بين برنامجي “البيت بيتك ومصر النهاردة”، اللذان كان يقدمهما على التليفزيون المصري، وبرنامج “من الآخر”، الذي يقدمه الآن على قناة “روتانا مصرية”، اختلف الأداء الإعلامي لتامر أمين. فبالهدوء، وعدم الخروج عن السياق، والمشي “جنب الحيط” في “ماسبيرو”.. كان “تامر”. وبـ”الشو” و”الأفورة” وتسليط الضوء على أخبار الراقصات، وتصدير صورة الرجل الشرقي، تقمص دور “الأمين” على الأخلاق!
إعلام.أورج يرصد 5 فروق بين الأداء الإعلامي لتامر أمين في ماسبيرو، وأدائه الآن:
أداء “تامر” في التلفزيون المصري كان “ناعمًا” للحد الذي جعله يقدم العديد من المهرجانات والاحتفالايات الخاصة، بوجهه المبتسم وصوته الهادئ وحديثه المنمق، ولكن فجأة خرجت علينا ملامح “بتبص من فوق لتحت”، وصوت جهوري ينتقد “كل من هب ودب”، بداية من الراقصات والفنانات، مرورًا بالنشطاء والدعاة، ووصولًا إلى “الحكومة”.. “أي نعم الحكومة”، التي كان يرفق بها ويحنو عليها قبل الثورة.
لم يعرف “تامر” طريقه للسباب والتجاوز في مبنى ماسبيرو، ليسلكه الآن بعدما خصص أول فقرة في برنامجه الحالي لتناول الأحداث الجارية، والتي تحولت على يده إلى فقرة التصريحات “السخنة” التي تشعل مواقع التواصل الاجتماعي ليعلق عليها هو بطريقته الجديدة، التي لا تخلو من التلمحيات الخارجة، كأن يعلق على بطلة كليب “سيب إيدي” قائلًا: “دي بتتشر..شح، هو ده اللفظ اللي أقدر أقوله”، وفي بعض الأحيان يكون يقدم أخبارًا “عادية” ولكنه يضيف “التاتش” بتاعه.
كان تامر يتقمص دور “سي السيد” في التلفزيون المصري، ولكن على استحياء، وذلك عندما كان يقدم فقرة “هو وهي” مع الفنانة رزان مغربي عن العلاقة الجدلية بين الرجل والمرأة، أما الآن فتحول دور الرجل الشرقي إلى نهج ومنهج يتبعه الإعلامي الشهير، ليس في فقرة ولا في حلقة، بل في كل الحلقات، فهاجم راقصات الدرجة الأولى والثانية وكل الدرجات، مثل فيفي عبده، ودينا، وصافيناز، وبرديس، وشاكيرا.
لم يكن “تامر” مضطر، في سابق عهده مع التلفزيون المصري، لـ”الأفورة” المفتعلة بشكلها الحالي، فكان يعمل في برنامج توك شو هام، يرعاه “حديد عز”، وغيره من الوكالات الإعلانية التي تجامل برنامج الحكومة، إضافة إلى أن دور “السوشيال ميديا” والمواقع الإلكترونية، كان لا يزال ضعيفًا وهامشيًا، عكس ما أصبح عليه الآن، فهناك برامج لا نسمع عنها إلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتصيد كل التصريحات الغريبة والمثيرة وتصدرها للمشاهد، فتحدث مثلًا “ضجة مفتعلة” عن تصريح معين لتامر أمين، حتى لو برنامجه لا يحقق نسب مشاهدة تذكر، وبالتالي يضمن وجود اسمه بشكل دوري في المواقع الإخبارية.
كانت ولاتزال نظرة “تامر” للوطن على أنه “النظام”، فكان يفخر قديمًا بأنه مذيع النظام، وابن الدولة، فتكفي إجابته على الإعلامي طوني خليفة في أحد برامجه قبل 25 يناير، عندما سأل “أمين” عن السؤال الذي يود توجيهه لرئيس الوزراء أحمد نظيف، الذي كان في أوج فساده، فرد: “أليس الوقت قد حان لتفكر في تغيير وزاري؟”!
أما الأن “أمين” يقدر النظام بطريقة فيها “تحابيش” أكثر، فهو يصطنع الحيادية حتى لا يذكرنا بالماضي، وأحيانًا ينتقد الرئيس والحكومة، ولكن “عقدة” النظام لم تمنعه من التصريح ذات مرة بأن السيسي هو الوطن، ومن ينتقده فهو يجرح الوطن وعليه أخد باسبوره ويغور!.