية التحرش الجنسي للأطفال كانت منتشرة، فهذه القضية غالبا لم يكن أحد يتحدث عنها أحد وفكرنا في إنتاج أغاني استعراضية لمناقشة الموضوع من كل جوانبه، وأنتجنا أغنية لمسة حلوة ولمسة وحشة، وقررنا تنفيذها بالتمثيل الحركي لتصل بسرعة إلى الأطفال، وأوضحنا لهم أن الطريقة التي فيها تحرش لن تكون واضحة أو مباشرة كما أنتجنا أغنية ولعبة للأطفال ووجدنا تفاعلا من الأطفال بشكل كبير، لأمهات فرحوا جدا بأن هناك توعية للأطفال بهذا الشكل.
وفي مداخلة أخرى لإحدى الناشطات أكدت أن هناك فتيات لم يستخرجن بطاقات يتزوجن، وهذه جريمة يجب منعها من خلال تكاتف كل الجمعيات والمؤسسات والهيئات المختلفة التي تعمل على معالجة هذه القضايا. عبر مجتمع مدني مستنير لأكبر درجة، والتكاتف بين المجتمع المدني والمؤسسات العامة التي تعمل على هذه القضايا.